بولا يعقوبيان.. كوني منّا أو إرحلي عنا

تقف السياسة اللبنانية اليوم امام ظاهرة شاذة، انها معادلة متمردة على سلطة الأقنعة المتعددة، التي تخفي وجها واحداً، هو وجه النظام السياسي الذي اخفق في إدارة الدولة، في حين نجح نجاحا باهراً في إدارة الكارثة.

إنها النائبة بولا يعقوبيان، التي خرقت جدار الصمت بخطاب سياسي ازعج حراس الهيكل، وأفسد على تجار الطائفية صفو صفقاتهم.
بولا يجب أن تقاطع أن تحاصر، أن تعزل، فهي التي أيقظتنا من ثبات عميق لتطرح علينا أسئلة لا معنى لها، حول المال العام والبيئة والسمسرات، المحمية بنظام المحاصصة، إنها نائبة منفرة، مزعجة، مقلقة.
بولا يعقوبيان غوغائية متناقضة، فكيف تجرؤ صاحبة السيارة الفارهة ان تدافع عن جوع الفقراء وتصل بها الوقاحة إلى تلوين بيوتهم وأحيائهم، التي أراد لها أمراء الطوائف أن تبقى سوداء باردة، أشبه بقبور مستعجلة لإحياء، هم في الحقيقة أموات مع وقف التنفيذ.
كيف تغوص تلك النائبة النزقة، في بحر ملوث لتكشف مفاسد مكبات النفايات، التي تغطيها مكبات السياسة المرصوفة بأشباه الساسة وتجار الدين والدنيا.

اقرأ أيضاً: بولا يعقوبيان ل «جنوبية»: بالطبع ضد بشار الأسد ومقارنته بأردوغان خاطئة

من أذن لتلك الأرمنية أن تمسح عرق سني أو تسعف طفلاً شيعياً أو امرأة مسيحية من غير مذهبها، وبأي حق تجاوزت حدوداً طائفية، صُرف على رسمها عشرات آلاف القتلى، لتثمر للزعماء وحواشيهم عشرات من المليارات المسروقة من جيوب الناس ومن أعمارهم ومستقبل أبنائهم.
من سمح لنائبة الغفلة أن تزور الجنوب خارقة زنزانة الأشرفية التي أُريد لها أن تنتهي عند حدودها؟ كيف تجرؤ أن تطأ بإقدامها الجنوب، بعدما وصفت أحد سادته بالفساد الذي يعرفه عنه كل لبناني، وخبره كل جنوبي!
من علمك يا بنت الإعلام وربيبته، بدعة اللغة الواحدة لكل اللبنانيين، أتريديننا أن ننسى لغات طوائفنا، أن نخرج من صناديقنا السوداء، من متاريسنا؟ من أنتِ لتفعليها وكيف تجرؤين؟
باختصار يا بولا، المطلوب أن تكوني منّا أو ترحلي عنا. فلا مكان بيننا لمن يحمل هم غيره، أو لواء غيره، والأخطر أن يحمل مظلومية غيره!
كوني منّا يا امرأة ولن يهاجمك أحد. كوني منا فنرتاح بأننا كلنا في الهم شرق، كلنا نعيش في شرانق طوائفنا، فخروجك من جلدك الطائفي مزعج، لأنه كشفنا ونكد علينا صفو عصبية درجنا عليها، وما تعودنا أن نغادر عاداتنا، مهما كانت بالية ومهما بلغ انحطاتها.
ألم يردعك أيتها الأرمنية الوحيدة المعزولة في مجلس الأقوياء، شراء سائقك من قبل حزبك ليطعنك في الظهر والصدر؟ ألم يكفيكي التلويح بسحب حصانتك؟ ألم ترعوي من هجوم المتخاصمين عليكي، يداً واحدة على قبضة خنجر واحد؟
ومع ذلك تماديتي يا ابنة يعقوبيان… ألم تخجلي عندما طالبت بقانون انتخابات خطير وقح، ينتخب فيه المسيحي المسلم والعكس؟! أتريدين أن تحطمي أوثاننا وتكفري بآلهة الحرب والفساد والإفساد، ونبقيقي من دون حساب؟

اقرأ أيضاً: بولا يعقوبيان..عذرا لما فعل السفهاء منا 

نصيحة يا بولا عودي الى ارمنيتك وان ضاقت عليكي فاخرجي الى مسيحيتك بين حين وآخر للاطمئنان على بني دينك، ولكن إياكي ان تطيلي الإقامة خارج قوقعتك، أو أن تتخطي الحواجز. والحذر الحذر، من أن تحاولي إزالة حاجز واحد، فهذا دونه حروب وحملات لا يقوى عليها أحزاب وجماعات، فكيف بنائبة لا طائفة تحميها، ولا مظلة زعيم تقيها قاذورات احزاب السلطة وجيوشهم الطائفية او الالكترونية.
كنا نعتقد يا نائبة بيروت انه متى زاد في عمرك عام، ازدادت حكمتك وارتفع وعيك الطائفي، فإذا بكي تزدادين نزقاً وتمرداً ومواجهة. وكأن ما أصابك من سهام الحملات لم يوصل الرسالة، وها انتي تمعنين في هدم الأصنام، ونحن قوم اعتدنا أن نقدس أصناما فنعيش في عبادتها او نموت دونها.
إعقلي يا بولا واتعظي فأنتِ امراة وحيدة مكسورة الجانح… ونحن قوم نكرم كبارنا أمواتا ونفهم الحكمة بعد فوات الأوان، وننصر أبطالنا بعد انتهاء المعارك بالبكاء على أطلالها.

السابق
فن تسويق الأعمال الدرامية يتحكم بذوق الجمهور
التالي
بيان دعم لإنتفاصة الجزائر.. هذا الحراك الشعبي متواصل بحيوية الشباب والجماهير العربية