بعد قرنة شهوان… «لقاء البيت اللبناني» لتحرير لبنان من الوصاية الإيرانية

ايران
تحت شعار "التحرر من الوصاية الإيرانية"، ينطلق تجمع سياسي جديد يحمل إسم "لقاء البيت اللبناني"، يجمع نخبة من الشخصيات السياسية والإعلامية والنقابية والثقافية، ويطرح مشروع عبر وثيقة تحمل عناوين سياسية تركز على التمسّك باتفاق الطائف دستوراً ناظماً للحياة السياسية وللعلاقات بين اللبنانيين، وتدعو الى تحرير لبنان من منظومة الميليشيلت والفساد.

من أبرز الشخصيات المتواجدة بتجمع “لقاء البيت اللبناني”: الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون، منسق الأمانة العامة لقوى “14 آذار” النائب السابق فارس سعيد، الناشط السياسي توفيق الهندي، المحامي غالب ياغي، السفير السابق في واشنطن رياض طبارة، منسق “التجمع من أجل السيادة” نوفل ضوّ، وعدد من المحامين والمفكرين والمثقفين والإعلاميين والنقابيين والناشطين في المجالات السياسية والاجتماعية.

وأطلق الأعضاء برنامج العمل للمرحلة المقبلة الذي بوثيقة سياسية تشرح كل أهداف وخطوات اللقاء، وتتضمن الوثيقة عشرة بنود أساسية، وتشدد على ضرورة “إخراج لبنان من حالة الانهيار والفوضى، وإعادة دوره الرسالي موطناً للعيش المشترك والحريات، وتجديد تجربته الديمقراطية التي عصفت بها الوصايات والميليشيات والحروب الداخلية وإمارات الطوائف”.

اقرأ أيضاً: «لقاء البيت اللبناني»… تجمّع معارض شعاره «التحرر من الوصاية الإيرانية»

وتؤكد على “تمسّك اللبنانيين بالشرعيات الثلاث، وهي الشرعية اللبنانية المتمثلة بالدستور واتفاق الطائف، والشرعية العربية المتمثلة في بلورة نظام المصلحة العربية وفق مقررات الجامعة العربية، والشرعية الدولية المتمثلة بتطبيق جميع القرارات الدولية، وتركز على ضرورة وضع لبنان على مسار قيام دولة مدنية حديثة، وإسقاط كل أشكال الوصاية الخارجية على البلد والمؤسسات.

وتشدد على ضرورة قيام مبادرة عربية دولية لمنع إنهيار وتفكيك الدول خصوصاً في كل من العراق واليمن وسوريا ولبنان ولوضع حد نهائي للسياسات والميليشيات المذهبية بإعتبارها الحاضنة والمولدة للتطرف والإرهاب، وتؤكد على وجوب أن تكون العلاقات بين لبنان والدول العربية او الأجنبية علاقات من دولة الى دولة ويتوجب منع أو تجريم أي علاقات سياسية أو عسكرية أو أمنية بين أي دولة وبعض الفئات اللبنانية.

أما عن القضية الفلسطينية، وجددت القول قضية كل العرب وحلها حل عربي ودولي يصيغ بنوده نضال الشعب الفلسطيني بدعم ومؤازرة من كل الدول العربية ومن كل الدول التي تؤمن بالعدالة والقانون الدولي، بعيداً عن المتاجرة بها، وعن حماية لبنان من إسرائيل، فلا تكون قطعاً من خلال السلاح الميليشياوي، إنما تتطلب بناء دولة قوية تستند الى شرعية شعبية متجذرة وديمقراطية راسخة، وإعادة قرار الحرب والسلم إلى المؤسسات الدستورية حصرا” وإعادة حق إملاك السلاح إلى الجيش وأجهزة الدولة الأمنية دون سواه.

