هكذا تساهم القمة العربية في لبنان في عودة العلاقات اللبنانية الخليجية

ما مدى تأثير القمة العربية في حال عقدت في بيروت على عودة العلاقات اللبنانية الخليجية إلى سابق عهدها، وبالتالي على عودة الخليجيين إلى ربوع لبنان مجددًا؟.

 

يستكمل لبنان استعداداته لاستضافة هذه القمة، التي يراهن عليها كثيرًا، خصوصًا أن هذا الحدث يُعتبر من الأكبر عربيًا قبل انعقاد القمة العربية.

وتأتي أهمية هذه القمة بالنسبة إلى لبنان لأنها تكرّس منطق إنهاء المقاطعة العربية والخليجية لبيروت، بعد التباعد الذي حصل في فترات سابقة، وأدى الى امتعاض خليجيّ من بعض القرارات اللبنانية.

فهل تساهم القمة العربية في لبنان في حال عقدت في بيروت ولم تؤجل، في عودة الخليجيين إلى ربوعه وعودة العلاقات اللبنانية الخليجية الى سابق عهدها؟.

يعتبر النائب والوزير السابق بشارة مرهج في حديثه لـ”إيلاف” أن العلاقات بين لبنان ودول الخليج يجب أن تكون أخوية وطبيعية ضمن إطار الميثاق العربي وضمن جامعة الدول العربية.

يلفت مرهج إلى أن العلاقات بين لبنان ودول الخليج يجب أن تكون مبنية على التفاهم والمصالح المشتركة. وبالنسبة إلى لبنان يجب أن تكون علاقته طيبة مع كل دول الخليج، لأننا لا ننسى فضلها تجاه لبنان في المجالات كافة، في الإنماء أو المواقف الداعمة للبنان.

اقتصاديًا
تعقيبًا على إمكانية عودة الخليجيين إلى لبنان ومدى تأثير ذلك على السياحة اللبنانية، يشير الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة في حديثه لـ”إيلاف” إلى أن القمة في بيروت ستترجم عمليًا عبر رفع الحظر عن مجيء الخليجيين إلى لبنان، ويجب أن تحصل خطوات عملية في هذا الشأن. أما لناحية الاستثمارات الخليجية في لبنان فيجب أن تدرس المشاريع وربحيتها، وعلى المستثمرين الخليجيين أن يعودوا لوضع الخريطة اللبنانية من ضمن مشاريعهم، كي تتحسن الأمور الإقتصادية في لبنان، وهذا يجب درسه أيضًا.

تبقى هناك مساعدات قد تكون متوقعة من دول الخليج إلى مؤسسات إجتماعية موثوق بها في لبنان، كالصليب الأحمر والهلال الأحمر وكاريتاس وفرح العطاء وغيرها، وجمعيات مساعدة المرأة.

عودة العلاقات
عن كيفية مساهمة عودة العلاقات اللبنانية الخليجية إلى سابق عهدها في تنشيط العجلة الإقتصادية في لبنان، يشير حبيقة إلى أن المساهمة كبيرة معنويًا ونفسيًا أيضًا، لأن اللبنانيين يعتبرون دائمًا دول الخليج امتدادًا لهم، والعكس صحيح.

أما بالنسبة إلى اللبنانيين العاملين في دول الخليج، يضيف حبيقة، فـ”عندما تتحسن العلاقات اللبنانية الخليجية يرتاحون أكثر في عملهم، واللبناني في الخليج تخف إنتاجيته مع وضع مقلق له هناك، والاقتصاد اللبناني يبقى مفتوحًا أمام جهتين دول الخليج وأوروبا، وهما أساسيتان لاستمرار لبنان ونموه الإقتصادي”.

دعم السياحة
عن التأكيد بعد القمة في بيروت بعودة الخليجيين إلى لبنان ومدى مساهمة الأمر في دعم السياحة اللبنانية، يلفت حبيقة إلى أن الأمر يساهم جدًا في دعم السياحة في لبنان، وبالتالي الإقتصاد فيه، ويجب أن تستتبع الأمر خطوات عاجلة من أجل تثبيت الموضوع.

ولدى سؤاله كيف يتم العمل أكثر على تنشيط العلاقات الإقتصادية بين لبنان ودول الخليج؟، يجيب حبيقة أنه يجب إراحة الجو السياسي أولًا، والخطاب السياسي في لبنان عليه أن يتجنب كليًا الإساءة إلى الدول الخليجية، وقد ظهر هذا الأمر جليًا في الفترة الأخيرة، فكل الخطابات تنتبه إلى ذلك، مع وجود مصلحة مشتركة في إبقاء الخطابات متوازية وبعيدة عن الإساءة، وبالتالي في بقاء العلاقات قوية بين لبنان ودول الخليج.

مع تعاون في المجال الاستثماري أكثر بين الطرفين من خلال تنشيط المؤتمرات أكثر والإعلانات والدعوات إلى إعادة الحرارة أكثر إلى العلاقات اللبنانية الخليجية.

السابق
خيبة في قصر بعبدا.. كأنها نهاية الولاية
التالي
«باب الحارة» يحاول إصلاح سمعته!