قوات عربية إلى سورية وإيران تحت ضغط مباشر

قوات عربية

من الواضح ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعدّ لفكرة انسحاب القوات الأميركية من سورية بشكل هادىء وسري مع حلقة ضيقة جدا من معاونيه، لم يكن وزير دفاعه جيم ماتيس جزءً منها.
هذا ما يفسر جزئيا مسارعة الاخير إلى اعلان استقالته وتشديده في رسالة الوداع لقادة وافراد البنتاغون على الدفاع عن قيم المؤسسات الأميركية والدستور.
ترامب كان قد فقد الثقة بماتيس منذ ما قبل اتهامه له بأنه “ديمقراطي اكثر منه جمهوريا”، حين تضاربت المعلومات عن الجهة التي سربت تقريرا لصحيفة نيويورك تايمز عن عمليات الاحتواء المضنية التي يبذلها عدد من كبار مسؤولي الادارة للفوضى التي تسببها سياسات الرئيس ومزاجيته وتاثيرها على صورة الولايات المتحدة داخليا وخارجيا.
الاتصال الهاتفي الذي جرى بين ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي امس الاول، يؤكد جزئيا التسريبات التي تولت مصادر إسرائيلية تعميمها، عن وجود خطة أميركية بتنسيق مع روسيا وعدد من الدول العربية لملأ الفراغ بعد انسحاب القوات الأميركية.

اقرأ أيضاً: كيف يبدو مستقبل سوريا بعد رحيل أمريكا؟

لا بل تؤكد تلك التسريبات التهديدات التي اطلقها رئيس الاستخبارات الجوية الإسرائيلية عن احتمال توسيع الجيش الإسرائيلي عمليات مطاردته للوجود الإيراني حتى داخل العراق.
بعض الاوساط الأميركية تقول إن السيناتور الجمهوري النافذ ليندسي غراهام صديق الرئيس ترامب، قد يكون هو ايضا طرفا في كشف عدد من الخطط التي جرت مناقشتها بهدوء مع جهات خارجية عربية، ستتولى ملأ هذا الفراغ في المرحلة المقبلة.
غراهام قال إن الرئيس اخبره بامور كان يجهلها وبأن الرئيس وافق على تأخير سحب القوات من سوريا، قالت معلومات إنها قد تمتد لاربعة اشهر. وهي المدة التي ناقشها قادة البنتاغون مع ترامب وتسمح لهم بإنجاز عملية التسليم والتسلم للقوات التي ستحل محل القوات الأميركية.
المصادر الإسرائيلية قالت إن ضباطا من دولتي الامارات ومصر قاموا بزيارات تفقدية لمدينة منبج وعاينوا المواقع الأميركية فيها، وجالوا على مناطق اخرى في شرق الفرات.
واذا تأكدت تلك المعلومات فإن المنطقة متجهة نحو استاتيكو عسكري وسياسي كبير، اشار اليه المسؤول الإسرائيلي اعلاه عندما تنبأ بتغييرات كبيرة ستشهدها سورية في العام الجديد.
صدقية تلك التسريبات يؤكدها على اي حال امتناع موسكو عن تغطية محاولات النظام السوري الدخول إلى مدينة منبج، وعدم صدور تعليقات روسية على الانباء التي تشير إلى احتمال نشر قوات عربية على الحدود السورية العراقية لقطع الطريق على التمدد الإيراني في المنطقة.
روسيا التي تدرك ان قرار الإنسحاب الأميركي يصب في مصلحتها ويعطيها اليد الطولى الرئيسية في تقرير مستقبل سورية على الاقل، لا يسوءها تقليم اظافر إيران وتحجيم دورها الذي تضخم بشكل بات يتعارض مع مشاريعها الاقليمية في المنطقة ايضا.
اغلب الظن ان روسيا سترعى في المرحلة المقبلة تنسيقا عربيا بقيادة مصر الذي يحتفظ رئيسها بعلاقة مميزة مع الاسد، لتطويق تداعيات التمدد التركي الايراني، ما يفسر تشديد الوزير الاماراتي انور قرقاش على ما وصفه بمواجهة تغوّل الدولتين في المنطقة.
اوساط أميركية كشفت ايضا ان الاتصالات الجارية مع تركيا لمنع الصدام مع الاكراد، تهدف في الدرجة الاولى إعطاء أنقرة ضمانات حقيقية لأمن حدودها الجنوبية، عبر إجبار الاكراد على الالتزام بشروط التغيير الذي سيجري على الارض بعد انتشار القوات العربية، وتعهد الولايات المتحدة توفير الغطاء الجوي لتلك القوات وفوق المنطقة الشمالية الشرقية من سورية، الامر الذي وصفته اوساط كردية بأنه بمثابة منطقة حظر طيران.
هل يقود هذا السيناريو إلى الحديث عن حل للأزمة السورية؟
اوساط دبلوماسية عربية في واشنطن تقول إنالامر مرهون برد فعل إيران وسلوكها الميداني. لكنها حذرت من تصريحات قادة طهران بالاستعداد لتشكيل “جبهة مقاومة شاملة” تضم حركة الجهاد الاسلامي في غزة وحزب الله اللبناني والميليشيات العراقية اذا تعرضت طهران للهجوم.
في المقابل تصريحات إسرائيل الاخيرة حول العراق وسورية ولبنان ترفع نسبة الادرينالين في المنطقة.

السابق
إنخفاض سعر صفيحة ​البنزين​ 400 ليرة والمازوت 500 ليرة والغاز 100 ليرة
التالي
محامين تقدموا بإخبار ضد فارس سعيد