النائب حنكش لـ«جنوبية» عن حادثة قبرشمون: القضاء يعكس صورة سيئة عن لبنان

الياس حنكش
تبدو مروحة الإصطفافات بين أركان السلطة واضحة في ما يخص "حادثة البساتين"، وملف إحالة القضية الى المجلس العدلي الذي يعطل عمل الحكومة منذ 40 يوماً، إلا أن أطراف المعارضة وتحديداً حزب الكتائب، ورغم زيارة النائب نديم الجميل الى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط وتقديم الدعم له، إلا أنهم ذهبوا الى النظر الى الواقع من منظور أوسع، مع اعطاء الواقع الإقتصادي أولوية، والتحذير من استمرار "اللعب" بالقضاء، وجر البلاد الى العزل الدولي.

وفي قراءة شاملة للواقع السياسي والإقتصادي والقضائي الحالي، قال النائب عن حزب الكتائب الياس حنكش، في حديث لموقع “جنوبية”، أن الحكومة الحالية التي أطلقت على نفسها اسم “الى العمل”، فعلت كل شيء إلا العمل، فقلة المسؤولية والتعنت والفوقية بالتعاطي، وإصرار كل طرف على رأيه، راح البلد بسبب مآرب شخصية وحتى بسبب فقط تسجيل المواقف من المسؤولين وحتى من أطراف النزاع.

وأشار الى أن الجميع اليوم ملام، ونحن ندعو الى استمرار المبادرات للوصول الى حل يعيد الحكومة الى عملها، رغم أن عملها قبل التجميد لم يكن ايجابياً.

اقرأ أيضاً: جنبلاط كائن سياسي صيّاد حلول وأزمات ينتظر نصرالله على ضفة التسوية

إقتصادياً، لفت حنكش الى ان لبنان اليوم عرضة لإعادة تصنيف، من قبل “ستاندرد أند بولز”، ونحن دخلنا مرحلة الإفلاس لكننا لا نعلنه، وشبه الحالة بحالة المصاب بالسرطان الذي لا يعلن مرضه، ولكنه ما زال مريضاً، وبالتالي اليوم لا يحتمل أن تكون الحكومة معطلة وكل فريق يقف خلف “متراسه” رغم أنها لم تكن على مستوى هذه التحديات أصلاً.

مع استقالة الحريري؟

في هذا الشأن، اعتبر حنكش أن الموضوع غير مطروح، ولكن يجب أن يحصل أمر ما في البلد، ولا يمكن أن تكمل الأمور على هذا الشكل، مضيفاً: “نحن كلفنا الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة، وأعطينا فرصة بعد انتخابات نيابية جديدة، ولكن التركيبة كلها لم نكن راضين عنها ولم نعطيها الثقة، ولم نطلب أي حقيبة”.

من يعطل؟

تعليقاً على التعطيل الحاصل، قال: “إذا أردت أن أكون حيادياً، هناك أمور واضحة، تبرز محاولات لتحجيم جنبلاط ودوره، بدأ بقانون الإنتخاب، واستمر في عملية تشكيل الحكومة واصرار حزب الله على اعطاء الدرزي الثالث لحليفه، وهذا ما حصل لسنتين ونصف من قبل في ما يخص انتخاب رئيس جمهورية لوصول مرشح حزب الله الى بعبدا”.

وأشار الى أن الكتائب اليوم تقف وقفة أخلاقية مع جنبلاط، ولكننا لا نأخذ طرفاً بالقضاء، أما ما نريده هو أن ينتفض القضاء لمرة، ليظهر لنا أنه مستقل عن كل التجاذبات السياسية، ويعطينا أمل بأننا نستطيع بناء بلد خال من الفساد. واعتبر أن انتظام الحياة السياسية بحاجة لقضاء “واقف على قدميه”. مضيفاً: “كل ما سمعناه من فضائح هو معيب بحقنا جميعاً”.

وكشف حنكش معلومة خاصة لجنوبية، بأن “ستاندرد أند بولز” ألتقت بمسؤولين في وزارة المالية، لأنها تريد أن تعلن عن تصنيفها في 23 الحالي، وقاموا بطرح 50 أو 60 سؤال، 30 منهم عن الوضع السياسي، وأهمها عن القضاء، وسأل: “ما هو الحل للوضع الذي يعطي القضاء صفة بأنه أداة لتصفية حسابات؟”. وقال: “هذا ما يؤكد بأننا نظهر صورة سيئة عن لبنان، ليس فقط بالفساد والهدر والنفايات، إنما بالقضاء أيضاً”.

ولفت الى أن اليوم نسمع عن تنحي قاض لإعطاء ملف ما لقاض آخر، فهذه الممارسة لا تشجع على أن هناك تغيير سيحصل، وليس هذا ما وعد به الشعب.

اقرأ أيضاً: أميركا تفاجىء المسؤولين وتحذر من استغلال حادث قبرشمون.. فهل هناك خطر أمني في الأفق؟

عودة 14 آذار وانهيار التسوية؟

في هذا الإطار، علّق حنكش قائلاً أنهم قالوا ببيان رسمي أن الوقت قد حان لإعتراف أهل التسوية بفشلها، ونحن وقفنا ضدها من اليوم الأول وقلنا أنها هشة ولن تستمر لأنها غير مبنية على أسس متينة بل على مصالح، وأضاف: “نرى شهر عسل عند كل ملف فيه محاصصة، ونصل الى شفير حرب أهلية عندما يختلفون، وبالتالي نحن نعينا هذه التسوية منذ زمن”.

أما عن عودة 14 أذار، فقال دائماً ما كنا ندعو الأطراف السياديين الذين تنازلوا عن موقفهم بسبب حسابات خاطئة، للعودة الى أسس ومبادئ هم كانوا مؤمنين بها، وبذلك نستطيع أن نكبر مروحة المعارضة لخلق توازن فعلي، ولتكون فعلاً مؤثرة وتستطيع التغيير، فاليوم البلد فاقد للتوازن وذاهب باتجاه واحد.

السابق
الوفاء للمقاومة: السجالات لا تنتج حلا والتدخلات الاجنبية في الشأن الداخلي مدانة أيا يكن مصدرها
التالي
حصيلة تفتيش وزارة العمل ليوم الخميس: 13 ضبطاً و15 إنذاراً