نصرالله يهدد الجميع ويعلن: سأساند نواب 8 آذار حتى يوم القيامة!

هاجم أمين عام "حزب الله" كل من الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس الحزب الإشتراكي وليد جنبلاط مؤكدا ان الضغط الدبلوماسي الدولي، يجب ان يتحمله اللبنانيون معلنا ان اي اعتداء على لبنان، سنرد عليه حتماً.

يبدو ان نصرالله تعمد خلال خطابه في يوم الشهيد أول أمس السبت، استخدام لغة التهديد بحق خصومه مسترجعا لهجة 7 أيار، وهو اعتبر أي هجوم من قبل “القوات اللبنانية” والحزب “الإشتراكي” على الحزب “إعتداء”، وهذا بمفهوم الحزب سيتوجب الردّ.

وقال نصرالله أنه من الان فصاعدا لا مكان للتواضع عند “حزب الله”، وانه سوف يساند مطلب توزير احد نواب 8 آذار من الان والى يوم القيامة.

تصاعد نبرة القوّة لدى نصرالله، توحي بأن “حزب الله” يسعى بشكل صريح إلى صرف تقدم المحور المتحالف معه في المنطقة في الساحة اللبنانية، إذ ظهر بوصفه شريكاً أساسياً في تشكيل الحكومة، ويملك قدرة التعطيل من دون مراعاة أحد من خصومه أو حلفائه…

اقرأ أيضاً: دبلوماسي غربي لـ«جنوبية»: مواجهة ايران للمجتمع الدولي عبر حزب الله ستدخل لبنان في انهيار

ونقلت صحيفة الجمهورية عن مصادر “حزب الله”، ان كلام نصرالله مطابقاً لِما قيل سابقاً، واضعاً السقف السياسي لجهة عدم جواز تجاوز الحوار مع “سنّة 8 آذار” وانه يلتزم بما يلتزمون به، وواضعاً أيضاً الرئيس المكلف أمام خيارين لا ثالث لهما: العودة عن التكليف مع كل ما يَستتبع ذلك من تداعيات وخلط أوراق وقلب للطاولة وإدخال لبنان في توتّر مذهبي وسياسي شديدين، أو القبول بتمثيلهم من حصة رئيس الجمهورية كمخرج موضوعي للأزمة، ولكن مع عدم استبعاد استمرار المراوحة وربط النزاع لوقت طويل والسعي الى تحميل “الحزب” و”سنّة 8 آذار” تَبعات الوضع المتردي اقتصادياً، بغية دفعهم الى التراجع عن قرار المشاركة في الحكومة.

ولا يجب التقليل من واقعة انّ “حزب الله” وجد نفسه وحيداً ومحاصراً في المشهد السياسي، فمطلبه بتوزير “سنّة 8 آذار” لا يحظى بتأييد حتى رئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر”، وانه بالكاد حصل على وزارة الصحة ولا يعرف حتى الساعة طبيعة الوزارات الأخرى التي أُسنِدت إليه، ولا شك انه يعبّر عن انزعاج ضمني من النظام اللبناني الذي يحدّ مشاركته ولا يعكس حجمه ودوره وسلاحه وعمقه الإقليمي.

ومقولة انه كان يجب ان يُمثّل بـ10 وزراء، لأنّ بحوزته مع حركة “أمل” ٣٠ نائباً، غير صحيحة لسببين: الاول، انّ الجانب التمثيلي الأساسي هو جانب طائفي، وقد استحوذ على الحصة الشيعية بكاملها. والسبب الثاني انه على قاعدة لكل 4 نواب وزير تكون حصته 7 وزراء لا أكثر ولا أقل على غرار تكتل “لبنان القوي”، والحصة الرباعية لـ”القوات” هي نتيجة هذه المعادلة.

إنخرط “حزب الله” أمس بشكل كامل باللعبة السياسية الداخلية، مكرساً نفسه طرفاً غير زاهد في الحصص والمطالب السياسية الداخلية، معلناً أن الحكومة، كما رئاسة الجمهورية تمرّ بموافقته فقط.

إقليمياً، تمسّك نصر الله “بقوة لبنان وبالمعادلة الذهبية وبسلاح المقاومة وبكل صواريخ المقاومة، لا التهويل ولا التهديد ولا العقوبات ستنفع، ولو كنا سنبيع بيوتنا لنحافظ على القدرات الصاروخية الموجودة بين أيدينا فسنفعل”. مشدداً على أن “أي اعتداء على لبنان أو غارة أو قصف، سنرد عليه حتماً ولن نقبل استباحة العدو لبلدنا كما كان يفعل”.

واذا كان السيد نصرالله قد سخر من ربط تعطيل تأليف الحكومة بأي أمر خارجي، وخصوصاً حسابات اقليمية، فان الانعكاسات الدولية لموقفه يمكن ان تظهر تباعا على شكل تضييق أو عقوبات تنعكس سلباً على مجمل الوضع الاقتصادي في لبنان، وهو ما رجحت مصادر لـ”النهار” ان يكون الحريري سمعه من المسؤولين الدوليين الذين التقاهم في باريس، وما بلغ مسامع الرئيس نبيه بري الذي جدّد أمس تحذيره من الوضع الاقتصادي. وقال: “منذ أكثر من شهر أو شهر ونصف شهر أقول إن لبنان يتحمل أسابيع ولا يتحمل أشهراً. إننا نقوم بأمور عديدة لإبعاد موضوع النقد، لكن إذا بقي الأمر على هذه الحال فإنه في الحقيقة أخطر من خطير”.

وصرح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لـ “النهار”: “لا أريد فتح سجال ولا إطلاق صواريخ ضد السيد حسن نصرالله وإيران. ما يهمني هو خطورة الوضع الاقتصادي . والجوع آت“.

وردّ رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على كلام الأمين العام ل”حزب الله” حسن نصرالله، وقال في تغريدة على حسابه الرسمي عبر تويتر: “بما يتعلق بحديث السيد حسن نصرالله في الأمس فهو غير مقبول شكلاً وغير منطقي مضموناً”.

اقرأ أيضاً: باسيل يباشر بوساطته ويلتقي نصرالله لحلّ عقدة المعارضة السنيّة

وأبلغت المصادر المتابعة لعملية تأليف الحكومة “النهار” ان المسؤولين اللبنانيين جهدوا في الفترة الاخيرة لنفي “سيطرة حزب الله” على القرار، وللتمييز بين السلطة اللبنانية والحزب، بالاتفاق مع ديبلوماسيين أجانب في لبنان حولوا هذا التمييز مادة لتقاريرهم، لمساعدة لبنان والحؤول دون احجام دولهم عن مساعدته، لكن كلام نصرالله يعيد خلط الامور. وتخوفت من ان “يستجلب” الكلام الاخير لنصرالله، العقوبات المباشرة على لائحة طويلة من اسماء المؤسسات والافراد في لبنان.

السابق
فتوحي: عدد النازحين الراغبين بالعودة إلى سوريا تخطى الـ300 طلب
التالي
أصاب جبران باسيل..