يا نتنياهو لا تزعج

من السابق لأوانه التقدير اذا كان الرئيس الامريكي دونالد ترامب سيلتقي قريبا نظيره الايراني حسن روحاني. واضح أنه تجري اتصالات لتبديد التوتر المتصاعد بين واشنطن وطهران وربما ايضا لبلورة اتفاق نووي جديد. واضح ايضا ان مساعي التسوية بين الجمهورية الاسلامية والقوة العظمى، التي تسمى في ايران “الشيطان الاكبر” تقلق جدا رئيس وزراء اسرائيل.
لدى بنيامين نتنياهو سبب وجيه للقلق: فالهدف المركزي الذي وضعه للسياسة الاسرائيلية الخارجية كان اضعاف ايران من خلال العزلة الدبلوماسية، العقوبات الاقتصادية والتهديدات العسكرية. قبل أربع سنوات فشل نتنياهو في عرقلة الاتفاق النووي للرئيس براك اوباما مع الايرانيين؛ ولكنه نجح اكثر مع ترامب الذي انسحب من الاتفاق، استأنف العقوبات والتهديدات على ايران، ووصل الى شفا المواجهة بالقوة معها في الخليج الفارسي.
والان يقف نتنياهو أمام انعطافة في سياسة ترامب، تجد تعبيرها في السعي الى لقاء وتفاهم مع القيادة الايرانية.

اقرأ أيضاً: ترامب – خامنئي: رهانُ سنةٍ قاتِلة!

التوقيت سيء على نحو خاص لرئيس الوزراء، الذي يتنافس في الانتخابات من موقع دون. فالعناق العلني بين ترامب وروحاني سيعرض على العالم كله ضعف رئيس وزراء اسرائيل. ان الصورة التي طورها نتنياهو كمقرب مطلق من الرئيس الامريكي، والتي تقبع في قلب حملة الليكود، ستتشقق جدا عشية التوجه الى الصناديق.
تشرح هذه الظروف قرار نتنياهو تصعيد النشاط لاسرائيل ضد ايران ومرعييها في المنطقة، من خلال توسيع “المعركة بين الحروب” الى لبنان والعراق – في ظل المخاطرة بمواجهة مع حزب الله، ورغم المعارضة الامريكية للهجمات الاسرائيلية في العراق والتي تلقت تعبيرا علنيا شاذا.
يبعث سلوك نتنياهو في الذين ذكريات سيئة من قضية “صفقة العار” التي تمت في الخمسينيات من القرن الماضي (“قضية لافون”). في حينه حاولت اسرائيل احباط تقرب قوى الغرب من حاكم مصر جمال عبدالناصر، الذي كان يعتبر هنا العدو والتهديد المركزي، مثل ايران اليوم. ومثلما في الجولة السابقة، تبدو هذه المرة ايضا بوادر القاء المسؤولية عن الورطة على “الحماسة الزائدة في القيادة المهنية”.
يكفي الضرر الذي سبق أن لحق بسبب تصعيد النشاط الاسرائيلي، والذي يعبر عن نفسه بضعضعة العلاقات مع الادارة الامريكية وبخطر تبادل الضربات مع حزب الله. على نتنياهو ان يكف عن أعمال “صفقة العار 2″، ان يجلس جانبا والا يزعج المسعى الدبلوماسي لامريكا وايران، بوساطة فرنسا. لاسرائيل توجد مصلحة كبرى في تبديد التوتر في المنطقة وفي منع مواجهة ستعرض اموال الصدى لها هي ايضا للخطر. ان ضبط النفس في هذا الوقت سيخدم المصلحة الاسرائيلية اكثر بكثير من التهديدات واستخدام القوة.

السابق
حركة الإنقاذ في الحزب الشيوعي اللبناني تنعي نديم عبد الصمد «أبو بشار»
التالي
هل سيعود الحديث حول قوننة زراعة الحشيشة في الذكرى المقبلة لتغييب الإمام الصدر؟