في اطلالتين اخيرتين للسيد حسن نصرالله في ليلة العاشر من محرم وفي يوم العاشر، ليجدد الولاء لمن يرى فيه حسين هذا العصر، ووصف حصار ايران كحصار أصحاب الإمام الحسين في كربلاء. وكان نصرالله يتبرع باسم اللبنانيين بربط مصير لبنان بايران، معتبرا أن اي حرب على ايران لن تجعل لبنان بمنأى عن هذه الحرب.
كان السيد نصرالله في خطابه الأخير أمس، حريصا الى اسماع من لم يسمع، “قرارنا في ايران، اذهبوا وتفاهموا مع ايران”. ربما كان يريد لمساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد شنكر، الذي يزور بيروت منذ أول من أمس، الى أن الحلول في لبنان ولا سيما في النزاع الحدودي من اسرائيل، لا تنفصل عن مشكلة واشنطن مع طهران.
اقرأ أيضاً: إسرائيل.. الحرب أو الحرب
الملفت أن نصرالله، الذي بدا ملكياً أكثر من الملك، قدم نفسه مدافعا عن ايران ومستعد للموت من أحلها، بينما لم يسمع اللبنانيون من اي مسؤول ايراني ما يفيد أن اي اعتداء إسرائيلي على لبنان سيدفع ايران الى مهاجمة اسرائيل، بل ما شاهده اللبنانيون طيلة المرحلة الماضية، هو عدم قيام ايران أو النظام السوري بالرد على الضربات الإسرائيلية المتكررة لمواقع إيرانية في سوريا، وفي العراق… الرد اذا حصل فمن لبنان!
رفع نبرة التهديد من قبل نصرالله، لا يعني أن حزب الله يريد حرباً، أو أنه مستعد للدخول في نفقها، ربما هو تعبير عن مأزق في مواجهة احتمالاتها من قبل اسرائيل، أبعاد شبح الحرب هو ما يعكسه طبيعة الردود العسكرية من قبل حزب الله على مئات الغارات الجوية التي تعرض لها حزب الله وايران في سوريا، تصعيد نصرالله اللفظي والخطابي، هو أقرب إلى موقف الخائف من وقوع حرب مدمرة، ليس خوفا شخصيا وهو خوف مشروع، بل خوف من نتائج هذه الحرب الكارثية على بيئة حزب الله ولبنان عموما.
بين الطمأنينة التي بثها نصرالله عشية حرب 2006، والتصعيد الذي يثير المخاوف من حرب داهمة، فإن المنطق في المقارنة بين الموقفين، يدفع إلى أن الحرب خدعة، وقرار حرب 2006 من خلال استدراجها بخطف جنديين اسرائيليين، يتنافى مع منطق التهديد اللفظي الذي يترافق مع رسائل بالنار مدروسة من قبل حزب الله، اي لا تستدرج حربا.