ما ان اعلن عن اسم الفائزة في مسابقة انتخاب ملكة جمال لبنان امس، مايا رعيدي، حتى سارع “التيار القوي” الى المباركة لها. المشكلة ليست هنا إذ ان الكبير والصغير والرؤساء والنواب ووسائل الاعلام وحتى التواصل الاجتماعي، يقومون بالتهنئة ونشر العديد من الصور للجميلة التي تعكس صورة بلدهم بوجهها وملامحها وثقافتها وضحكتها. لكن الطامة الكبرى تجلّت في تسابق “التيار القوي” الى تبنّى هذا الفوز وانتزاعه لمصلحته ومصلحة توجهه السياسي وأعضائه وجمهوره، كل ذلك على حساب ملكة العرش والناس الذين احبّوها من دون ان يعلموا من هي ومن تتبع وأي منطقة تسكن. هل وصلت الامور في البلد الى هذا الحد الكارثي؟ هل وصل الكيد الى حد انتزاع الفرحة المشتركة التي هي من حق الناس اولا وأخيرا؟ لماذا يتعمد هذا الفريق “القوي” النكد وتنغيص “الفرحة” على الجميع؟ اهكذا تكون القوة! وَلَوْوْوْ!
إقرأ أيضاً: مايا رعيدي فازت بلقب جمال لبنان.. والناشطون: عونية أم قواتية؟!
“لعبة الاقوياء”، امس، كانت سقطة وفعل ليس ببريء. تندرج في سياق منظّم وهدّام للنفوس سياق ليس همه سوى بث القرف والاشمئزاز، والذل. لا يريدون تقاسم اي شيء يريدون كل شيء (بما في ذلك الجمال والفرح) وكأنهم ورثوا البلد عن اجدادهم وكل الباقي ضيوف غير مرغوب بهم.
جمال مايا رعيدي خام ساحر جذاب وبسيط في آن واحد. طبعا البعض كانوا يفضلون ويدعمون متسابقات غير مايا وكان من الطبيعي ان يستفيق البلد اليوم على انتقاد جمال تلك المتسابقة وملامح الاخرى، وعلى تحليل الاجوبة الصادرة عن جميع المتسابقات، لكن التبنّي السريع للملكة الغى كل ذلك… ورسّخ عرفا بشعا سيُعتمد عند كل مسابقة جمالية.
إقرأ أيضاً: مايا رعيدي ملكة جمال لبنان لعام 2018
في المحصلة، الحديث عن التوجه السياسي والحزبي للملكة اضاف ثرثرة الى الشارع والى مواقع التواصل الاجتماعي، تأتي لتؤكد المؤكد: البلد في الحضيض. الانحطاط والذل يسيطران على كل المجالات، اما القبح فتسلل امس الى “الجمال” وتربّع على عرشه بثبات.
