يوميات من «عرق» الفساد.. لا الجبين

وزارة التربية
على الرغم من الإيحاء ببدء إنطلاق عجلة الاقتصاد اللبناني الغارق في واد عميق لا قرار له، فضلاً عن مطالبة جميع النواب والوزراء بمحاربة الفساد المجهول المعلوم، إلا أن الإستفزاز يبقى سيد الموقف ويتحكّم بمفاصل الحياة اليومية.

استيقظت صباحاً مصاباً بحال تعرق شديد وطبعاً نتيجة عدم وجود التيار الكهربائي 24/24 كما يوعودون، توجهت إلى أحد الأماكن لتصديق إفادات أولادي الثلاثة، ولأنني قررت نقلهم من المدرسة التي كانوا فيها والتي يتجاوز قسطها عن الولد الواحد أكثر من 3000$، وبسبب الحالة الاقتصادية المعدومة لم يعد بمقدوري تحمل أقساطها ومصاريفها، إذ أنها تزيد القسط سنوياً، كعادة المدارس الخاصة كافة، من دون أن يكلفوا أنفسهم عناء توضيح الأسباب الموجبة.
على كل حال، وصلت إلى المكان المقصود، تفاجأت بجمع من البشر يتصببون عرقاً أرهقهم الإنتظار وراء البوابة الحديدية الموصدة حيث الموظفة تجلس بحماية عنصر من قوى الأمن. جاء دوري، فقالت لي يلزمك طابعين “ألف ليرة” لكل إفادة، فدفعت 7500 ل.ل. ثمن ستة طوابع، ولا تسألوني لماذا؟ المهم وكما أعلم، عادة حين يذهب المواطن لتصديق أي معاملة يفترض ان تنتهي في ذات الوقت، ولكني فوجئت بالموظفة تقول إلى الغد بعد الساعة العاشرة صباحاً.

اقرأ أيضاً: محاولات الدولة لمنع الانهيارِ الاقتصادي ستؤدي إلى انهيار اجتماعي

صعقني الخبر، فآثرت الصمت، ليس باليد حيلة وتوجست من الإحتجاج خوفاً من غضبها فتؤجلني إلى آخر الشهر. وعدت إلى عملي متأخراً طبعاً، أبحث عن عذرٍ لها، فلم أجد إلا سوى الفساد والبيروقراطية المقيتة.
وبت أسأل نفسي لماذا هذه الأشكاك المنتشرة في الأماكن الرسمية كافة، أليست السمسرة على الدولة فساداً واستهتاراً بالناس؟

السابق
إطلاق نار على وكيل داخلية الحزب الاشتراكي مروان أبي فرج في الشويفات
التالي
العثور على جثة امرأة داخل شقتها في بربور