ايران تكشف أوراقها: سنتفق مع اميركا وإسرائيل  

المواقف التي صدرت عن القيادات الإيرانية، تؤكد أن الغضب الإيراني على العقوبات الأميركية وتحديداً قرار تصفير تصدير نفط ايران، يتركز على السعودية والامارات العربية المتحدة، باعتبار أن هاتين الدولتين تكفلتا بتعويض أي نقص في سوق النفط، يسببه منع ايران من تصدير نفطها.

يعكس الموقف الإيراني الذي عبر عنه أكثر من مسؤول وفي مقدمهم الرئيس حسن روحاني الذي قال أن ايران قد تحل مشكلتها مع الإدارة الأميركية، ولكن لن تنسى الإجراءات السعودية والامارتية. روحاني كان يقولها بالفم ّ الملآن لا تراهنوا على استمرار عدائنا لواشنطن سنتفق معهم ولن يتوقف عداءنا لكم. لم يكن روحاني الوحيد الذي لوّح بالتصعيد ضد الرياض وأبو ظبي، بل عدة مسؤولين في السلطة، من وزير الخارجية جواد ظريف، الى امام جمعة طهران، فيما قلل وزير النفط الإيراني من قدرة السعودية والامارات على تعويض النقص في النفط الذي يسببه منع ايران من بيع نفطها.

الموقف الإيراني يكشف السياسة الإيرانية التي طالما كان عنوان العداء للشيطان الأكبر وإسرائيل، هو ديدن خطاب مسؤوليها واذرعها في المنطقة العربية، لكنها في الواقع كانت شديدة البأس ضد دول المنطقة وشعوبها كما تظهر الوقائع التي اكتوى بنارها اهل العراق وسوريا واليمن ولبنان وغيرهم، وبالتالي فان ما قاله الرئيس الإيراني وردد مضمونه العديد من المسؤولين الإيرانيين، هو أن العدو الفعلي لإيران ليس إسرائيل، ولا الرئيس ترامب وادارته، بل السعوديين والاماراتيين، ولعل من اهم نتائج تصعيد العقوبات الأميركية على طهران واذرعها في المنطقة العربية اليوم، أنه يكشف هذه الحقيقة ويزيل عنها كل ما كان يعتريها من ادران عداء ايران لأميركا او تل أبيب، فالغضب الإيراني وتهديداته، لم وتردد في مدن إسرائيل ولا في القواعد العسكرية الأميركية.

اقرأ أيضاً: هدية بوتين وهدية ترامب

لم يكن لدى العديد من المراقبين ايّ وهم أن ايران سترد على واشنطن، أو أنها ستنفذ تهديداتها الفارغة عن تدمير إسرائيل ببضعة دقائق، علماً أن هذه الفرصة قد تبدو مؤاتية اليوم أكثر من أي يوم سابق، لكن السياسة الإيرانية لم تكن يوما إسرائيل في سلم أولوياتها، بل النفوذ والسيطرة في الدول العربية هو الهدف الذي يجعل القيادة الإيرانية اليوم، تلوح بإمكانية بل بمسعى الاتفاق العلني مع واشنطن تستعيد من خلاله، موقع شرطي الخليج بشكل رسمي، أما فلسطين وطريق القدس التي جرى شقها في مدن عربية، فهي لم تكن سوى وسائل خبيثة لتأبيد الاحتلال الإسرائيلي في القدس والجولان، ولتأمين شروط الأمن والاستقرار لدولة إسرائيل، كما تظهر الوقائع ايضاً.

التنافس على قلب نتنياهو هو مؤدى السياسة الإيرانية التي على رغم الاهانات التي تتلقاها في الجغرافيا السورية من قبل الطائرات الإسرائيلية، الا اننا لم نلمس ايّ تعبير يكشف عن غضب إيراني من هذه الضربات، بينما نلمس كم أن بطش ايران حيال اعدائها في المجتمعات العربية  كان ولايزال شديدا وقاسيا بما لا يقاس ببطش إسرائيل، كما هو الحال في سوريا على سبيل المثال لا الحصر. كما أن السياسة الإيرانية في مآلاتها الأخيرة أظهرت للقاصي والداني أنها شكلت المعبر الإسرائيلي الى قلب المنطقة العربية، ونجحت في تحويل إسرائيل لدى معظم الدول العربية، أنظمة وشعوباً، كيانا مقبولا لديهم أكثر من ايران.

قالها الرئيس الأميركي بوضوح أنه ليس من أهدافه اسقاط النظام الإيراني، بل الاتفاق معه ضمن شروط وضعها على الطاولة، التي سيبقى فيها موقع خالٍ للنظام الإيراني، وايران كما حزب الله يتشبثان بعدم كسر الجرة لا مع الاميركيين ولا الإسرائيليين، وبالتالي عدم المسّ باي من الخطوط الحمراء الأميركية ولا الإسرائيلية، ما يقوله روحاني ويمارسه قاسم سليماني، وقاله أمين عام حزب الله بالفعل لا في القول وطيلة سنوات الثورة السورية، معركتنا ليست مع اميركا ولا إسرائيل انما عدونا “الإرهاب التكفيري” والوهابية، التي يعرف الإسرائيليون والأميركيون أن أعداء الأيديولوجيا الإيرانية اليوم، ليس كما كان رائجا في خطاب المقاومة والممانعة، اي الغرب والدول الكبرى، العدو اليوم هما السعودية والامارات منبت الإرهاب التكفيري والوهابية. 

السابق
اغتيال ” أبو الكل” يوتر عين الحلوة
التالي
الشيعة في بيروت الشرقية: ملاذ من تسلّط الأحزاب