هل سيعود الحديث حول قوننة زراعة الحشيشة في الذكرى المقبلة لتغييب الإمام الصدر؟

كل مراقب يدرك أن ما أثاره البعض من حديث حول قوننة زراعة نبتة حشيشة الكيف في لبنان قبل الانتخابات النيابية الأخيرة كان لأسباب انتخابية.

 لعل أول من أثار الحديث حول هذا الأمر في المجلس النيابي اللبناني في الماضي هو الوزير والنائب السابق وليد بيك جنبلاط، ولحقه قبل الانتخابات النيابية الأخيرة النائب السابق يحيى شمص ومجموعة من المرشحين للنيابة في بلاد البقاع، لتأتي قمة الحديث حول هذه القوننة في ذكرى تغييب الإمام القائد السيد موسى الصدر الماضية والتي هدف من خلال الحديث عنها دولة الرئيس نبيه بري قطع الطريق على كل المحاولين استغلال الحديث عن قوننة زراعة الحشيشة لغايات انتخابية، وليُفهم هؤلاء جميعاً أن تغريدهم خارج السرب ممنوع بتاتاً، وأنه لا يمكن الفوز في العمل السياسي الرسمي في الدوائر الشيعية في لبنان إلا من بوابة حركة أمل وحلفائها، وقد وصلت هذه الرسالة للجميع وقرأها كل العاملين في الشأن العام ، كما لقي حديث دولته يومها حول قوننة زراعة النبتة لغايات صناعية طبية وغيرها لقي أصداءً أوروپية فأرسل الاتحاد الأوروپي مندوبة من إحدى الدول الأوروپية لتبدي استعداد دولتها لشراء محصول زراعة النبتة للغايات التصنيعية المتعددة من أمصال العلاجات المختلفة ومواد التخدير للعمليات الجراحية المتنوعة وأدوية مسكِّنات الآلآم والأوجاع الكثيرة وللصناعات المعدنية وما شاكل.

اقرأ أيضاً: تغييب الصدر وغياب الوعي لدى شيعة لبنان

وفي المقابل سجَّلَ البعض على دولته  بعض الملاحظات في طرحه الحديث حول القوننة في ذكرى تغييب الإمام القائد السيد موسى الصدر، فقدسية عمامة السيد المغيب قد يرى هؤلاء أنها تأبى أن يكون منبره مطية للحديث حول قوننة زراعة الممنوعات لما يمثله الإمام المغيب من قيمة روحية ودينية، وإن كان البعض الآخر قد لا يرى من بأس في طرح القوننة المذكورة ما دامت لغايات علاجية وصناعية وهو ما أقرته فتاوى فقهاء الإمامية ومنهم المرجع الراحل السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي.

 فهل سيعود الحديث عن هذه القوننة مرة أخرى في ذكرى تغييب الإمام المقبلة ، خصوصاً وأن مشروع القوننة أحيل إلى اللجان النيابية المختصة في المجلس النيابي لدراسته وإقراره؟

وهل كان الحديث عنه في ذكرى تغييب مؤسس المقاومة فقَّاعة انتخابية موسمية أم كان غلطة لن تتكرر؟ وهل ستخطو الدولة اللبنانية خطوة إلى الأمام نحو قوننة زراعة هذه النبتة لتستفيد من عائداتها المالية لسد عجز الخزينة كما فعلت إسرائيل ودول أخرى في العالم أم ستعجز عن وضع حد لمستغلي هذه الزراعة للتجارة بالممنوعات ورفع نسبة المتعاطين للمخدرات في المجتمع اللبناني؟

 وهل كان الرئيس نبيه بري جاداً ومقتنعاً تماماً بصوابية طرحه حول هذه القوننة في ذكرى تغييب مؤسس المقاومة أم يرى في حقيقة أمره أنه لو كانت زراعة هذه النبتة شائعة في الجنوب والبقاع أكثر مما هي عليه أمام ضعف سلطة الدولة لما وجدنا مقاومين لتحرير الأرض وصيانة الحدود والعرض؟

اقرأ أيضاً: تشريع الحشيشة في لبنان… بين المنافع والمخاطر

وهل لاحظ كل من تكلم عن تشجيع زراعة هذه النبتة مخاطر تفشِّي زراعتها وأضرار انتشار تعاطيها على الشبان والشابات خصوصاً طلاب وطالبات المدارس والجامعات لو لم تتمكن الدولة من ضبط ذلك؟

وهل قام أحد بدراسة ميدانية لكيفية ضبط تعاطي هذه الآفة الاجتماعية والأخلاقية؟

 أسئلة تنتظر الإجابة من دولة الرئيس نبيه بري في الذكرى المقبلة لتغييب الإمام القائد السيد موسى الصدر … 

السابق
يا نتنياهو لا تزعج
التالي
إسرائيل تعتدي على أربع دول عربية في أسبوع فأين الردّ؟