الجميل: لبنان على مفترق طرق يكون او لا يكون

لفت الرئيس أمين الجميل، في حديث لصحيفة “الراي” الكويتية، الى “خطورة الوضع القائم والى أخطار ما فوق سياسية تهدد الكيان والنظام والوحدة والميثاق والطائف والدستور، لدرجة ان لبنان أصبح على مفترق طرق، يكون أو لا يكون. فمن جهة هناك أزمة مالية خانقة ذات نتائج قد تكون خطرة، وأزمة سياسية تتمثل في عدم تشكيل الحكومة، وصراعات ذات طابع إستراتيجي بين المحاور التي تتناحر على الأرض اللبنانية وعلى حساب لبنان، بالاضافة الى التهديدات الإسرائيلية. والاخطر أن ما من محاوِر مأذون في لبنان يحاول من موقع المسؤول أو القادر إيجاد حلول للمشكلات. فرئيس الجمهورية (العماد ميشال عون دوره معطل الى حد بعيد، والرئيس المكلف (سعد الحريري) معتكف ورئيس مجلس النواب (نبيه بري) في حيرة من أمره”.

واذ اكد ان “قضية الامام (المغيب) موسى الصدر قضية حق، شكلت جرحا كبيرا في الجسم اللبناني، الا ان ما حصل من تعد على حرم الجامعة التنموية الاقتصادية امر معيب بحق لبنان، وشرشحة للمؤسسات الدستورية والرموز الضامنة لها واسترداد لمفردات الحرب التي اعتقدنا اننا تجاوزناها، لدرجة بات التساؤل مشروعا: هل نحن ما زلنا شعبا واحدا؟ وهل ما زلنا نعترف بسيادة الدولة؟ وهل ما زلنا معنيين بوحدة هذا البلد؟”.

واعتبر ان “إستعارة 6 شباط 1984 في غير محلها، لا في الشكل ولا في المضمون، لأن ظروف الاحتلال الاسرائيلي في تلك الحقبة كانت خطيرة للغاية، وأقولها بمنتهى المسؤولية إن احدا لم يخرج منتصرا من احداث 6 شباط بل كان الرئيس نبيه بري نفسه من ضحاياها”.

وعن حصار القمة الاقتصادية، قال: “الهدف الأساسي للمعارضين هو فرض مشاركة سورية في القمة كشرط لإنعقادها”.

وعن الموضوع السوري، رأى أن “تطبيع العلاقة مع دمشق رهن قرار الجامعة العربية بعودة سوريا إليها، علما ان المشكلة اللبنانية – السورية سابقة لما حصل في سوريا بدءا من 2011، ولا بد في مرحلة ما أن تسوى العلاقات على قاعدة إقامة علاقات ندية بين البلدين. لكن يجب أن يسبق ذلك إنتظام الوضع في سوريا. فاليوم يمكن ان نتحدث عن سوريا الأسد، وسوريا الأميركيين والأكراد، وسوريا الأتراك، وسوريا الروس، وسوريا إيران، أي هناك موزاييك نفوذ أكان على الصعيد السياسي أو الجغرافي”.

وعن إدراج النظام السوري شخصيات لبنانية على “لائحة الإرهاب”، قال: “نحن أيضا لدينا لائحة إرهاب، بدءا بجريمة إغتيال الرئيس (الشهيد) بشير الجميل وجريمة تفجير المسجدين في طرابلس والتورط السوري في ما عرف بقضية ميشال سماحة”.

ودعا الرئيس الجميل الى “مقاربة جديدة لاحداث المنطقة تتجاوز البعد العسكري باقامة نظام تعاون دولي ينهي الحرب التي لا تزال دائرة في اليمن والجيوب الارهابية في سوريا والعراق ويؤسس لتعاون انساني اجتماعي ومعالجة مسألة الفقر”.

السابق
رئيس الوزراء السوري: عقبات تواجه تنفيذ اتفاقيات مع إيران
التالي
وديع الخازن: اجتماع بكركي خارطة طريق ومنطلق لاستنهاض الدولة بكل مقوماتها