بديل لنتنياهو

عرض رئيس الاركان السابق بني غانتس امس بديلا قياديا حقيقيا لبنيامين نتنياهو. ففي خطابه المؤثر اعلن رئيس حزب “مناعة لاسرائيل” عن التنافس على رئاسة الوزراء، ويبدو انه في التاسع من نيسان بانتظار نتنياهو معركة حقيقية على قيادة الدولة.
لقد كرس غانتس قسما كبيرا من اقواله لانتقاد حكم نتنياهو ووعد بمكافحة الفساد، الذي اصبح علامة تعريف لعهد ولايته. دون أن يتلوى او يتلعثم قال بشكل واضح: “مجرد التفكير بانه يمكن ان يتولى في اسرائيل رئيس وزراء رفعت ضده لائحة اتهام – سخيف في نظري. هذا لن يكون ابدا”.
بعد أن شبه بين نتنياهو ولويس الرابع عشر، وعرضه كمؤمن بمعتقد “الدولة هي أنا”، اوضح بان “الحكومة التي سنقيمها ستكون حكومة ملكية وليست حكومة ملوكية”. ولم يوفر غانتس انتقاده للسياسة التحريضية لنتنياهو، وعد برأب الصدوع في الشعب ووقف ثقافة التحريض ضد مؤسسات الحكم. “في حكومتنا الملكية (الرسمية) لن تكون هجمات ضد رئيس الاركان، المفتش العام والمستشار القانوني. لن يكون تحريض ضد مؤسسات القضاء، الثقافة والاعلام. لن نشعل إوار الكراهية ضد نصف شعب من اليمين أو نصف شعب من اليسار”.

اقرأ أيضاً: مهاتير محمد: منعنا دخول إسرائيليين وأمريكا منعت دخول مواطني 5 دول إسلامية

بالمقابل، في قسم خطابه الذي تناول الوضع الامني، واصل الخط الكفاحي الذي تبناه في الاشرطة التي بثها الاسبوع الماضي. فقد أطلق تهديدات في كل صوب ووجه انتقادا على ان حكومة نتنياهو صادقت على نقل المال القطري الى غزة وقال: “سأسمح بكل مساعدة انسانية لسكان غزة، سأساعد في تنميتها الاقتصادية، ولكني لن اسمح بدفع خاوة في حقائب المال”.
من توقع بشرى سياسية جديدة لا بد خاب ظنه. رغم أنه اعاد كلمة السلام الى الخطاب الجماهيري، امتنع غانتس عن ذكر حل الدولتين. والخط الذي عرضه متصلب وصقري: غانتس وعد بتعزيز الكتل الاستيطانية وهضبة الجولان “التي لن ننزل منها ابدا”، غور الاردن كالحدود الشرقية، والقدس الموحدة عاصمة اسرائيل “الى الابد”.
أما بالنسبة لمصير المناطق الفلسطينية فعرض الخط الذي يذكر بخطاب بار ايلان، بل وتكبد عناء ذكره: “سنبقي الامن في ايدينا في بلاد اسرائيل كلها، ولكننا لن ندع ملايين الفلسطينيين الذين يسكنون خلف جدار الفصل يعرضون للخطر أمننا وهويتنا كدولة يهودية”. بكلمات اخرى: لا لدولة فلسطينية مستقلة، ولا للضم.
لقد أوضح غانتس بان التنافس المشترك مع موشيه يعلون هو الارتباط السياسي الاول ووعد بارتباطات اخرى. واوضح “سأعمق الشراكة مع الاصوليين، مع العرب ومع الدروز”. ينبغي الامل في أن ينجح في هذه المهامة. ينبغي الامل ايضا في أن يتجاوز رئيسا حزب العمل ويوجد مستقبل كبريائهما ويرتبطا بغانتس. فدولة اسرائيل بحاجة الى التحول مثل الهواء للنفس.

(هآرتس)

السابق
مهاتير محمد: منعنا دخول إسرائيليين وأمريكا منعت دخول مواطني 5 دول إسلامية
التالي
عون التقى مساعد وزير الخزانة الاميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب