«أمل» تخالف حزب الله ولا تقطع شعرة معاوية الدبلوماسيّة الخليجية

حركة امل
هل يلعب الرئيس نبيه بري دور الإطفائي عربيا وإقليميا؟ وهل أن تقاربه مع دول الخليج سيعود بالنفع على الشيعة؟ أم أن دور الاطفائي هذا سيحل ضيفا ثقيلا على شريكه الشيعي حزب الله، فتدب القطيعة بين الطرفين؟

منذ 3 أشهر تقريبا زار سفير الإمارات العربية المتحدة في لبنان حمد الشامسيّ منطقة الجنوب، وحلَّ ضيفاً على عبدالله نبيه بري في مركز جمعيته “مدرار”، وبالأمس زار سفيرالمملكة العربية السعودية وليد البخاري وزير الثقافة محمد داوود وهو ممثل حركة أمل بالحكومة، وفي ذكرى السيد محمد حسين فضل الله التاسعة مثَّل العميد الركن إميل مسلَّم رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع.

مقابل كل هذه اللقاءات، نجد أن حزب الله شريك الحركة القوي، وعلى لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله لا يكلّ ولا يملّ عن مهاجمة السعودية.

اقرأ أيضاً: حزب الله ومنهجية قضم نفوذ حركة أمل في لبنان

كل هذا أثار تساؤلات حول اللاقطيعة التي تسريّ بين أحد طرفي الثنائية الشيعية أي حركة أمل، مع المعادين لأحد طرفي الثنائية الشيعية أيّ حزب الله، الذي لم يستطع، منذ عدة شهور، فرضاقامة مؤتمر لإحدى الجمعيات في مدينة صور يرعاه ويشارك فيه السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي.

في هذا الإطار، تحدّثت “جنوبية” مع الصحافي حسين عزالدين، فقال ردا على أسئلتنا  فقال “تمايز حركة أمل والشيعة التابعين لها عن حزب الله أصبح ضرورة من بعد العقوبات لعدة أسباب منها: محاولة إلتفاف نبيه بري على العقوبات خوفاً على أمواله الخارجية والداخلية. وخوفاً على مستقبل أولاده السياسي ومستقبل حركة أمل. وخوفاً على توقيف الدعم العربي لمؤسسات أمل، والإبقاء على خط الرجعة بينه وبين العرب وبين العالم الغربي، ومن أجل إيصال فكرة للعالم أن الشيعة ليسوا حزب الله وأن المغتربين يتمايزون عن شيعة إيران، لأن طرد الشيعة من الخليج يشكل عبئا على بيئة حزب الله”.

ويختم عزالدين بالقول “كل هذا، رغم أنه مهم جدا، لكنه يبقى ضمن المناورات بين أمل وحزب الله. فالرئيس بريّ يعرف تمام المعرفة أنه في حال رفع حزب الله الغطاء عنه ينتهي دوره السياسي الحالي والمستقبلي”.

من جهة أخرى، أكد لـ”جنوبية” مصدر مقرّب من حركة أمل، بالقول “أنا افهم لقاءات الوزير محمد داوود، فهو يمثّل الدولة اللبنانية. وبأصل السؤال لا قرارات حركيّة بالقطيعة مع أحد، ولكني لا أعرف بالنسبة للآخرين مدى حركتهم، ولا شغلهم. فالوزراء يلتقون بجميع السفراء حتى الأميركي منهم. ولكن المناخ العام لحركة أمل هو مناخ تواصليّ وليس قطيعة، خاصة في الظرف الذي نمرّ فيه، ومشروع أمل هو التواصل لتخفيف الخنق على الشيعة”.

ويرى هذا المصدرالمقرّب أن “هذه اللقاءات تأتي في إطارها الطبيعي، وهي مع كل الدول العربية ما عدا ليبيا طبعا. ولم تذهب حركة أمل للعداء مع أحد مع عدا إسرائيل”.

وبرأي المصدر”اليوم هناك ضرورة لفتح القنوات لأن لبنان على مفترق طرق، ومفترق أزمات، ونحن بحاجة للتواصل العربي-الإيراني-التركي لمنع إسرائيل من السيطرة”.

من جهة ثانية، وبحسب أوساط مراقبة ان “الرئيس بريّ مصرّ على عدم الإقفال على القنوات العربية، وخاصة مع الدول العربية الكبرى كمصر، والإمارات، والسعودية، وهذا لا يعني أنه يوافق على سياستهم. فالرئيس بريّ لا يقطع شعرة معاوية، وإن كان لا يتماهى مع سياسات هذه الدول”.

اقرأ أيضاً: حركة أمل: قناة المنار «قناة الحشيش»… حكاية ثنائية شيعية – وهمية

وتؤكد هذه الاوساط أن الرئيس بري “يلتقي السفراء العرب دوما، والسفراء العرب يعتمدون الدبلوماسية المتحركة. وهذه السياسة هي من ضمن سياستهم، فتصبح لقاءات هؤلاء الدبلوماسيين فرعية حين يلتقون بالوزراء، وبالطبع لن يخرج هؤلاء بتصريح ضد الشيعة، والرئيس بريّ هنا يساعد على فتح القنوات مع رؤساء الدول، خاصة أنه رئيس اتحاد البرلمانيين العرب وهو من يرسم السياسات العامة، وعلى علاقة جيدة مع الجميع خاصة الكويت”.

ختاما، إنها شعرة “معاوية الشيعة” التي لا تنقطع، والتي قد يحتاجها حزب الله عند البحث عن حلول في الخفاء لتمرير الاتفاقات السرية، حيث أن “حزب الله يستنجد بالرئيس بري دوما لإنقاذه”. على حد قول مقربين من الرئيس نبيه بري.

السابق
إخبار أمام النيابة العامة بحق باسيل ورئيس بلدية الحدت
التالي
كلام باسيل من طرابلس يودي باتفاق معراب… ماذا عن جلسة مجلس الوزراء؟