الجمهور العوني مستاء وجمهور حزب الله يهاجم باسيل

جبران باسيل
بدأت مصادر اعلامية عونية بالتحدث صراحة عن أزمة تأليف الحكومة ومسؤولية حزب الله بالعرقلة عبر محاولة فرضه شروطا تعجيزية على رئيس الجمهورية وتياره، وهو ما قد يؤدي الى سقوط تفاهم مار مخايل بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله".

وحسب مقال نشره اليوم الصحافي المقرّب من “التيار الوطني الحرّ” غسان سعود، فان كلام رئيس الجمهورية ميشال عون من بكركي أمس “يصيب حزب الله، فالرئيس يرفض فرض أعراف جديدة في تأليف الحكومات”. وتقول الأوساط: “واهم من يظن ان تباينًا حصل بين رئيس الجمهورية وصهره الوزير جبران باسيل، بل تكامل أدوار”، وتحذر تلك الأوساط بالقول: “طويلة.. طويلة”.

ويكشف الصحافي سعود أن كسر الأحادية السنية، بموازاة تكريس الأحادية الشيعية، كان الهدف شبه الوحيد لحزب الله في الانتخابات النيابية الأخيرة؛ وان ميشال عون ومعه جبران باسيل وافقا على تحقيق هذا الهدف، رغم انه في القانون النسبي الجديد لن يمثل التيار الحر في أفضل الأحوال أكثر من 60 بالمئة من الناخبين المسيحيين، وعليه سيفتح الباب واسعاً أمام تمثيل القوات وغيرها في الدوائر التي كان سيفوز بها بشكل كامل فيما لو بقي النظام الأكثري، ورغم ذلك قبل باسيل بتكريس ثنائية مسيحية نسبية ليضمن تحقيق حزب الله لهدفه في كسر الأحادية السنية.

اقرأ أيضاً: هل من يصدّق انها عقدة باسيلية؟

ويبدي الصحافي سعود في مقاله كثير استياء، اذ بعد كل هذه التضحيات يأتي من بيئة حزب الله من يقول إن جبران باسيل لا يشبع. ليردّ الكاتب “هاكم هنا من لا يشبع فعلاً: رغم أن حصة الحزب الوزارية تتجاوز في الحسابات العملية ضعف الحصة العونية والحصة الحريرية وأربعة أضعاف الحصة الاشتراكية والقواتية، فإن الحزب يصر على أن يسمي بنفسه أيضاً وأيضاً وزراء كل من تيار المستقبل والتيار الوطني الحر والطشناق والرئيس. هناك فعلاً ما لا يمكن فهمه؛ ماذا يريد حزب الله؟ يريد حصة وزارية وازنة؟ هذا مفهوم ومبرر. لكنه لا يريد فريد هيكل الخازن في الأشغال إنما يوسف فنيانوس، ولا يريد فادي جريصاتي إنما سليم جريصاتي. المطلوب أن يطبع الحريري ورقة بالحقائب الوزارية دون أسماء ويرسلها إلى الحزب ليختار الشيخ نعيم قاسم الاسم المناسب لكل حقيبة، أسماء على شاكلة سليم جريصاتي”.

هذه الشقشقة من اعلامي صاحب موقع اخباري الكتروني متعاطف مع التيار الحر، ليست تعبيرا عن نوبة غضب عابرة، لان كلامه يعبّر عن حال القاعدة العونية التي لا تصدّق ان حزب الله يسعى الى تفشيل “عهد” الرئيس عون لأسباب غير معلومة، يرفض الحزب مصارحة حليفة بها استخفافا ليس الا فـ” جبران باسيل يزور الأمين العام بحثاً عن أجوبة قبل الظهر، والأمين العام يوجه الرسائل لباسيل عبر الإعلام بعد الظهر. لماذا؟ فيما هناك في المقابل ماكينة إعلامية طويلة عريضة “تنكل” بجبران باسيل، ولا شيء على طول خارطة المعارك التي يخوضها الحزب يشغلها عن انتقاد التيار الوطني الحر. لماذا؟ أيضاً وأيضاً، لا أحد يعلم. هاتوا وزيراً لخارجية لبنان دافع بحماسة واندفاع عن حق لبنان في الدفاع عن أراضيه وفضح الأكاذيب الإسرائيلية كما فعل هذا الوزير؛ لماذا مواصلة التحريض عليه؟

اقرأ أيضاً: بين «الصمت الحكومي» وتراشق المسؤوليات.. إلى أين يتجه ملف التشكيل؟

واخيرا لا يبدو ان حزب الله يهتم بمشاعر جمهور “التيار الحرّ” ولا بدمعة الرئيس التي كادت ان تنفر في بكركي، فأجندته الاقليمية هي المقدسة، وما يجري في سوريا واليمن والعراق هو المهم، أما الأهم فهو مؤازرة ايران “الأم الحنون” لمجابهة العقوبات الاميركية على اقتصادها وعسكرها، وستبقى الساحة اللبنانية موضع استعراض قوّة وتحدّ لأعداء محور الممانعة الحقيقيين والمفترضين، ولو كان هذا التحدي على حساب تأليف الحكومة وعلى حساب استقرار البلد السياسي والاقتصادي.

السابق
علي شمس الدين يردّ على اتهامات حزب الله: لست قاتلا مأجورا
التالي
نهاية الجمهورية على أيديهم!