شينكر «يصول و يجول».. هل تنجح «المهمة المستحيلة»؟

وصل مساء أمس الموفد الاميركي الخاص الى لبنان للمساهمة في مفاوضات تحديد الحدود البرية والبحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، دايفيد شنكر، ليتابع مهمة سلفه دايفيد ساترفيلد، حيث عقد لقاء مع رئيس الحكومة سعد الحريري في بيت الوسط، سيستتبعه بلقاءات على مستوى الرئاستين الاولى والثانية بحسب المعلومات، بالإضافة الى لقاء سيجمعه برئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل اليوم، والى لقاءات مع مسؤولين في الجيش اللبناني.

ويعتبر اللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري حتمياً، كونه المعني الاول والمكلف رسميا بالتفاوض حول هذ الموضوع، رغم الرغبة الأميركية بتولي رئيس الحكومة سعد الحريري الملف، إلا أن تولي بري الأمر قد يمسك العصا من النصف بين طرفي الخلاف لبنان والاحتلال الإسرائيلي.

ويكمن الخلاف اليوم حول مطالب الجانبين المتباينة بشأن الطرف المفاوض، حيث يطلب الجانب اللبناني رعاية كاملة من الامم المتحدة في حضور الاميركي، على أعلى المستويات براَ وبحرأ، بينما تريد اسرائيل للترسيم البري رعاية الامم المتحدة وللترسيم البحري رعاية اميركية. إلا أن الرغبة بالبدء باستثمار النفط والغاز قد يسرع من وتيرة الحل بعد ما سيطرحه شينكر خلال جولته المرتقبة، خصوصاً بعد اعلان رئيس الجمهورية ميشال عون عن بدء التنقيب عن الغاز في تشرين الثاني المقبل.

وفي نقطة خلافية أخرى، تبرز مسألة الانشاءات والاعمال العسكرية للعدو الاسرائيلي عند الحدود، ومدى تأثير الأحداث الأخيرة على الحدود، على مسار التفاوض، بحيث تشير مصادر متابعة الى أن سيشدد من لبنان على ضرورة تثبيت قواعد الـ 1701 في أرض الجنوب أولاً، كشرط أساس لتتمكن الوساطة الأميركية من التقدم. الأمر الذي دفع الحريري للتأكيد على عدم سقوط القرار 1701، مما يوحي بأن الأحداث الأخيرة قد تكون سببًا لتفعيل الوساطة لا لتجميدها، بعد اعادة الأمور الى نصابها جنوباً.

إقرأ أيضاً: القرار 1701 يهتز ولا يسقط

الأمن مقابل النفط، قد يكون عنواناً منطقياً لرحلة المباحثات الجديدة، إلا أن لبنان حتى اللحظة يرفض التخلي عن أي كلم من حصته التي تبلغ 1350 كلم، إلا أن ما آخر ما حمله ساترفيلد في جولاته المكوكية هو أن تقوم شركة  Noble Energy الأميركية بمهمة استخراج النفط، وتتولى توزيع الحصّة للفريقين”. وهو ما قد يستكمل بحثه شينكر في جولاته المرتقبة.

وتضع زيارة الموفد الفرنسي المكلف متابعة مقررات مؤتمر سيدر السفير بيار دوكان الى لبنان قبل أيام من زيارة شينكر عنواناً جديداً، وهو “الترسيم مقابل سيدر”، أي الضغط على لبنان بملف سيدر للقبول ببعض الشروط الإسرائيلية نفطياً، ما يوحي بأن المفاوضات لن تكون سهلة.

وبالعودة الى جولة شينكر، يبرز لقاء سيجمعه اليوم برئيس الكتائب سامي الجميل، وللوقوف على أجواء اللقاء المرتقب، اعتبر النائب الياس حنكش، في حديث لجنوبية، أن نتائج اللقاء ستكون أوضح بعد انعقاده، لكن الزيارة للكتائب ورئيسه تأتي لما يمثله الحزب من معارضة، وزيارة جميع الأطراف هو أمر طبيعي.

وأشار الى أن المبعوث السابق ساترفيلد صرح فقط من بيت الكتائب، وكانت هذه الزيارة لاستطلاع رأي المعارضة في عدة أمور، والزيارة المرتقبة أيضاً تندرج بهذا الإطار. واضاف: “الجانب الأميركي يسمع الرأي والرأي الآخر، واليوم نحن نمثل الرأي الآخر”.

وأفاد حنكش أن الأمور التي سنتكلم بها مع شينكر قد تتعدى ملف ترسيم الحدود الى أخرى كملف العقوبات والوضع الإقتصادي، ونحن لكل ملف لدينا رأي وطرح بديل سنعرضه.

بدورها السفارة الأميركية، أعلنت عن تأكيد شينكر لأهمية “الحفاظ على أمن لبنان واستقراره وسيادته”، عقب اجتماعه بالحريري. مما يجعل نية التفاوض المنفتح سائدة في الأجواء، دون اظهار علني للانحياز لاسرائيل، وأيضاً، لقاءاته المنتظرة مع مسؤولين في الجيش اللبناني تؤكد استمرار الدعم العسكري للبنان الرسمي رغم كل التوتر الذي تثيره علاقة لبنان الرسمي بـ”حزب الله” المغضوب عليه أميركياً.

إقرأ أيضاً: شينكر في بيروت وتخمينات

وقد تحمل جملة شينكر في طياتها رسائل عدة، ستتوضح أكثر بعد بزوغ نتائج لقاءاته التي ستقام على مدار يومين، خصوصاً بعد انضمام نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى جويل رايبورن للاجتماعات بعد وصوله الى بيروت.

وفي ظل هذه البوادر، وسط معلومات تتحدث عن اكتمال معظم بنود الإتفاق حول ملف الترسيم، هل تتكلل مهمة شينكر الأولى في المنطقة بالنجاح؟

السابق
نصرالله استنكر العقوبات على البنوك
التالي
انخفاض في درجات الحرارة… إليكم طقس الأيام المقبلة!