«السيد نصرت قشاقش» يتعرّض لحركة أمل وفضل الله فيثير عاصفة تساؤلات وانقسامات

نصرت قشاقش
انتشر تسجيل صوتي لقارىء العزاء الشهير اللبناني السيد نصرت قشاقش المحسوب على حركة أمل، وهو يتعرّض بالنقد لحركة أمل وجمهورها الذي فترت همته الدينية، ويهاجم فيه المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله سياسيا ايام كان المرشد الروحي لحزب الله " بعبارة غير لائقة". وقد خلّف هذا التسجيل جدلا واسعا على مواقع التواصل، وردّ بقوة مؤيدو ومقلدوا فضل الله الذين شتم بعضهم قشاقش مطالبين برفع دعوى للاقتصاص من قارىء العزاء الذي انتهك حرمة موت مرجعهم، بالشكل الذي جرى الاقتصاص من رئيس الاتحاد العمالي العام الذي انتهك حرمة موت البطريرك صفير قبل اسبوع.

وقد كتبت الزميلة سلوى في موقع “جنوبية” ما نصه:

“فجأة ومن دون سابق إنذار، إنتشر فيديو مسرّب بصوت قارئ العزاء الشهير نصرات قشاقش ابن بلدة حانين الجنوبية، يتهّجم فيه على السيد محمد حسين فضل الله بعد وقت قصير من تسريب فيديو ساخر على لسان نقيب العمّال في لبنان بشارة الأسمر حول البطريرك الراحل نصرالله صفير.

لكن ثمة فارق كبير بين الأمرين، أولا إن سخرية الأسمر كانت حول تقصيره وصلعته على شكل مزحة غير نابعة من موقف سياسي أو عقيدي، لكنه تحمّل وزر هذا المسّ بالمقدس المارونيّ الى أقصى حد، لدرجة فاقت التصوّر لدى العديد من المراقبين. مما لفت الى التشدد الماروني حيال قيادتهم الروحية مع تراخ شيعي في الإطار نفسه.

اقرأ أيضاً: لماذا هاجم السيّد قشاقش الشيخ حسين اسماعيل وكفّره؟

اما بالنسبة للحالة الثانيّة، والتي أتت في لحظة احتفال الجنوبيين واللبنانيين بذكرى التحرير التاسعة عشرة، فخرجت الى العلن هذه الصوتيّة التي من الواضح ان تسجيلها لم يكن عفوّيا، كما هو حال قصة بشارة الأسمر، الذي يشبه في حالته كثير من السياسيين واللبنانيين الذين يستغيبون بعضهم البعض بهذه الطريقة، التي طالما أدت الى مشاكل في الشارع، وآخرها ما نطق به الوزير جبران باسيل بحق الرئيس نبيه بريّ وكلام الوزير السابق وئام وهاب بحق الرئيس رفيق الحريري.

في الإطار نفسه، اعتبر أحد العلماء المتابعين، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، ان هذا التسريب للصوتيّة مقصود به حركة أمل والرئيس نبيه بري، وليس فقط السيد محمد حسين فضل الله فمن يستمع بدقة الى الصوتيّة يشهد تهجما من السيد قشاقش على أمل وجمهورها.

فهل ثمة أفراد في “حركة أمل” يسعون الى التخلص من قشاقش كونه بات يشكّل عبئا عليهم في إثارته للنعرات المذهبية؟ فأوقعوه في فضيحة هذا التسريب؟ خاصة ان ثمة تيار مقابل داخل حركة أمل يدافع عنه، وهو تيار شيرازيّ آخذ بالتنامي شيئا فشيئا؟

فبحسب هذا المراقب “إن قشاقش “ليس مجرد قارئ مجالس، بل هو مرتبط بمشروع فتنوي لإثارة الفتنة، وهو من يقود المشروع الشيرازي المشبوه على الساحة اللبنانية، والعجيب أن الناس لم تسمع من التسجيل إلا تطاوله على المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله، لكنه في الواقع تناول الرئيس نبيه بري وحركة أمل وحزب الله”. ويتابع قائلا “أنا أتهم قشاقش بأن هناك جهات خارجية ترعاه”.

وتختم الزميلة سلوى فاضل مقالها بالتساؤل: هل إن التسريب استهدف ضرب علاقة قشاقش بالحركة وبالرئيس بري من قبل متضررين من داخل الحركة نفسها؟ أم أن التسريب له علاقة باحياء الفتنة الشيعية- الشيعية واعادة التذكير بالصراع الدمويّ خلال التسعينيات؟ أم أن لحزب الله يد بالتسريب ليشعل الحرب بين قشاقش وآل فضل الله؟

بالمقابل وتحت عنوان: “نصرت قشاقش يدفع ثمن كسره للاحادية الشيعية” كتب الزميل حسين شمص، المحرر في “المكتب الاعلامي” للمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الذي يقرأ فيه السيد قشاقش مجلسه الحسيني كل عام برعاية رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان، ويحضره الاف المؤمنين، فكتب شمص ما نصّه:

“المشهد العاملي اللبناني شهد خلال الاعوام الاخيرة خروج شيعة لبنان من قمقم الأحادية الى رحاب الثنائية ومحاولات التعددية، مشهد لم يصدقه من لم تألف عينهم رؤية السواد الاعظم من الشيعة في مكان آخر غير ساحاتهم العاشورائية وفي جعبتهم المقفلة، فينظم هؤلاء من وقت لآخر حملات شتم وتضليل ممنهجة تطال السيد نصرت قشاقش الذي ساهم بشكل اساسي بكسر الاحادية، حتى ان قيادات ورموز كبيرة دخلت على خط محاولة تشويه الصورة وضرب رمزية هذا الرجل الذي ارتبط اسمه بعاشوراء وبأكبر التجمعات الشيعية في لبنان.

