دريد لحام: أنا في رعاية الأسد منذ أن كان وزيراً للدفاع

مع كل إطلالة إعلامية جديدة للفنان السوري دريد لحام، يعيد تعريف الوطن مجدداً مستعيناً بأسلوبه الشاعري ليضيف بعض الحنان على مفرداته. ولكن اسمه يعود للواجهة إثر تصريح مستفز يساهم في ترسيخ ولائه لنظام الأسد وابتعاده أكثر عن الشعور بمعاناة أبناء بلده من لاجئين ومعتقلين.

فضمن مقابلة صحفية أجراها لحام مع وكالة مهر الايرانية للأنباء، عبرّ دريد لحام عن إعجابه بالإنتاج الفني داخل إيران وتفوقها سينمائياً بالنسبة لدول الجوار على حد وصفه.

غزله لإيران ليس الأول من نوعه، فلطالما حضر دريد في الفعاليات الثقافية التي أقامتها السفارة الإيرانية في دمشق، وشكل حديثه عن الإمام الخامنئي قبل عامين مثار جدل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، فبدا لحام حينها في مظهر التبعية وهو أكثر من طالب باستقلال الأوطان في أدواره المسرحية.

اقرأ أيضاً: الدراما التركية بعد الدبلجة… تعود «معرّبة»

وللمفارقة، فإن دريد كان قدم آخر مسرحياته والتي حملت اسم “السقوط” قبل أشهر قليلة من انطلاق الثورة السورية في إحدى المسارح القطرية، وكان من المقرر أن تعرض في دمشق فيما بعد، لكن اندلاع شرارة الأحداث حالت دون استمرار العرض. فهل تنبأ من رفع نخب الوطن في كأس من الألم، أن السقوط سيكون لسمعته ولحضوره بين الجمهور، فرغم محاولاته لاسترداد الثقة لدى الجمهور عبر مسلسل “سنعود بعد قليل” والذي قدّم فيه دور الأب الحريص على لم شمل أبنائه المتفرقين تحت جناحه إلا أنّه عاد ليرهق علاقة الودّ مع الجمهور بتصريحاته السياسية.

تضمنت المقابلة مع وكالة مهر أيضاً حديث لحام عن ارتباطه بمشروع “المقاومة”، وكشف تفاصيل انسحابه من منصب سفير الطفولة بعد اتهام الحكومة الإسرائيلية لمنظمة اليونيسيف بأنها تعين سفيراً إرهابياً لديها إبان خروج دريد لحام على الإعلام من بوابة فاطمة والاعتداد بصداقته بحزب الله.

وسبق وأطلق دريد لحام فيلماً وثائقياً يروي سيرة خمسين عام في الفن بين المسرح والسينما والتلفزيون في عام 2016 بعنوان “المنتمي”. وحين اعتقد البعض أنه إعلان الاعتزال، عاد ولعب دور البطولة في فيلم “دمشق حلب” عام 2018 في سياق قصة مشابهة عن أب يبحث عن ابنته، فهل ضاع الوطن من بين يدي “غوّار” أم هو من أضاع الوطن بكلامه؟!

علاقة دريد مع شخصية غوار شائكة لدرجة أنه لم يستطع الخروج من إطارها حتى اليوم رغم اعتزاله أدائها منذ عام 2000، ليرد المعارضون على توجهات دريد بأن غوار توفي مع رحيل محمد الماغوط الشاعر والكاتب المسرحي السوري الذي كتب نصوص مسرحيات وأفلام غوار في غالبيتها، لا سيما تلك التي اتسمت بالطابع السياسي الإشكالي.

وقبل شهرين اعتدّ دريد خلال لقائه مع الفنانة أمل عرفة بالوطن واصفاً نفسه بالحذاء إذا حفيت قدمي الوطن، لتشكل علاقة “المنتمي” للنظام السوري كصبي يركض على بلاط بارد، فتفرش له والدته سجادة إيرانية حتى يشعر بالأمان ويتجنب “السقوط” لكنه يستمر في اللعب فينجح مرة ويخفق مرات، ولكن كيف إذا اعترف بنفسه أنه مدعوم من نظام البعث منذ أن كان الرئيس السابق حافظ الأسد وزيراً للدفاع في سوريا!!

السابق
السفير بخاري يشرف على توزيع مساعدات للنازحين في عرسال
التالي
تقييم سياسي عام لـ«قمة بيروت العربية»: أدنى تمثيل.. وأعلى درجة اهتمام