هل نحتفل بمئوية الكيان؟

مطاهرة
يوم الاحد الواقع فيه 30 ايلول 2018 وصلتني رسالة من الصديق غسان صليبي، يقول فيها :السؤال السياسي الاهم اليوم ، كيف نمنع هذه الطبقة السياسية من ان تقضي نهائيا على البلد ومن فيه؟

ومن قال ان هذه الطبقة الحاكمة تريد القضاء على البلد؟ انهم يريدونه بقرة حلوب، تحلب حليبا جاهزا للسلب من اركان المحاصصة. ويستدينون من الداخل والخارج على الحليب الذي يمكن ان يأتي. قوة هذا النظام لا تأتي من آلته القمعية. قوته تأتي من الانقسامات العامودية المستمرة منذ تأسيس الكيان.

ان الفترة الممتدة منذ عام 1920 وحتى 1975 لم تكن كافية لتحولنا الى شعب واحد، وحدتنا كانت هشة ونظامنا ولاد حروب تزيد من الانقسامات. الحروب الاهلية المتوالية منذ عام 1975 اعادتنا الى المربع الاول. اتفاق الطائف اوقف الحرب المسلحة وفتح الباب امام محاصصة، كل طرف فيها اقوى من السلطة العامة، وقوته تأتي من جمهور طائفته التي يعيش محظوظوها على الفتات. هل تسمع بالنزاع ضمن الوحدة؟ هذا حال اركان السلطة ولا مصلحة لاحد منهم باقامة امارته الخاصة به بشكل قانوني.

اقرأ أيضاً: تويني إن حكى…

الانتخابات الاخيرة خير مثال: النزاع كان بين اطراف السلطة والخطابات طائفية بامتياز ولا وجود للمواطن ولا للوطن والدفاع عن مصالح الطائفة ولا وجود لمصالح البلد .اكثرية رعايا الطوائف انتخبت زعماءها ولا بديل ظهر في الميدان خمسة بالماية من الناخبين اقترعوا للمجموعات المدنية وهذه النسبة تؤشر الى غياب حركة شعبية معارضة ووطنية اي ليست طائفية. وهنا تكمن المشكلة. اذا اردنا استمرار الكيان فان ذلك يعني ان نتحول الى مواطنين وهذا ما لا يرضاه اصحاب المحاصصة. يريدون ان نبقى رعايا يتاجرون بنا، ولا يريدون تدمير البلد نهائيا لان ذلك يعني انتفاء سوقهم وتجارتهم. انهم يريدون البلد عند حافة السقوط ويعني ذلك مزيدا من النهب وجني الارباح. اللاجئون الى لبنان احسن تجارة يستقبلونهم بدون سياسة ويحولونهم الى مزاد للبيع والشراء ولكن لن يدمروا البلد نهائيا.

وكيف نخرج من هذا المستنقع؟ الحل صعب للغاية لكنه ليس مستحيلا. يبدأ باعادة بناء المساحات اللبنانية المشتركة ومن موقع استقلالي عن كل اطراف السلطات، والبناء يبدأ مدماك فوق مدماك وفي كل المجالات. وبذلك نمنع انهيار البلد ويمكن ان نحتفل بمئوية الكيان من خلال اعادة بنائه. هل من يبادر؟ عفوا صديقي غسان ضع يدك بيدي ونحتفل ببدء قرن لأعادة تأسيس وطن لكل المواطنين، ولن نيأس.

السابق
الشيخ ياسر عودة ضحيّة المعممين الشتامين
التالي
المحامي والأديب مخايل عون يسطّر «مرافعة دفاعاً عن ستالين»…