إحتواء التوتر بين عون وجنبلاط.. وتأليف الحكومة على نار حامية

الحكومة اللبنانية
أوقفت الحملة بين "التيار الوطني الحر" والحزب "التقدمي الاشتراكي" بفضل المبادرة التي اطلقها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط والتي قضت ‏بسحب الحجج والذرائع التي كان يمكن ان تشكل فتائل اثارة لمناخات سلبية في الجبل، ما شكل تطورا ايجابيا لم يحجب استمرار التأزم ‏بل الانسداد التام في أزمة تأليف الحكومة.

المعطيات المتوافرة لدى “النهار” من مصادر معنية بأزمة التأليف، أفادت أن أيّ جديد لم يسجل ‏منذ فترة في شأن تبادل الافكار المتصلة بتعقيدات تأليف الحكومة وان دوامة الازمة لا تزال على حالها.

إقرأ ايضًا : لا أمل بولادة قريبة للحكومة وعون ينتظر مسودّة معدّلة من الحريري

‎ ‎
وكشفت المصادر انه، خلافاً لما ساد من انطباعات حيال حلحلة عن الاحجام داخل التركيبة الحكومية التي طرحها الرئيس الحريري، فان ‏هذه العقدة أيضاً لا تزال كما هي، ولم يجر أي اتفاق بعد بين الرئيسين على حجم حصة الفريق الرئاسي و”التيار الوطني ‏الحر” اللذين يتمسكان بـ11 وزيراً بالاضافة الى توزير النائب طلال ارسلان بحيث تكون حصتهما واقعياً 12 وزيراً. ولاحظت المصادر ‏ان الحريري الذي يلزم الهدوء التام حيال الازمة يبدي في الوقت نفسه حزما في التمسك بمواقفه المتعلقة بما يعتبره توزيعاً متوازناً وعادلاً ‏للحصص ومن ثم الحقائب ما يعني عدم استعداده للتفريط بتمثيل الحزب التقدمي الاشتراكي و”القوات اللبنانية”.‎ ‎
‎ ‎
وفيما يتعلّق بزيارة السفير الفرنسي لبعبدا، أكدت مصادر معنية أن لا مبادرة فرنسية فيما يتعلق بالأزمة الحكومية،  وكل ما يجري تداوله عن هذا الأمر غير ‏دقيقاً، فالسفير برونو فوشيه نقل اهتمام بلاده بالوضع في لبنان و بالإسراع في تأليف الحكومة نظراً الى ضرورة متابعة مؤتمري “سيدر 1” ‏و”روما2″، فضلاً عن أن فرنسا تولي اهتماماً خاصاُ لانتظام الحياة السياسية .
وقد علمت “اللواء” ان الاتصالات التي جرت خلال الأيام الماضية بين المرجعيات السياسية، ومن خلال تمنيات إقليمية وأوروبية، كان لها الأثر الإيجابي في إعادة تحريك الملف الحكومي، وبروز أجواء حلحلة، وهذا ما ستظهر معالمه خلال الأيام المقبلة، من خلال صيغة جديدة لتوزيع الحقائب على الكتل النيابية، سيحملها الرئيس الحريري إلى قصر بعبدا.

وفي المعلومات، ان الصيغة المعدلة لن تتغير عن الصيغة السابقة، لناحية الحفاظ على حقوق أو حصة الحزب الاشتراكي و “القوات ، ولكن ثمة إعادة صياغة في الحقائب، بمعنى انه سيكون هناك مدخل لحل معضلة ما يسمى بالعقدة الدرزية، قد يكون عبر توزير وسطي مقبول جداً من قبل جنبلاط، وهذه المسألة في لمساتها الأخيرة، أي ان يكون هناك وزيران للحزب الاشتراكي وثالث حيادي، لكن يحمل الصفة الجنبلاطية.
وأشارت “الجمهورية” إلى أن “عون يُدرك انّ الوقت الضائع يضغط عليه، وهو مقتنع بأنّ هناك من يتسلّح به في إطار “حرب ‏ناعمة” تُشنّ عليه، وترمي الى عرقلة مسار العهد وإنهاكه، لكنّه قرّر أن يخوض المواجهة ‏على إيقاعه . ويحتفظ  عون  بأوراق عدّة في جعبته تاركاً ‏لنفسه اختيار اللحظة المناسبة لاستعمالها، بعد أن يكون الرئيس الحريري قد ‏أخذ كلّ فرصته، وفوقها “حبّة مسك”، لتأليف الحكومة‎.‎

وعندما يُسأل عون عما إذا كان يضع مهلة زمنية ضمنية لمسعى الحريري، يجيب: “لا أريد ‏الآن أن أكشف عمّا أفكر فيه. أنا أستعدّ للسفر الى نيويورك وبعد عودتي لكلّ حادث حديث‎”.‎
وهل لديه استعداد لتقديم تنازلات من أجل تسهيل التأليف؟‎
يجيب عون مستغرباً هذا الطرح، وقائلاً: “ما الذي سأتنازل عنه؟ انّ العقد موجودة عند ‏الآخرين وليست عندي، ومن يعتبر أنّ الكرة في ملعبي هو مخطئ، وأنا لست لاعباً في أيّ ‏فريق ضدّ فريق آخر، بل أنا حكم ‎ “.‎

‎إقرأ ايضًا: بسبب الفيتو الأميركي: هل سيعلّق حزب الله مشاركته في الحكومة؟

ولكن البعض يفترض انّ في إمكانك التأثير على باسيل لدفعه الى تليين موقفه وتخفيف مطالبه؟‎
يجيب عون: إنّ الأدوار السياسية او الوزارية التي أُسندت الى باسيل كان يستحقها وقد اكتسبها عن ‏جدارة وليس لأنّه صهري‎”.‎  ويتابع: “يريدونني أن “أكبس” باسيل، وأن أضغط عليه حتى يتراجع عمّا يطرحه حكومياً، ‏ولكن هؤلاء يتجاهلون او يجهلون انّني أتعامل مع باسيل مثلما أتعامل مع أيّ رئيس حزب ‏سياسي آخر، لأنني كرئيس للجمهورية أقف على مسافة واحدة من الجميع، أنا أناقش جبران، ولكن لا ‏أفرض عليه شيئاً.”
ويغمز عون من قناة جنبلاط وجعجع، فيتساءل: “لماذا يُطلب مني أن “أكبس” ‏جبران حصراً، بينما الآخرون يتمادون في مواقفهم ويرفعون سقوفهم الى ما فوق المنطق. انّ ‏الضغط يجب ان يُمارس على هؤلاء بالدرجة الاولى‎”.‎

السابق
وزارة الدفاع الروسية تعلن انتشال حطام الطائرة العسكرية
التالي
مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: ما نقل بإحدى الصحف عن الرئيس ليس دقيقاً