ماذا عن إساءات الفنانين إذا كان الجمهور راضي؟!

مجد موصللي
لم تكد قصة وديع الشيخ المؤدي اللبناني مع الحذاء تنتهي على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى تناقل الجمهور فيديو جديد هذه المرة للمغني مجد موصللي من حفل شاطئي في مدينة طرطوس السورية، حيث تكثر حفلات الشواطئ خلال فترة الصيف. وهناك غنى مجد ما يسمّى بـ"الردية" بعد أن استأذن الجمهور ببعض "الزعرنة" على حد وصفه!!

تناقلت الصفحات الإلكترونية السورية الفيديو وشنت حملة هجوم على مجد الذي استخدم عبارات سوقية وشتائم وسط تفاعل من الجمهور ومحاولة تبرئة نفسه من المسؤولية بأن مجد يصمت حين يصل للشتيمة والجمهور هو من يرددها بصوت عالي. وبعد أن قذف موصللي الخائن لزوجته والشريكة الخائنة بنعوت لفظية تدخل في نطاق الشتيمة، حاول الحفاظ على ماء وجهه بالحديث عن التنوع الطائفي بسوريا وجمع الطوائف في مقطع مغنّى واحد.

اقرأ أيضاً: الثنائيات مجدداً: لمن تنتصر البطولة؟!

حالة الرفض التي جاءت توجهت لمستوى الحفلات التي تجري في سوريا وسط مشهد الفوضى العارمة التي تصيب البلاد حيث تغيب الرقابة الفنية والمعايير التي تحدد مستوى ما يقدم وباسم من، فانتشاء النظام بما يصدّره للمنطقة على أنه انتصار فتح الباب أمام مجموعة من رؤوس الأموال لدخول مجال تعهدات الحفلات وإقامة الحفلات بشكل جنوني وسط الاستعانة بأسماء لبنانية تحظى بتسويق إعلامي قوي في بيروت ما يعني حجز كامل وعدم خسارة في الحفل. وهنا جاءت الفرصة سانحة لبعض المغنيين اللبنانيين لركب موجة “الانتصار” والسفر إلى سوريا تحت شعار مشاركة الشعب السوري فرحته على حد زعمهم، ليعاد استنساخ شكل جديد من الموالاة ولكن بصيغة رديئة للغاية تنسجم مع حالة الفوضى العارمة وطبيعة المتنفذين المسيطرين على المشهد السياسي والأمني في سوريا.

هذا ما استدعى بعض الفنانين لاستنكار ما حدث وأبرزهم المطربة السورية شهد برمدا التي أسفت لحال مسارح سوريا الغنية بإرثها الموسيقي حيث شكلت دمشق وحلب لعقود منارة لفنانين عرب وحلماً للوقوف على مسارحها وإثبات نفسهم، فضلاً عن القامات الفنية التي خرجت من سوريا ونطقت باسم هذا البلد. فإلى حال وصلت الموسيقى في المنطقة والظواهر المتصدرة للمشهد الفني حسب برمدا؟

اقرأ أيضاً: وديع الشيخ: من أين لك هذا «التبجح»؟!

وحيث تباينت التعليقات على منصات التواصل، كانت المشاهد تتكرر في المنطقة سواء من فيديو نزول وديع الشيخ إلى الجمهور عبر عربة معلقة برافعة أو غناء محمد رمضان في الساحل الشمالي بمصر بروب النوم وهو عاري الصدر، ما دفع البعض للقول أن الجمهور راضي وسعيد بذلك ويتجه للسهر في هذه الأماكن ويدفع بطاقة غالية الثمن مع علم مسبق بمحتوى الحفلة سواءً من سباب أو إيحاء جنسي، فلماذا كل هذا الهجوم طالما الحالة الجماهيرية متوفرة؟!

بذلك بات التنمر الإلكتروني يشكل حالة تكاد تكون عامة للدفاع عن هذه الظواهر ضد أي منتقد يحاول النتعرض لها وسط غياب الذائقة الفنية للاستماع ودون أن يبذل صاحب الظاهرة أي جهد لإثبات كفاءته، فاقترب من الجنس والدين ودافع عن الساسة المتنفذين ولك كل هذا “المجد” الزائف!

السابق
وزارة العمل… محصلة التفتيش اليوم
التالي
المعارضة الجنوبية ما زالت مشتتة ولا اتفاق على مرشح وحيد للانتخابات الفرعية