«خاشقجي» قضية معقدة والرياض مطالبة بتوضيح

10 أيام مرّت على اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول، وذلك بعد زيارته للقنصلية السعودية بغرض استخراج أوراق الطلاق.

اختفاء خاشقجي الذي أعلنت عنه خطيبته ““خديجة جنغيز” في الثاني من تشرين الأول 2018، ارتبط بالعديد من الملاحظات، والتساؤلات، تبدأ بتأكيد القنصلية السعودية أنّ خاشقجي قد غادر مبناها، دون أن تقدم أيّ دليل على ذلك، لافتة عند سؤالها عن سجّل كاميرات المراقبة إلى أنّها لا تسجل!

وفيما ما زال خاشقجي، الكاتب في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، حتى اللحظة مجهول المصير بين أنباء تؤكد اغتياله وأخرى تؤكد وجوده في الرياض. فإنّ السجال الذي ظهر إعلامياً بين الخطيبة “خديجة” التي استنجدت مراراً بالسلطات التركية ودعت إلى العديد من التحركات التضامنية أمام مبنى القنصلية كما على مواقع التواصل الاجتماعي، وبين عائلة خاشقجي المتواجدة في السعودية والتي تبرأت منها، مؤكدة أنّ ابنها لم يكن على علاقة بأمرأة اسمها خديجة، وأنّ ثقة العائلة هي بالتحقيقات السعودية التي ستكشف مصير الصحفي، يفرض العديد من التساؤلات.

إلى ذلك ارتبطت الأيام الأولى لاختفاء خاشقجي بشيوع الأنباء عن مقتله والعثور عليه مقطعاً، إلا أنّ هذه المعطيات التي نقلتها وكالات إعلامية كـ “رويترز” و”نيويورك تايمز” عن مصادر أمنية تركية ظلّت دون تأكيد.

في السياق نفسه أشارت المعلومات المتداولة إلى أنّ السلطات التركية تشتبه بـ15 سعودياً قدموا إلى تركيا على متن طائرتين، ودخلوا القنصلية في التوقيت نفسه الذي دخل فيه خاشقجي، ملمحة إلى تورط هذا الوفد السعودي في تصفية “الصحفي – المعارض”.
في المقابل أشارت صحيفة واشنطن بوست مساء أمس الخميس إلى أن الحكومة التركية قد أبلغت مسؤولين أميركيين بأن لديها تسجيلات صوت وصورة تثبت مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية.
ووفقا لما نقلته الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وأتراك فإن التسجيلات تدل على احتجاز فريق أمني سعودي لخاشقجي ثم قتله وتقطيع جثته.

إقرأ أيضاً: لماذا جمال خاشقجي؟

في ظلّ كل هذا الارتباك في تحديد مصير الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وفي ظلّ تضارب الأنباء الإعلامية، والحديث لجنة تركية سعودية مشتركة للتحقيق في اختفاء خاشقجي، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي خيرالله خيرالله، لـ”جنوبية” أنّه “وقبل كلّ شيء، لا يمكن إلاّ إدانة أيّ تعرض لأيّ صحافي أو إنسان عادي من أيّ جهة كان. هذا من حيث المبدأ”، مضيفاً “بالنسبة إلى اختفاء الزميل جمال خاشقجي الذي عمل طويلاً في مجال الصحافة وكان مرتبطًا منذ البداية، أي منذ كان مع “المجاهدين” العرب في أفغانستان، بالجهاز الامني السعودي، فهذه تبدو قضية في غاية التعقيد. لا شكّ أنّ على السلطات السعودية توضيح مسألة خروجه من القنصلية في اسطنبول أو عدم خروجه منها، لكنّ ما لا مفرّ من اخذه في الاعتبار هو الطبيعة المعقدة لقضية تختلط فيها الصحافة بالأمن والتجاذبات السياسية التي يحتمل، وأشدد على يحتمل، أن يكون جمال خاشقجي راح ضحيتها”.

خيرالله خيرالله
خيرالله خيرالله

وفيما أوضح خيرالله أنّ “مثل هذا الاحتمال يبدو واردًا في حال غياب مفاجأة تشير الى العكس”، لفت بالتالي إلى أنّ “القضية إذًا هي قضية سياسية ذات أبعاد مختلفة بدليل أنّ هناك قوى إقليمية سارعت إلى استخدامها ضد المملكة العربية السعودية والأمير محمّد بن سلمان وليّ العهد بالذات. فمن قضية اختفاء صحافي، تحول الموضوع إلى قضية كبرى، قضية تصفية حسابات مع السعودية”.

إقرأ أيضاً: لغز الخاشقجي يعيد تأجيج الخلافات بين السعودية وتركيا

وفي الختام أكّد الكاتب والمحلل السياسي خيرالله خيرالله، إلى أنّ كلّ ما نشهده اليوم “عائد قبل كلّ شيء الى تاريخ جمال خاشقجي الذي لم يكن يوما مجرد صحافي عادي، بل كان أشياء أخرى غير الصحافي السعودي أو العربي الباحث عن لقمة العيش من خلال المقالات التي يكتبها”.

السابق
اعتدال إيران من العراق إلى لبنان!
التالي
أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 13 تشرين الأول 2018