قواعد وآلية عمل اللقاء

يعتبر هذا اللقاء بطبيعته كتجمع للعمل الوطني لا ينغمس كلقاء في القضايا السياسية التي لها علاقة مباشرة بالصراع من أجل السلطة، يتشكل من أحزاب وتجمعات وشخصيات سياسية، وليس له رئيس بل أمانة سر من ثلاثة أو أربعة أعضاء ثابتين يحضّرون جدول أعمال الجلسات بالتواصل مع أعضاء اللقاء كما محاضره وبياناته.

لأمانة السر أمين سر يتم إختياره من بين أعضاء أمانة السر، ويحق لأي عضو في اللقاء في أي وقت أن ينضم إلى إجتماع لأمانة السر، ويعقد اللقاء إجتماعات دورية يتفق على تاريخها في نهاية كل إجتماع له، وتؤخذ كافة القرارات عن طريق توافق أعضائه.

لماذا اليوم؟

في هذا الشأن، قال المحامي غالب ياغي، في حديث لجنوبية أن أساس التحرك في هذا الوقت لهكذا لقاء هو مشاهدتنا لكيفية تعرض البلد للإنهيار سواء سياسياً أو إقتصادياً وإجتماعياً، وبالتالي أردنا أن نرفع الصوت بوجه الوصاية الخارجية والفساد المستشري في الكثير من مؤسسات الدولة، وسنحاول تجميع كل من يشاركنا الرأي لنكون بتجمع موحد.

غالب ياغي

وأكد ياغي أنهم لا يطلبون مناصب أو سلطة، ولكن سيطرحون مطالب عديدة للحد من الفساد والهيمنة على قرار الدولة بقوة السلاح، وأنه سيكون للقاء بيان خلال أسبوع وجلسات عديدة لشرح أهداف اللقاء ومطالبه وطريقة عمله. وعن التواصل مع أقطاب السلطة المعارضين للهيمنة الإيرانية في لبنان قال: “نطالب كل من يشاركنا الأفكار والرؤية عينها للإنضمام الينا والجلوس معنا”.

وفي حديث لجنوبية، قال الدكتور توفيق الهندي أن هذه الفكرة ليست وليدة اليوم، بل تعود الى ما قبل الإنتخابات النيابية، وأشار الى أن الفكرة الأساسية هي أن “لبنان يضيع، دستوره والطائف بخطر، وبالتالي مشروع الدولة وبسط سيادتها غير متوفر”، مضيفاً: “اليوم للأسف نعيش في ظل فريق هو جزء من إيران يضع يده على لبنان، وهذا الفريق هو الحزب الذي يمسك السلطة في لبنان خلافاً لما يقال عكس ذلك، فلديه أكثرية نيابية، وحليف استراتيجي لرئيس الجمهورية، ومشارك في الحكومة”.

توفيق الهندي

وأوضح أن كل مسؤول في لبنان قبل أن يأخذ قرار ما يسأل نفسه ماذا سيكون موقف حزب الله، وهذا وضع غير سوي، وبالتالي نهدف نحن اليوم لاسترجاع لبنان الى لبنانيته.

ماذا سيحقق اللقاء؟

في هذا الإطار، قال الهندي أنه صرّح عقب وفاة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير أن تكريمه يجب أن يكون بلقاء “قرنة شهوان” عابر للطوائف يقود الى استقلال لبنان الثالث، وهذا ما يحدد عنوان اللقاء ومحتواه وبالتالي ما يجب العمل عليه لتحقيق هذا الإستقلال.

وختم: “قرنة شهوان تعني أن هناك مجموعة متفقة على رؤية وبيان واحد، والأساس هو العمل الذي بدء عام 2000 معها، وهذا العمل لا يعني أن مجموعة تلتقي على شعار، بل على طرح وطني سياسي كامل متكامل وهذا ما سيتبين للرأي العام خلال فترة وجيزة”.

السابق
الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان في الميزان…
التالي
ريتا برصونا تعتزل التمثيل لهذا السبب!