الشيخ محمد الحاج حسن… من خِرًّيجي حوزة «حزب الله»

الشيخ محمد الحاج حسن
يكثر في الأيام الأخيرة عرض مواقف فكرية ذات بعد عقائدي ذوقي خاص لأحد خِرِّيجي إحدى حوزات حزب الله في لبنان التي طالما نبَّهنا من نوعية خِرِّيجيها بكثير من النقد في مقالات عدة .

وخِرِّيجنا اليوم هو الشيخ محمد الحاج حسن والذي كثر تناوله والتداول باسمه في وسائل إعلام حزب الله وغيره وذلك في السنوات الخمس عشرة الأخيرة ، سيما بعد حادثة شفاء والدته من مرض عضال على يد طبيب مسيحي قال لها بعد إجرائه لعملية جراحية ناجحة لها : ” إن الذي أجرى لك العملية ليس أنا بل القديس شربل ” والقديس شربل هو رجل دين مسيحي من تراث لبنان ويقدسه الموارنة عموماً…

ولا نريد التوقف عند مصداقية هذا الطبيب من عدمها، فالأمر على عهدة الراوي. ولكن الملفت هو تسليم الشيخ بكلام الطبيب ومبادرته لزيارة مرقد القديس شربل وإطلاقه جملة من الأفكار عبر الإعلام لا تنسجم مع الزي الذي يرتديه، حتى قال البعض: ” فلينزع الزي وليقل ما يشاء فنحن لسنا ضد حرية المعتقد ولكننا مع أن يتلبَّس المرء بزي ما يقول ويعتقد فلا يناقض نفسه بين ما يقول وما يظهر به من مظهر “.

فما خلفية هذا التناقض في سلوك الشيخ المذكور؟ ومن أين أتى بهذا الفكر المتناقض مع مظهره ؟

ولسنا في مقام الدفاع عنه ولا تبرير مواقفه السياسية القريبة من الإدارة الأمريكية بحكم زواجه من إمرأة أمريكية ومساعيه للحصول على الجنسية الأمريكية، فهو عندما يُقبِّل العلم الأمريكي يُقبِّله كمواطن أمريكي وعندما يستقبله الرئيس الأمريكي دونالد ترامپ فإنه يستقبله كمعارض لإيران وحزب الله من جهة، ومن جهة أخرى يقوم باستقباله كرئيس أمريكي يستقبل أمريكياً. فما حقيقة هذا الشيخ؟ ومن أين جاء؟ ومن الذي جعله معمماً وبزي علماء الشيعة؟ وما الذي دفعه لمواقفه المتشنجة من حزب الله؟

لو أردنا اختصار الإجابة فهذا الشيخ هو من خِرِّيجي حوزة حزب الله في البقاع اللبناني وهي حوزة الإمام المهدي عجل الله فرجه في بعلبك، وهي عين الحوزة التي درس فيها أمين عام حزب الله في لبنان بعد طرده من النجف الأشرف. وقد درس الشيخ المذكور في هذه الحوزة وقضى في الدراسة فيها سنوات عدة وأكمل دراسته بعدها عند بعض العلماء بطريقة حُرَّة ومنهم الفقيه الشيخ يوسف حسن كنج صاحب موسوعة “مستند منهاج الصالحين”، وقد شجَّع هذا الشيخ المقيم في بيروت شجَّع الشيخ محمد الحاج حسن على متابعة الدراسة وعلى ارتداء العمامة الشيعية.

ويظهر من خلال التواصل معه فإن مجموع ما درسه الشيخ محمد الحاج حسن يكفي ليرتدي عمامة الشيعة فقد بلغ مجموع سنوات درسه الحوزوي عشر سنين بين ما درسه حراً على أيدي العلماء، وما درسه في حوزة حزب الله وإن الحزبيون لا يعترفون له بذلك كما هو حال الكثيرين غيره ممن لا يعترف المجلس الشيعي والأحزاب بهم وبعلمهم وبعمائمهم وهذا الواقع أوجد انفصاماً كبيراً في النظر إلى كل المعممين في لبنان من علماء معممين ومن طلاب معممين.

فعدم الاعتراف بالبعض يؤدي إلى عدم الاعتراف بالكل وقد سئل المرجع الراحل السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي فيما لو أخطأ أحد المعممين هل يجوز التشهير به؟ فقال : ” لا لحفظ النوع”، وهذا ما لم يلتفت إليه المجلس الشيعي الذي كان وكيلاً مطلقاً للسيد الخوئي في لبنان.

ولما وقع الشيخ محمد الحاج حسن في ضائقة مالية بسبب حاجته للزواج وتكوين أسرة ولم يمد حزب الله له يد المساعدة وضع يده على بعض أموال الحقوق الشرعية التي يقول الفقهاء إنه من مستحقيها من الناحية الشرعية لفقره، ولكنه عوقب على فعلته وتدخل الحزب متأخراً لاخراجه من المأزق بدفع فدية عنه قُدِّرت بتسعة آلآف دولار أمريكي.

اقرأ أيضاً: محاربة حزب الله لعلماء الدين الشيعة (3): معاناة الشيخ عبد الحسن صادق

فأزمة الرجل مع حزب الله بدأت مالية، لتنقلب بعد موقف الحزب منه إلى أزمة سياسية تفاقمت بحيث تعرضت زوجته الأمريكية الجنسية للعدوان من قبل بعض المحازبين عندما كان يقيم في منطقة برج البراجنة، ليضطر بعد هذا الانتهاك السافر لحرمة بيته وزوجته اضطر لهجرة المنطقة لينتقل إلى منطقة النبعة، وهنا بدأت الحرب الضروس السياسية والإعلامية بينه وبين حزب الله وما زالت مستمرة إلى الآن!

وقد اتخذت هذه الحرب مؤخراً أشكالاً متعددة عبر النشرات الإعلامية الممنهجة والمدروسة ضد هذا الشيخ والتي يتم توزيعها عبر جنود جيش الواتس أپ الإلكتروني التابع لأجهزة أمن الحزب.

فالشيخ محمد الحاج حسن هو خِرِّيج حوزة حزب الله ولهذا فهم من أحرجوه فأخرجوه …

السابق
محاربة حزب الله لعلماء الدين الشيعة (3): معاناة الشيخ عبد الحسن صادق
التالي
مصرف لبنان يبيع قرية «الطفيل» الى نظام الأسد!