«التسوية – الصفقة» كما صاغها نصرالله وقبلها خصومه

ثمة تقاطع واضح بين مقولة أمين عام حزب الله، أن الدولة اللبنانية ليست دولة حزب الله مع موقف أصحاب التسوية-الصفقة معه، خاصة سعد الحريري وسمير جعجع وإلى حدّ ما وليد جنبلاط.

مبررات موقف حزب الله هي التالية:
– لا يريد أن يُحمّل حاضراً ومستقبلاً، مسؤولية إنهيارات الوضع السياسي والإقتصادي والمالي ونتائج الفساد الذي يشارك فيه مع باقي أطراف الحكومة، بل أن يلقي اللوم على من قبِل بمشاركة دونية معه في السلطة.
– هو بحاجة داخل الحكومة إلى من يعتبرهم أصدقاء الغرب وبشكل خاص أميركا، كما أصدقاء العرب وبشكل خاص السعودية، لكي يشكلوا له نوعاً من درع يقيه إستهدافات الخارج المعادي لإيران وله في لبنان.
– هو بحاجة أن يحافظ على مصداقيتهم لدى من يحتسبهم على الخارج المعادي له وعلى شعبيتهم لدى جمهورهم، لأن خلاف ذلك يفقدون القدرة على القيام بوظيفتهم الضمنية التي وافق على أساس إلتزامهم بها أن “يشاركوه” في السلطة، أي وظيفة الدرع الواقي.
لذا، لا يبدي أي حرج حين يأخذ هذا الطرف أو ذاك موقفاً سيادياً لأن من شأنه أن يحافظ لمن يتخذه على شعبية هذا الأخير في الداخل ومصداقيته في الخارج، طالما أن هذا الكلام لا يترجم بأفعال داخل السلطة.

اقرأ أيضاً: سيرة نجاح العهد القوي… بلا طول سيرة

مبررات موقف أصحاب التسوية – الصفقة:
– شكلاً: ضرورة الإشتراك في السلطة وعدم تركها في يدّ حزب الله وأتباعه وبالتالي خلق توازن في داخلها بالرغم من إختلال الموازين الإقليمية واللبنانية لصالحه (قتال تراجعي)، المعارضة من الدخل أجدى، عقد نزاع، البديل بنظرهم هو الفتنة والعودة إلى الحرب الأهلية (كأنه لا إمكانية لمعارضة سلمية على مثال مرحلة الإحتلال السوري)، النأي بالنفس، الواقعية السياسية، البراغماتية وعدم التهور، إلى جانب حجة ضرورة معالجة الوضع الإقتصادي والمالي الذي هو على حافة الإنهيار (علماً أن مشاركتهم في الحكومة لم ولن تجدي نفعاً في هذا المضمار).
– مضموناً: تأمين السلطة والمال. 
يحاول جنبلاط الإبقاء على قدر معقول من حصته في السلطة والمحافظة على وضعيته المميزة في الطائفة بعد أن فقد وضعيته كبيضة قبان.
يحاول الحريري الإبقاء على رئاسة الحكومة التي أمنتها له الصفقة طوال رئاسة عون، ويطمح إلى تمديد هذه المعادلة بفترة رئاسة باسيل (المرشح الفعلي لحزب الله لرئاسة الجمهورية).
يريد جعجع الحفاظ على حصته في السلطة ويطمح إلى رئاسة الجمهورية ويعتقد خطأً أنه حتى في حال خسرت إيران الحرب، سوف يحافظ حزب الله على قدر من القوّة يمكنه من وضع فيتو على ترشحه على الرئاسة. هذا ما يفسر مسايرته للحزب.
– يعتبر الثلاثة (الحريري، جنبلاط، جعجع) أن الوضع ضبابي في الإقليم. لذا، لا حاجة لإتخاذ المواقف الحاسمة مسبقاً. إذا مالت الدفة ضد إيران، نتصدر الموقف السيادي ونعود ظافرين إلى السلطة ونعيد الأخطاء التي إرتكبناها منذ بدايات الـ2005 والتي أوصلت الوضع إلى ما هو عليه.
أما إذا ظلت إيران في وضع المسيطر في الإقليم، نكون ضمنا حصتنا في السلطة والمال، من خلال مسايرتنا لحزب الله. والسؤال هو هل سيقبل الحزب حينها بمشاركتهم حتى الدونية في السلطة؟!

السابق
توقيف أكثر من ألف شخص خلال تظاهرة للمعارضة في موسكو
التالي
محكمة الجنايات في جبل لبنان تصدر حكمها بقضية مقتل سارة الامين