توقيف أكثر من ألف شخص خلال تظاهرة للمعارضة في موسكو

المعارضة الروسية

ألقت الشرطة الروسية القبض على أكثر من ألف شخص في موسكو في واحدة من أكبر الحملات في الآونة الأخيرة على المعارضة. وجاءت الاعتقالات بعد احتجاج يطالب بمشاركة أعضاء من المعارضة في انتخابات محلية.

اعتقلت الشرطة الروسية السبت (27 يوليو/ تموز 2019) أكثر من ألف متظاهر، أتوا إلى موسكو للمطالبة بانتخابات حرة ونزيهة، على رغم تشديد قمع المعارضة في الأيام الأخيرة. 

 وبعد أقل من أسبوع من تجمع غير مسبوق منذ التحرك، الذي نظم رفضا لعودة فلاديمير بوتين إلى الكرملين في عام 2012، لم تفسح قوى الأمن للمحتجين هذه المرة المجال للمشاركة في هذه التظاهرة الجديدة غير المسموح بها، أمام بلدية العاصمة الروسية.

وتندد المعارضة برفض ترشيحات مستقلين للانتخابات المحلية التي تجرى في 8 أيلول/ سبتمبر، والتي تبدو صعبة للمرشحين الذين يدعمون السلطة في إطار من الاستياء الاجتماعي.

اقرأ أيضاً: قبرص تحاكم بريطانية على خلفية توجيه تهم بالاغتصاب إلى 12 إسرائيلياً

ورُفض تسجيل حوالى ستين مرشحا لانتخابات برلمان موسكو، بسبب عيوب في جمع التوقيعات اللازمة للترشح، كما أعلن رسميا. وندد مشاركون مستقلون استُبعدوا من الانتخابات، بوجود مخالفات ملفقة بالكامل، كما قالوا، واتهموا رئيس البلدية الموالي للحكم سيرغي سوبيانين، بأنه يريد خنق المعارضة.

وأفادت شرطة موسكو في أرقام رسمية أن نحو 3500 شخص بينهم نحو 700 صحافي ومدون شاركوا السبت في التظاهرة، لافتة إلى توقيف 1074 شخصا “لارتكابهم مخالفات مختلفة”.

 واستُنفرت قوى الأمن بأعداد كبيرة وأوقفت المحتجين الذين كانوا يتدفقون إلى الجادة الرئيسية في موسكو، جادة تفيرسكايا، هاتفين “يا للعار” و”نريد انتخابات حرة”، ودفعتهم نحو الشوارع المحيطة. وسارعت الشرطة إلى تفريق تجمع آخر دعت إليه المعارضة وبدأ في ساحة تروبنايا قرابة الساعة 16,40 بتوقيت غرينتش. ومعظم عمليات التوقيف كانت عنيفة، فقد أصيبت إحدى المتظاهرات بجروح بالرأس، بحسب صحافي في فرانس برس.

وكتب المعارض ايليا ياشين على تويتر “لقد فقدت السلطات كل منطق: إن سلوكها بات شبه سادي”، معلنا “تظاهرة جديدة كبيرة” في موسكو في الثالث من آب/ اغسطس.

وداهمت قوات الأمن منازل ومقرات عدد من المرشحين، الذين أبطلت ترشيحاتهم، كما أعيد المعارض للكرملين أليكسي نافالني إلى السجن الأربعاء، 30 يوما بتهمة انتهاك “قواعد التظاهرات”. واستُبعد عدد كبير من المرشحين، بمن فيهم حلفاء نافالني، أو استدعوا للاستجواب في منتصف الليل.

وتأتي هذه الإجراءات إثر فتح تحقيق في “عرقلة عمل اللجنة الانتخابية” في موسكو خلال تظاهرات منتصف تموز/ يوليو، يمكن أن تؤدي إلى عقوبات قد تصل إلى السجن خمس سنوات، ما يذكر بالأحكام التي صدرت خلال حركة 2011 – 2012 ضد عودة فلاديمير بوتين إلى الرئاسة.

وانتقدت منظمة العفو الدولية مساء السبت “استخدام القوة المفرطة” من جانب الشرطة الروسية داعية إلى “الافراج الفوري عن المحتجين المسالمين”.

السابق
التعطيل الحكومي في لبنان مقدمة لترسيخ «حلف الأقليات»
التالي
«التسوية – الصفقة» كما صاغها نصرالله وقبلها خصومه