أين وكيف سيكون رد حزب الله على العقوبات الاقتصادية الأمريكية؟

إن الحديث عن العقوبات الاقتصادية الأمريكية هو الشغل الشاغل لأمين عام حزب الله وفريقه السياسي ومن وراء ذلك لداعمه ومموله الأساسي الإيراني ..

ففي خطابه الجريح الأخير كرر أمين عام الحزب عزمه على الرد على تلك العقوبات دون تحديد المكان والزمان ولا الكيفية ولا الكمية، فهو لم يوضح الطريقة التي من خلالها سيكون الرد الموجع للإدارة الأمريكية، والذي يظهر من مواقف داعمي الحزب أن الرد من قبلهم سيكون بالاكتفاء بتصنيف الجيش الأمريكي جيشاً إرهابياً وبتوسيع رقعة التبادل التجاري بالعملات الصعبة مع العراق ومحاولة تطوير التبادلات مع دول الجوار وجوار الجوار الأخرى كتركيا وسوريا وبتفعيل الاستقلال الاقتصادي الانتاجي من خلال الاعتماد على الذات في مواجهة تداعيات العقوبات وفي تقليل الانفاقات الضرورية وإلغاء غير الضرورية..

وهذا واضح وقد ظهرت انعكاساته على الواقع المالي والنقدي في أجواء حزب الله في لبنان الذي قام بدمج المراكز، وتوقيف التعاقد وتخفيف الرواتب وما شاكل لخفض الإنفاقات وتعزيز الجباية للتبرعات والمساعدات العينية والنقدية وقد انعكس الواقع الاقتصادي المرير على أخلاق عناصر الحزب ومحازبيه فتحسنت أخلاق البعض منهم في التعاطي مع غير الحزبيين، وهذا أمر ظاهر في الشارع الشيعي حتى قال أحدهم: “عندما جاع حزب الله تحسنت أخلاقه”!

اقرأ أيضاً: الحرب كردّ على خنق أميركا لإيران: من لبنان لا من العراق

وليس هذا هو محور حديثنا، بل محوره كيف سيكون الرد على العقوبات بعدما اكتفى الإيراني بما أشرنا إليه من الردود؟

هذا والرد من الأرض السورية أصبح معقداً بعد قرار ترامپ الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان المحتلة فصار فتح النار فيها ينذر بحرب شاملة، فالرد من الخاصرة السورية ازداد تعقيداً خصوصاً بعد رسالة تسليم رفات الجندي الإسرائيلي التي بعثتها روسيا في كل الاتجاهات، والرد الإيراني والحليف على الأرض العراقية يواجه التعقيدات نفسها ولن توافق عليه السلطة العراقية هناك.

وأن يكون الرد بعمليات أمنية نوعية ضد أمريكا وقواتها في المنطقة أو ضد مصالحها في العالم فإنه سيزيد من التصنيف الدولي للمقاومة في لبنان بأنها تمارس الإرهاب.

فالمتنفس الوحيد للرد والذي سيوجع الإدارة الأمريكية هو التوجه باتجاه إسرائيل من لبنان أو فلسطين المحتلة أو منهما، فهل سيكون بعمليات أمنية ونوعية داخل الأراضي المحتلة بيد داخلية كحماس والجهاد الإسلامي كما حصل بإطلاق تجربة الصاروخ الأخير ذو الصنع المحلي من غزة أو يحصل الرد بيد خارجية عبر اختراق أمني في فلسطين المحتلة لحزب الله؟ أو سيكون بعملية عسكرية تفتح الجبهة الشاملة ضد إسرائيل من لبنان أو من لبنان وفلسطين المحتلة في آن معاً؟

الذي يظهر في الأفق أن خيار تحريك الداخل الفلسطيني لمواجهة الاحتلال هو الرأي الراجح والممكن في المدى المنظور.. لكن متى يبدأ؟

الأشهر القليلة القادمة قد تحدد الأفق الزمني لردود المقاومة الفلسطينية في داخل فلسطين المحتلة، وكل التحليلات والتكهنات قد تخالفها الظروف الميدانية..

وإن غداً لناظره قريب..

السابق
شيعة بلاد جبيل وكسروان والعمل الحزبي
التالي
صرنا شعب بلا دم!