في البداية يتراءى للمتابع ان الهجمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي هي وليدة التسجيل الصوتي وانها عشوائية وعفوية ولكن سرعان ما يتبين انها ليست سوى حملة جديدة ضمن سلسلة حملات ومحاولات منظمة ويشارك فيها كتّاب وصحافيون من مطابخهم الصفراء…

أما بالنسبة للتسجيل الصوتي الاخير:

اولا اذا كان السيد قشاقش متيقن ومقتنع بأن الشخصية التي ذكر اسمها لها علاقة بمقتل والده، فموقفه هذا يحتمل بعض النقاش لا الشتم والتحريض…

ثانيا بخصوص ما قاله عن حركة امل فالكل يدرك ان السيد نصرت خلق كيانا في السنوات الاخيرة في مكان ما في وقت غاب مسؤولون عن مسؤولياتهم وغرقوا في تأمين مصالحهم الخاصة فقط …

ثالثا: اصبحت الساحة مليئة باصحاب الولاءات المزدوجة ومن زرع هؤلاء او هم تطوعوا لغايات مختلفة هدفهم الاساسي انهاء مجلس معوض اما ابرز المتضررين منه فهي تلك الساحة القريبة التي تسرب منها الكثيرون في السنوات الاخيرة حتى بدت فارغة من جمهورها المؤدلج والمسيس…

لذلك مع احترامي لكل انسان ونحن لا نقبل الاساءة للشخصيات والرموز الدينية الا ان ما سرب على لسان السيد قشاقش هو قناعته عبر عنها ضمن دائرة صغيرة جدا امام شخصين او ثلاثة وربما كان يدرك ان احدا ممن فقد شيئا من دينه واخلاقه ويعاني من ازدواجية الولاءات كان يسجل له حديثه اما الفتنة الكبرى فهي بالتسريب ولولا ذلك لبقي الحديث عبارة عن دردشة.عابرة….

من يريد فتح ملفات فعليه ان يبدأ من حيث تم تكفير السيد فضل الله وحصاره ورفض مرجعيته، من هنا تبدأ كل الحقائق وتصبح الصورة اكثر وضوحا..

اقرأ أيضاً: قشاقش دفاعاً عن بري: المرجع السيستاني طلب لقاءه دون غيره ويدعو له في صلاة الليل

لذلك ابحثوا عن الطرف المتضرر من مجالس معوّض ستعرفون كامل الحقيقة!!”

ومن حيث انتهى الزميل حسين شمص، نقول اننا لا يمكن أن نعطي لأنفسنا الحق في الدفاع او الهجوم على أية شخصية عامة كمثل السيد نصرت قشاقش، لان الصحافة الموضوعية ترصد وتحلّل بحيادية، غير انه وبالأرقام، فان السيد نصرت قشاقش تمكن من كسر أرقام قياسية في حضور الجماهير الشيعية في مجالسه العاشورائية في “معوّض” الضاحية الجنوبية عند حركة أمل وفي مبنى المجلس الشيعي على طريق المطار، متفوقا على المجلس المركزي الذي ينظمه حزب الله في الرويس الذي يلقي فيه السيد حسن نصرالله كلماته المتلفزة طيلة أيام عاشوراء، وذلك بغض النظر ان اتهام قشاقش “بالشيرازية” وهي الفرقة الشيعية التي تغالي في مراسم عاشوراء وتشرع اللطم والتطبير وإسالة الدماء، أو اتهامه أيضا بالتعصب والشعبوية الدينية، وهو اتهام مردود بطبيعة الحال لأن التعصب السياسي الطائفي الذي يغذيه القادة السياسيون خصوصا في الطائفة الشيعية يستوجب سيادة الشعبوية في الممارسة الدينية والشعائر، فلا يمكن الارتقاء بالشعائر الحسينية الى مستوى المحاضرات الفكرية التي كان يلقيها الشيخ الوائلي رحمه الله مثلا، في ظلّ هذا الكم من التحريض الطائفي الذي يمارس الان في جميع الاتجاهات، فثقافة “اللطم” اصبحت هي السائدة حتى في العراق أيضا، في مجالس كربلاء والنجف الحسينية، التي اصبح يطغى عليها أيضا التعصب والشعبوية.

السابق
مشروع إعداد خارطة بمواقع انتشار الميليشيات الشيعية
التالي
«من أجل سما» يخطف العين الذهبية في «كان 72»