جعجع: مصالح شخصية وسياسية كبرى خلف «الكهرباء»‎ ‎

كتبت صحيفة “الحياة ” تقول : ‎نحن ضد التيار الكهربائي، لا السياسي”. هكذا يصف رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مقاربة الحزب ‏للاشتباك السياسي مع التيار الوطني الحر. “فحينما اتخذ وزير البيئة فادي جريصاتي خطوات تستحق التقدير اثنينا ‏عليها وتقدمنا منه بالتهنئة. ومنذ انتخاب الرئيس ميشال عون الذي اسهم الحزب اسهاما فعليا في ايصاله الى قصر بعبدا ‏لا تنفك معراب تثني على معظم مواقفه الوطنية. فكيف اذا نكون ضد التيار الوطني الحر؟‎”.‎

وأكد جعجع “جاهزيته لأي لقاء يمكن ان يرأب الصدع مع المعنيين في التيار”، أعرب عن اعتقاده ان “الامور ابعد ‏من الشكليات. ليست القوات وحدها من يثير ملاحظات على خطة الكهرباء بل الكون بأكمله. من مانحي “سيدر” الى ‏البنك الدولي والبنك الاوروبي، والاحزاب وكل مواطن من اقصى الشمال الى اقصى جنوب لبنان ينادي بمعالجة ‏صحية وجذرية للكهرباء توقف الهدر وتعيد التيار. حتى في اللجنة الوزارية لدرس خطة الكهرباء تتكامل مواقفنا مع ‏مواقف حلفاء التيار. فلمَ التصويب والقنص والتجريح الشخصي بحق القوات فقط؟‎”.‎
‎ ‎
وقال جعجع لـ”المركزية”: “إن البعض ما زال مصرا وماضيا في الصفقات ويحاول تمرير البواخر حيث المصالح ‏الكبرى، وهنا بيت القصيد. اذ ان معارضة القوات الشرسة تمسّ بهذه المصالح بالذات وتمنعها وستستمر في هذا المنع، ‏ذلك ان من غير المعقول ان تمرر صفقات من هذا النوع عبر مجلس الوزراء الذي نشكل جزءا منه ولا نتخذ الموقف ‏المناسب. هذا احد الاسباب الاساسية التي تدفع هؤلاء الى حرف السجال نحو الشخصي وافتعال حرب شاملة بين ‏القوات والتيار‎”.‎

اقرأ أيضاً: الخلاف ما زال قائما على تعيين نواب حاكم مصرف لبنان!

اضاف: “اما السبب الآخر والاهم هو ان البعض يعتقد انه لن يتمكن من جمع التيار الا من خلال تذكيره بالعدائية مع ‏القوات، معتبرا ان “هذه العدائية امنت لمّ الشمل في الزمن الغابر، وليس المشروع السياسي. هذا البعض يسعى في كل ‏مناسبة لافتعال المشهد نفسه، علّه يجمع التيار حوله على غرار ما كان عليه خلال رئاسة العماد عون. للاسف ان ‏المصالح الضيقة والشخصية تحرف الامور دائما في اتجاه تشويه علاقة الحزبين. وللمناسبة، اوجه دعوة الى كل ‏قواتي ومناصر وصديق ومؤيد ومتعاطف مع القوات لعدم الانجرار الى معارك مع التيار ولتبق الردود، خصوصا ‏عبر وسائل التواصل الاجتماعي محصورة بالموضوع الكهربائي، لمنع الانزلاق الى حيث يريد البعض وحرف الفكرة ‏الاساسية عن مساره عبر “تضييع الشنكاش”، لكسب شعبية عن طريق الخلاف القواتي- العوني‎”.‎
‎ ‎
ولفت جعجع الى أن “هذا البعض يجد اقصى مصلحته في تمرير بواخر الكهرباء على رغم كل ما جرى. واجبنا البقاء ‏على يقظة تامة للمواجهة، لان ثمة مصالح شخصية كبرى في البواخر او مصالح اخرى يعتبر اصحابها انها لا تتأمن ‏الا عبر هذه الطريقة، من دون النظر الى التداعيات الخطيرة‎”.‎
‎ ‎
وعن حقيقة التقدم في اجتماع لجنة الكهرباء امس؟ أكد انه “تم الاخذ بالكثير من ملاحظات القوات على الخطة. وهذا ‏دليل الى ان لا علاقة لملف الكهرباء بالاشتباك السياسي المفتعل. البحث سيستكمل اليوم، لتوضيح وتعديل بعض النقاط ‏الاخرى وصولا الى افضل الحلول عبر خطة تضع حدا للوضع المزري. اما يتعلق بالحلول الموقتة اود التأكيد اننا ‏لسنا ضد البواخر او المعامل الموقتة او مع الارض ضد البحر او العكس. ليست المسألة على هذا النحو. ان كل ‏كيلوواط يوضع على الشبكة راهنا، يتبخر نصفه قبل وصوله الى حيث يجب من خلال الهدر التقني والخسارة في ‏الجباية والفوترة والتعليق على شبكات الدولة. فأين الحكمة والمصلحة في استخدام الحل الموقت؟ المنطق يقضي ‏بالتركيز على سد الهدر في الشبكة والشروع في بناء معامل دائمة لانها الافضل خصوصا ان يمكن ان تنشأ بالشراكة ‏مع القطاع الخاص من دون اي تمويل من الدولة، وحينما يخفض الهدر في الشبكة الى الحد المقبول يصبح البحث ‏مفيدا في امكان الاستعانة بالحل الموقت‎”.‎
‎ ‎
اما الموازنة التي لم تقر بعد على رغم التحذيرات الدولية، فيعتبر جعجع ان “المشكلة تكمن في التوازن المالي العام ‏للدولة. ان اول خطوة ضرورية هي الموازنة. وزراء القوات الاربعة راجعوا الرؤساء في اسباب التأخير عبر مذكرة ‏اكدوا فيها وجوب بت الموازنة في اول جلسة لمجلس الوزراء، لان لبنان اصبح في خطر ولم يعد متجها نحوه، وحتى ‏الساعة لم نتمكن من معرفة اسباب التأخير. المطلوب اقرار موازنة ثورية تخفض العجز بحدود 3 في المئة واكثر اذا ‏امكن، لتجنب الهاوية. هذه اشارة لبداية العودة الى المسار الطبيعي‎”.‎
‎ ‎
وفي الحركة الاميركية الروسية تجاه لبنان وتحديدا ما يتصل منها باعادة النازحين، يوضح جعجع ان “لا حل للملف ‏قبل الاتفاق على ان عودة النازحين هو قرار سيادي لبناني. قد تكون المساعدة الخارجية بين روسيا والمجتمع الدولي ‏مفيدة الى حد ما، غير ان النقطة الاساس تكمن في ان بشار الاسد لا يريد عودة النازحين، ويبقى علينا للمعالجة اعتبار ‏الموضوع سياديا لبنانيا يتوجب البحث فيه واتخاذ القرارات المناسبة انطلاقا من المصلحة اللبنانية العليا وليس من اي ‏اعتبار آخر‎”.‎

السابق
وفد من حزب الله جال على فاعليات صيدا مهنئا بالإسراء والمعراج
التالي
كتائب القسام تنشر فيديو يتعلق بالجنود الإسرائيليين المأسورين لديها