على الرغم من الصور الدينية المتداولة حول دولة أفغانستان إلا أن هذه النمطية التي تساهم في نشرها وسائل الإعلام ليست إلا وجهاً جديداً على هذه البيئة التي مرّت بمراحل متعددة وشهدت الكثير من التحولات.
فعلى سبيل المثال تشتهر افغانستان بما تضمه من ثروة تاريخية تتمثل بالآثار البوذية التي تعود إلى القرن الأول ميلادي وهو التاريخ الذي دخلت فيه البوذية الى افغانستان على يد امبراطورية «كوشان».
وعلى الرغم من الحقبة الإسلامية التي سيطرت على هذه المنطقة الهندوسية القديمة والتي ترافقت مع هدم المواقع الدينية البوذية واختفاء هذه الديانة، وعلى الرغم أيضاً من عمليات النهب والسلب التي تعرضت لها المتاحف والحروب التي طالت المناطق الأثرية ولاسيما حينما قامت «حركة طالبان» في العام 2001 بتفجير تمثالين لبوذا بالقرب من مدينة «باميان»، الا أن علماء الآثار في افغانستان استطاعوا التنقيب عن المئات التماثيل البوذية والستوبات المصنوعة من الطين والصلصال والتحف والمقتنيات الأثرية كالمجوهرات وبعض المخطوطات القديمة وجداريته.
وتسمى المنطقة التي تضمنت كل هذه الآثار مستعمرة «مس عينك» والتي هي اليوم من أهم المواقع البوذية لكونها كانت مركزاً بوذياً روحياً يضم معابد وهياكل وتقع هذه المستعمرة على قمة واحداً من أكبر احتياطيات النحاس في العالم.
في العام 2007 ضغطت الهيئات الدولية في هذه المنطقة لتعطيل الترخيص الممنوح من السلطات الأفغانية لشركة مناجم صينية للتنقيب عن النحاس في هذا الموقع وقدمت هذه الهيئات مئات الملايين من الدولارات لإستخراج أكبر قدر ممكن من التحف الأثرية قبل بدء عملية التنقيب التي ستؤدي دون أدنى شك إلى تدمير الصورة التاريخية للموقع.
حالياً يمتلئ المتحف الوطني الأفغاني بتحف موقع «مس عينك»، إلا أن ضيق المساحة حال عائقاً دون عرض العديد من القطع الأثرية. هذا ويأمل مدير المتحف عمارة خان مسعودي أن يتم بناء متحف محلي في «مس عينك» تخليداً لذكراه الأثرية.
بالصور الآثار البوذية في أفغانستان
اقرأ أيضاً: تعرف على محمية وادى الحيتان بمحافظة الفيوم المصرية