حزب الله يروّج للحرب ليستجمع قواه ويجمع المال

حرب حزب الله اسرائيل
لا يكون هناك من حضور قوي لحزب الله في الساحة المحلية والدولية ما لم تكن هناك حرب.

فالحرب بالنسبة لحزب الله نعمة كبرى يستدر بها الدعم المالي ويستطيع إقناع المزيد من الشباب بالانخراط في صفوفه للقتال بحجة وجود عدوان عليهم رأس حربته إسرائيل وحلفاؤها في كل الحروب الماضية.. وبسبب ضعف أدائه السياسي في المرحلة الراهنة والذي ينذر بانهياره سياسياً وتراجعه شعبياً ومادياً خصوصاً بعد الخلاف على ما يقدم له من المموُّل الإيراني داخل الشارع الإيراني بعد عقوبات عالمية اقتصادية على إيران وأذرعها في المنطقة..

فبسبب هذا الضعف في الأداء الذي يعتبر هزيلاً أمام حجم التحديات المتراكمة في الداخل منذ عقود والتي كان أحد أسبابها تقصير الحزب في المراقبة والمحاسبة في المراحل الماضية.. فلهذا السبب يريد الحزب الهروب كعادته إلى مكان آخر .. كما يريد جرَّ الطائفة الشيعية بل لبنان كله حيث يريد.. ألا وهي مواجهة عسكرية شاملة تقضي على الخطر الإسرائيلي والتهديدات الإسرائيلية بشكل دائم ومستمر.. ولا يخفي أمين المقاومة في كل مواجهة مع الإعلام والجماهير جهوزيته لهذه المواجهة الشاملة التي يريد منها تحرير ما تبقى من الأراضي اللبنانية الحدودية والقرى اللبنانية داخل الشريط اللبناني المحتل منذ 1948 كما يريد إنهاء عدوان الكيان الصهيوني الغاصب على مياه لبنان ونفطه وغازه وثرواته الطبيعية عند الحدود الجنوبية.. وهذا إن تم فسوف يُخَلَّدُ فيه أمين المقاومة للتاريخ ويحقق ما عجزت عنه الأمة العربية والإسلامية جمعاء..

اقرأ أيضاً: الحروب ضد حزب الله تزيده قوة… والسلام يقضي عليه

ولكن في الوقت الذي يتحدث فيه أمين المقاومة عن الجهوزية فهو يتحدث عن جهوزيته وجهوزية مقاتليه ولكنه ينسى الناس التي ليس لديها أي مقومات للمواجهة الشاملة.. فلا ملاجىء تقيها من ضرر أسلحة الدمار الشامل الذكية الأمريكية والإسرائيلية.. ولا طائرات حربية لحسم المعركة فالمعارك وإن كانت لا تحسمها الطائرات الحربية ولكنها لا تُحسم بدون طائرات مقاتلة في موازين الحروب المعاصرة.. ولا بلاد مفتوحة لتحييد المدنيين في أي مواجهة شاملة.. فكل العنتريات الجهادية لأمين المقاومة لا يوجد فيها حساب للمدنيين في الحرب فحساباته فقط لمقاتليه ومجاهديه في الجبهات وإن كانت عائلات مسؤولي حزبه دائماً يتم تحييدها قبل بدأ المعركة وهذا ما حصل في حرب تموز 2006 ويحصل دائماً عند حصول استخبارات الحزب على معلومات عن دنو مواجهات مسلحة مع العدو الإسرائيلي .. فقد تم تحييد عائلات مسؤولي وقيادات الحزب في حرب تموز 2006 قبل بداية الحرب بأربعة أشهر وترك المدنيون لمصيرهم من المعاناة..

وكانت المساعدات أثناء الحرب تُعطى لبعض عائلات المحازبين ويتجاهل المشرفون على توزيعها الكثير من العوائل المتعففة المستقلة التي ليس لها لون سياسي وحزبي.. وأول جريح أصيب يومها في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت بقي ينزف دمه في الشارع لأربع ساعات قرب البنك اللبناني الفرنسي ولم تأتِ سيارة إسعاف واحدة لنقله إلى المستشفى حيث قام الحزب بتحييد سيارات إسعاف الهيئة الصحية الإسلامية خوفاً من أن تصيبها طائرات رصد الMK الإسرائيلية التي كانت تحوم على مدار الساعة في أجواء لبنان دون أن يتم إسقاطها .. وأول صاروخ سقط يومها في حارة حريك سقط وهي آهلة بالسكان دون أن يبَلِّغَ الحزب الناس بضرورة توخِّي الحذر وتحييد أنفسهم عن النقاط الساخنة.. وماذا لو قامت إسرائيل العدوانية في الحرب المقبلة بتدمير المستشفيات ومعامل الطاقة في الضربة الجوية والبحرية الخاطفة الأولى؟

اقرأ أيضاً: مكتسبات «حزب الله» من حرب سوريا تُعادل خسائره

وماذا لو قصفت سدود المياه ومراكز الاتصالات في الضربة الثانية؟ هذا وأمريكا تُعِدُّ العدة لتجربة مجموعة من الأسلحة الجديدة برؤوسنا عبر اليد الإسرائيلية.. ولماذا الخطاب الساخن دائماً من طرفنا ولا يُترك للعدو؟ فلماذا نوجد دائماً أمام دول العالم الذرائع لتدعم بكل ما أوتيت من قوة الكيان الإسرائيلي؟ فأمريكا وافقت على منح إسرائيل طائرة الF 35 على أثر خطاب ناري ضد إسرائيل ألقاه الرئيس الإيراني السابق في الأمم المتحدة.. وهل ستكون الردود على الاعتداءات الصهيوأمريكية علينا في الحرب المقبلة بحجم الكلام الموعود في خطابات أمين المقاومة فعلاً أم سيقول: “لو كنت أعلم” مرة أخرى؟ وهل نحن عقلاء أكثر وأعلم وأفقه من مرجع الشيعة الراحل السيد محسن الحكيم عندما سئل هل يجب على شيعة لبنان تحرير فلسطين؟ فأجاب: “إذا قام معهم العرب والمسلمون فيجب وإلا فلا”.. وقد سئل مرجع الشيعة التالي الراحل السيد أبو القاسم الخوئي عن وجوب جهاد وقتال شيعة لبنان لإسرائيل فأجاب: “يجب الجهاد إن كان مؤثراً في دفع العدو أو ردِّه وإلا فلا” ..
فهل هكذا ستكون الجهوزية والإعداد للحرب والمواجهة العسكرية المقبلة الشاملة يا أمين المقاومة؟

السابق
أمن الدولة أوقف خبيراً محلفاً في حارة صيدا بجرائم نصب واحتيال وتزوير
التالي
زيارة عون لروسيا.. آمال بفوائد اقتصادية وبحلّ أزمة النازحين