مصدر سوري لـ«جنوبية»: غارة بانياس أودت بحياة طاقم عمل مركز الابحاث

هل يأتي استهداف مواقع عسكرية في سوريا بالامس، في محافظتي مصياف وحماة، لمراكز ومعامل انتاج اسلحة قيل انها ايرانية، في اطار استكمال المخطط الاميركي- الاسرائيلي القاضي بتحجيم النفوذ الايراني في سوريا ومنعه من تطوير اسلحة وايصالها الى حزب الله في لبنان؟

استهدفت صواريخ اسرائيلية مساء امس الثلاثاء مواقع عسكرية في ريفي حماة وطرطوس وقال المرصد السوري لحقوق الانسان أن انفجارات سمعت في المنطقة الواقعة بين مصياف ووادي العيون قرب مدينة حماة، وقد طالت مواقع تحوي منشآت عسكرية إيرانية، ما تسبب بدمار وأضرار مادية، وسقوط قتيل وسبعة جرحى، وذكرت وسائل اعلامية ان منطقة وادي العيون تعتبر المركز الرئيسي للتواجد الإيراني في المنطقة الوسطى من سوريا، وتنتشر فيها مراكز انتاج وتطوير صواريخ استراتيجية، كما تحوي منشأة تدريب تتبع لـ”الحرس الثوري الإيراني” بشكل مباشر.

اقرأ أيضاً: غارة على مطار المزة

الضربة الاسرائيلية تزامنت مع اقتراب العاشر من ايلول موعد انتهاء المهلة التي حددها النظام السوري لشن هجوم عسكري على ادلب اخر معاقل المعارضة السورية المسلحة، سبقتها تحضيرات عسكرية ولوجستية وحشد قوات برية وتمركزها في محيط المحافظة.

كما ان التدخل الاميركي الذي يمكن ان يقود تحالفا ثلاثيا (اميركا – فرنسا – بريطانيا) في ادلب، لن يكون محدودا هذه المرة بعد ارسال واشنطن الى الشمال السوري نحو 15 شاحنة تحمل اسلحة ثقيلة ومتوسطة واعادة تأهيل مطار الشدادي، في حين قامت روسيا مطلع الشهر الجاري بمناورات على الساحل الشرقي للمتوسط بمشاركة 25 بارجة ونحو 30 طائرة قالت ان هدفها منع التحالف الغربي من ضرب مراكز للجيش السوري.

ووضع مراقبون الضربة الاسرائيلية في اطار توجيه رسالة الى روسيا بعد فشلها في اخراج الايرانيين كليا من سوريا، وكانت تل ابيب اكدت مرارا انها لن تكون ملزمة بأي اتفاقيات قد يتوصل إليها المجتمع الدولي بشأن سوريا بعد معركة إدلب.

وقد دعت ايران امس، على لسان وزير خارجيتها الى تطهير ادلب واعتماد الحل العسكري خيارا للقضاء على ما تبقى من الارهابيين على حد زعمه، وذلك قبل قمة طهران المزمع عقدها بعد اربعة ايام، والتي سوف تستضيف رؤساء ايران وتركيا وروسيا لبحث تطورات الازمة السورية واستُبعد منها الرئيس السوري بشار الاسد.

مصدر عسكري سوري قال لـ”جنوبية” ان “العدوان الاسرائيلي الذي استهدف مركزا للبحوث العلمية في مصياف، ليس سوى معملا زراعيا ويتبعه مستودعات قيد الانشاء، توقعت اسرائيل انه منشأة لانتاج الاسلحة عبر الرصد من خلال اقمارها الاصطناعية وكذلك مخبريها، وهو يقع في منطقة جبلية في وديان وعرة، كما انها غير مأهولة بالسكان”، مضيفا “الصواريخ الاسرائيلية الخمسة استهدفت في بانياس في “ديسنية” معملا قيد الانشاء، وقد اسقطت الدفاعات الجوية للجيش السوري 3 من تلك الصواريخ وسقط ضحية العدوان طاقم العمل والمناوبين ودُمر المعمل كليا”، وقال” تقع تلك المنطقة (بانياس) تحت حماية الفوج 46 قوات خاصة”.

اقرأ أيضاً: إدلب في انتظار المجزرة الكبرى

رئيس المرصد اللبناني للعلاقات الدولية والاستراتيجية الدكتور وليد عربيد قال لـ”جنوبية” انه “مما لا شك فيه ان اسرائيل تحاول الدخول على خط النزاع في الازمة السورية، كشريك للقوى الاقليمية والدولية في المنطقة، والهدف الرئيسي لديها يتمثل بمنع قيام قواعد متقدمة لايران وحزب الله على حدودها، لذلك وقبيل معركة ادلب وحسم مصيرها تحاول تل ابيب ان تضرب كل المواقع العسكرية الايرانية المنتشرة في سوريا، ربطا بما ما صدر مؤخرا ان ايران وحزب الله يطوران اسلحة وصواريخ تهدد امنها مستقبلا”.

د. وليد عربيد

ورأى عربيد ان “الرسالة الأشد وضوحا هو دخول تلك الطائرات الاسرائيلية عبر الاجواء اللبنانية، بمعنى ان لبنان هو الخاصرة الرخوة الذي ممكن ان تنطلق منه العمليات العسكرية في اي صراع مستقبلي” واضاف ” اسرائيل تحاول ان تكون ايضا لاعبا اساسيا في معركة ادلب الى جانب الاتراك والروس، ولكن يبقى حزب الله العدو الاساسي بالنسبة اليها وكذلك ايران، ولذلك هي تسعى الى تدمير اي قوة تابعة لهذين الطرفين”.

السابق
مقتدى الصدر يغادر بيروت: أبواب نصرالله موصدة
التالي
لبنان: من أزمة تشكيل الحكومة الى أزمة نظام سياسي