حزب الله زناده على دوحة عرمون.. وجلجلة الدم بدأت من «شمسين»

لم تنته تداعيات حادثة عرمون التي تسبب بها مجموعة شبان اقدموا على تكسير وتخريب متجر شمسين في دوحة عرمون، مساء الخميس المنصرم. ورغم ان مخابرات الجيش اللبناني أوقفت عددا من المتسببين بالحادث، بحسب روايات إعلامية، إلا أنها ليست سوى البداية. والليلة تجمع مئات من أبناء عشائر خلدة أمام متجر شمسين مطالبين باغلاقه

الرواية الشعبية تشير إلى محاولة شبان محسوبين على “سرايا” حزب الله، فرض نفوذهم وكسر شوكة شبان المنطقة.

المعلومات المتداولة تشير إلى حال احتقان في منطقة عرمون، ناتجة عن صراعات بين مجموعات شبابية، سنية، تعتمد التشبيح ومحاولة فرض نفوذها بالقوة. وبحسب رواية متداولة في المنطقة عن سبب وقوع الحادث مساء الخميس، أن أحد العاملين في متجر شمسين والمدعو حيدر، يقوم بوظيفة حماية المتجر، ويقدم نفسه على أنه ينتمي إلى حزب الله (علما أن المالك شيعي من آل هاشم) عمد الى التعدي بسكين على أحد أبناء المنطقة.
تسجيل صوتي لأحد شبان المنطقة انتشر وأوضح أن الشبان طلبوا من مالك “شمسين” طرد هذا الشاب المحسوب على حزب الله، رغم أنه سنيّ. لكن المالك رفض، بحسبهم، وظل هذا الشاب يأتي برفاق “من خارج المنطقة” ليسهروا تحت “التمثال”. تمثال يتوسط الساحة قبالة “أفران شمسين”. وبحسب شبان المنطقة فقد أعلن الشاب التابع للسرايا: “سنأخذ التمثال بالدم”.

اقرأ أيضاً: «عرض عضلات» وإطلاق نار في محلة السان تيريز

المشكلة مسبوقة بتوتر بين الطرفين، على خلفية السيطرة على منطقة التمثال ومحيطه. وقد أدى الاعتداء الى جرح مواطن بسكين كان بحوزة حيدر الذي فر بعد الحادث.
اللواء اشرف ريفي أعلن أن “ما شهِدته منطقة خلدة ناجم عن السماح للقوى الميليشياوية بإقامة محميات أمنية على الساحل من بيروت الى صيدا”، معلنا أن “ما يسمى بـ”سرايا المقاومة” باتت ميليشيا إختصاصها التشبيح والإعتداء على كرامة الناس وأمنهم، والمطلوب من الدولة أن لا تبقى شاهد زور وأن يُنزَع سلاح الفتنة”.
فيما أصدر آل زهران، وهم ممن ينتمون إلى عرب خلدة، بيانا جاء فيه
أن “عائلة آل زهران هم ابناء المنطقة وتحت سقف القانون وما حدث امس هو اشكال مفتعل من قبل الدخيل وليد هاشم الذي يترأس اكبر مافيا مخدرات في عرمون وهو في كل عام يذهب ضحية هذه المافيا شاب.
وبالنسبة لاشكال امس هو اعتداء ومحاولة قتل تعرض لها ابننا خليل محمود الزهران من قبل حيدر شمس الدين وبتحريض من وليد هاشم مع مجموعة من الشبان المدمنين. ابننا هو ابن بلدية شويفات والذي كان دوما سباق الي مساعدة الناس وحمايتهم من ضمن مهامه كشرطي بلدية”.

التوتر لم ينته خصوصا أن الأجواء لما تزل مشحونة، في ظل محاولات مستمرة لتثبيت نفوذ ميليشيوي على حساب سلطة الدولة، وعرمون كما دوحة عرمون تعتبر من مناطق مختلطة من حيث الانتماء المذهبي، وهناك تنوع على مستوى المجموعات التي تستقوي بنفوذ جهات في السلطة لفرض سطوتها، في ظل شكوك متزايدة لدى المواطنين بقدرة الأجهزة الأمنية على فرض نفوذها سيطرتها.
وتشير مصادر متابعة الى ان ثمة محاولات حثيثة لإعادة الاعتبار الى نفوذ ما يسمى “سرايا المقاومة”، التي تعود إلى الواجهة من خلال ممارسة خوّات على بعض المؤسسات التجارية، بذريعة الحماية، خصوصا بعد الأزمة المالية التي أصابت حزب الله.
ويضاف إلى ذلك أن عرمون تكتسب أهمية بالنسبة لحزب الله الذي يصر على إبقاء نفوذ له، في ظل ما يعتبره مزيدا من التحكم في المناطق المحاذية للضاحية الجنوبية من جهة ومزيد من السيطرة على مداخل الشوف ومحيطه وحماية ما يسمى الخط الساحلي.

السابق
ريفي: لنزع سلاح سرايا المقاومة في عرمون ووأد الفتنة
التالي
بطريرك كبير من عمر لبنان الكبير