حين يصفعنا حسين بيضون بالرقة الممكنة

شارع الحمراء

أثارث صورة التقطها المصور حسين بيضون لشاب يحمل امرأة في شارع الحمراء ليحميها من المطر تفاعلا شديدا، يستحق البحث حول أسبابه ومعانيه.
نما منذ فترة توجه ملحوظ يدافع أصحابه عن الأمور الصغيرة، والحساسيات الخاصة في مواجهة إفرازات عالم السياسة، الذي يبتلع الحياة اليومية والحميمة ضمن ما يبتلعه.
بدا نمو حب القطط والكلاب والدفاع عنها، والسعي لإنشاء منطومة قانونية تدافع عن حقوقها بحثا عاما عن استعادة الرقة المفقودة، يمكن أن ننطر إليه بوصفه خط الدفاع الأخير عن المدينة وفكرتها.
يمكن أن نتعامل مع الموجة العارمة من ردود الفعل المرحبة بالمعنى الذي التقطته عدسة حسين بيضون في هذا الإطار، فقد بدت هذه الصورة وكأنها تخبر عن زمن مفقود، وعن قصة لم يعد لها مكان في عالم اليوم، وأنها ترسم سيرة مختلفة لعلاقات الرجال والنساء في مدينة يخنقها العطب العام.
أعادت صورة بيضون إنتاج المنسي ووضعته في دائرة المرئي، ففي اللحظة التي تحرص فيها البنية العامة للبلد على إفراز صور وحشية وقسوة تتحول إلى منظومة قابلة لتكرار مفتوح يرتبط بمشهدية النهايات، تأتي هذه الصورة لتضعنا أمام ما توقفنا عن صناعته، وتحيلنا إلى إمكانية البدايات وجماليتها.
يصفعنا بيضون بالرقة الممكنة، ويخبرنا بأنها لازالت أحد الاحتمالات الممكنة للمدينة، وأنه لازال فيها ما لم يمت بعد وما يستحق الدفاع عنه.

السابق
قتل خاشقجي: خطأ سعوديّ قاتل… والتراجع يحمي المملكة
التالي
تسييس حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي