الرياضة…تبقى أمل شعوبنا رغم استغلال الأنظمة

توالى البطولات الرياضية المحلية والدولية في المنطقة العربية، فلم يهدأ إيقاع الكرة في كأس العالم الصيف الفائت حتى جاءت نهائيات كأس آسيا على أرض الإمارات العربية المتحدة والتي انطلقت قبل أيام.

وتحفل بطولة آسيا بحضور عربي واسع لمجموعةمن المنتخبات العربية، في حين تشهد مصر حالة من النشوة بعد تتويج اللاعب العالمي محمد صلاح بجائزة أفضل لاعب إفريقي للعام الثاني ونيل مصر فرصة تنظيم كأس أمم إفريقيا لعام 2019.

ولكن ماذا عن التشجيع المتزايد للفرق الرياضية في البطولات الإقليمية والدولية، وهل بنت الفرق العربية ثقة مع جمهور بلادها حتى توجهت الأنظار من تشجيع الأندية الأوروبية الى تشجيع المنتخبات الوطنية؟!

تاريخياً، لطالما تغنت الأنظمة العربية بالإنجازات الكورية ولا سيما تلك التي صنعتها افتخاراً بذاتها، كاحتفاء النظام السوري لعقود بتنظميه بطولة ألعاب غرب المتوسط وإدراج ذلك في المناهج المدرسية. أما قطر فتسعى لتنظيم البطولة الكروية الاهم في العالم عام 2022 كأول دولة عربية تستضيف نهائيات كأس العالم.

أما من ناحية الجمهور، فما زال الشباب العربي يمتلك من روح التشجيع الكثير في ظل ما واجهته المنطقة من نكبات وأزمات اقتصادية وثورات أقصيت عن مسارها الصحيح. وفي تجربة دخول “الألتراس” على خط السياسة في مصر والضغوط التي تعرضت لها ألتراسات الأندية المحلية من قبل السلطات الأمنية أبرز دليل على تداخل الرياضة في سياق السياسة ولمسها الخطوط الحمراء بين السلطات والشعوب.
وقبل أشهر قليلة طالعتنا صرخة جماهير نادي الرجاء البيضاوي في المدرجات المغربية حيث صرخ المشجعين بشكل موحد ضد سياسات القمع والتضييق التي يتعرضن لها من قبل السلطات المغربية.

وإذا ما طالعنا الانقسام في الحالة السورية، فلا بدّ أنها انعكست بشكل مباشرعلى المناخ الرياضي وخاصة قبل عام حين كاد المنتخب السوري التأهل إلى نهائيات كأس العالم، فما كان من رئيس النظام السوري إلا التقى اللاعبين ووقع توقيعه الشخصي على قمصان اللاعبين. ما جعل الجمهور ينقسم على نفسه، حيث وصف البعض المنتخب ب”منتخب البراميل” كونه التصق بالسلطة السياسية في دمشق وتراجع فيه بعض اللاعبين عن مواقفهم المؤيدة للثورة السورية، كما لاقى لاعبين سوريين حتفهم تحت التعذيب في أقبية المخابرات. وضمن بطولة آسيا التي تجري حالياً تكررت حالة الانقسام ولو بشكل أقل حدة، لكن مع احتفال واسع من قبل النظام دفع بعدد كبير من الفنانين المواليين لتسجيل أغنيات دعم للمنتخب في صورة تهليل مبالغ فيها.

إقرأ أيضاً: احتجاجات على مواقع التواصل بسبب إلغاء هدف لبناني صحيح في المرمى القطري

التشجيع يهدد الحكام حين نستذكر حالة التصويت للاعب محمد صلاح في الانتخابات الرئاسية المصرية وإقحام اسمه من قبل المصوتين رغم عدم ترشحه مما جعل من صلاح بطل قومي في مصر يحظى بجماهيرية أكبر من جماهيرية السيسي كرئيس للبلاد.

هكذا تتدخل الأنظمة بالدول العربية في توجيه الجمهور، وإن مارست الدعاية لنفسها في كثير من الأماكن مستغلة فكرة الروح المندفعة للشباب في تشجيع المنتخبات، وقد تبرع بعضها في ربط الرياضة بالقيادة وبصور الرؤساء، لكنها ما تلبث الجماهير أن تتمرد وتخرج من تحت حزام الأنظمة وتتنفس الصعداء على المدرجات كفوز العراق في كآس آسيا إبان الحرب الأمريكية على بلاد الرافدين.
ولكنها في المعنى الأسمى الرياضة ما زالت الأقدر على لم شمل الخلافات السياسية والنزاعات تحت راية واحدة كما يفعل المنتخب اللبناني حالياً في مشواره بكأس آسيا.

السابق
سيزار المعلوف: تمّ اتخاذ القرار بإنشاء نفق يربط البقاع ببيروت قريباً
التالي
المصارف اللبنانية في عين عاصفة أعمال حزب الله (2/3)