خفايا منصب مملوك الجديد واستقالة الحسن: يد خفية لبوتين.. وهذه خطة الأسد!

علي مملوك

تناول موقع “المونيتور” الأميركي دور روسيا في التغييرات التي طالت قيادات الأجهزة الأمنية الروسية، ملمحاً إلى أنّ التغييرات من هذا النوع عادة ما تكون مرتبطة بجهود النظام السوري الرامية إلى إعادة توزيع السلطات وربما الاستفادة من اللاعبين الخارجيين في ظل الخلافات القائمة بين حلفاء دمشق.

وفي تقريره، تناول الموقع تعيين رئيس مكتب الأمن الوطني و”أحد كاتمي أسرار الأسد”، اللواء علي مملوك، نائبا له للشؤون الأمنية واستقالة قائد المخابرات الجوية، اللواء جميل الحسن. وكشف الموقع أنّ تعيين مملوك بهذا المنصب نوقش منذ فترة، معلقاً بأنّ المسألة الأساسية تتمحور حول قدرة مملوك على الاحتفاظ بمستوى نفوذه السابق بموجب منصبه الجديد.

اقرأ أيضاً: تنظيم النجباء يرفض أمر عبد المهدي بدمج الحشد مع الجيش العراقي

في ما يتعلق بحسن، لفت الموقع إلى أنّه يتردد أنّه غادر منصبه الذي تولاه منذ العام 2009 بعد أيام من تمديد ولايته لعام واحد، مبيناً أنّ استقالته مرتبطة بالعلاقات بين سوريا وإيران وإسرائيل. ونقل الموقع عن مصادر ربطها استقالة الحسن (الذي تردّد أنّه تلقى العلاج في لبنان) بنتيجة مفاوضات دامت لأربع ساعات بين ضباط إسرائيليين وقادة أمنيين سوريين، بوساطة روسية، في أواخر حزيران الفائت في القنيطرة. وكشف الموقع أنّ قادة من الفليق الخامس (تشكل بمشاركة ناشطة للمشرفين العسكريين الروس في العام 2016 وضم مجموعات معارضة سابقة) اللقاء، مشيراً إلى أنّه تردّد أنّ الإسرائيليين طلبوا دمج الفيلق في الجيش السوري وإبعاد المجموعات الموالية لإيران عن الحدود مع الجولان المحتل.

وتابع الموقع بالقول إنّ الحسن رفض المقترحيْن الإسرائيلييْن، اللذيْن دعمتهما روسيا، وغادر الاجتماع، واصفاً إيران بأنّها “الشريك الحقيقي للسوريين”.

وفي سياق متصل، نقل الموقع عن المحلل في معهد الشرق الأوسط، تشارلز ليستر، قوله إنّ المسؤولين الأمنيين الجدد في إدارة المخابرات العامة، وإدارة الأمن الجنائي وشعبة الأمن السياسي يتعاملون بشكل وثيق مع الجيش السوري، مضيفاً بأنّه لم يتم إثبات ارتباطهم بعلاقات وثيقة مع إيران. كما تطرق الموقع إلى التقارير التي تحدّثت عن أن موسكو تحاول السيطرة على التعيينات في هيئة الأركان العامة وإدارة المخابرات العامة، وعن تقارير أخرى أوردت أنّ روسيا اقترحت تشكيل لجنة تفتيش لمكافحة الفساد في الجيش السوري.

وفي تحليله، رأى الموقع أنّ التغييرات الأمنية الحالية تعدّ في الأساس جزءاً من حزمة إصلاحات مرتبطة بالتغييرات السابقة التي طالت الحرس الجمهوري والقوات الخاصة.

من جهته، قال مصدر مطلع على عمل المشرفين العسكريين الروس في سوريا إنّ موسكو تسعى إلى أن تكون وسيطاً وتستخدم الحاجة إلى لجم إيران في سوريا كتكيك للتفاوض. ونفى المصدر، الذي أكّد أنّ الأسد يسعى إلى إرساء توازن بين مصالح طهران وموسكو ويستعد لجني الفوائد من الطرفيْن، أنّ يؤثر النزاع بين الموالين للإيرانيين والموالين للروس على التعيينات مباشرة. وقال المصدر: “غالباً ما يؤخذ تنوّع المصالح بالاعتبار في النزاعات وعملية إعادة توزيع النفوذ داخل النظام الإداري – وهو يستخدم كعامل لتحقيق مصالح الأسد الخاصة وشركائه”.

بالعودة إلى الحسن، رأى الموقع أنّ استقالته مرتبطة بديناميات السياسة الإقليمية المتغيرة، مشيراً إلى أنّ النظام، في إطار مفاوضات دمشق مع دول الخليج، اضطر إلى التخلص منه. ونقل الموقع عن مسؤول آخر مرتبط بالأوساط الديبلوماسية الروسية قوله إنّ مساعي روسيا إلى أن تصبح حكماً تجعلها مهتمة حقاً بتنظيف طاقم عمل القوات السورية المسلحة والأجهزة الأمنية.

توازياً، تناول الموقع التدريبات التي توفرها روسيا للعسكريين السوريين، مشيراً إلى أنّ أعضاء المخابرات العسكرية الروسية يواصلون توفير الحماية للواء سهيل الحسن وأنّ المدرّبين يواصلون تدريب جنود “قوات النمر” الجدد؛ تهدف هذه القوات إلى محاولة تقليص عدد المجموعات الموالية لإيران ودور الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، وفقاً للموقع.

وبناء على هذه المعطيات، خلص الموقع ناقلاً عن مصدر ديبلوماسي قوله إنّ النظام السوري يدرك أنّ روسيا، على عكس إيران، قادرة على أن تساعد في توفير تدريبات للعسكريين والمساعدة على تعزيز قدرات الجيش السوري والأجهزة الأمنية عموماً.

السابق
الحياة:بري لعدم إستحضار لغة الحرب الأهلية: أتهدم أسوار لبنان ونحن نناقش جنس المحاكم؟
التالي
بعد عودة الانترنت – السودانيون يستيقظون على فظائع فض الاعتصام!