رحيل باخرة الكهرباء من الغازية يغضب الجنوبيين… وحركة أمل في قفص الاتهام

الباخرة كهرباء الزهراني
توجهت الباخرة التركية الثالثة الى الغازية لتغذية التيار الكهربائي وتقليص ساعات التقنين، الا انها عادت اليوم، وغيرت مسارها نحو كسروان، وسط نقمة الجنوبيين وغضبهم، واتهام مافيا اصحاب المولدات ورئيس بلدية الغازية محمد سميح غدار بإبعادها قسرا حفاظا على مصالحهم.

بعد ان اعتمدت البواخر المؤقتة لتأمين الفيول وحل ازمة انقطاع الكهرباء من قبل وزارة الطاقة في لبنان، رغم الجدل حول استقدام البواخر التركية او معامل النفط العائمة، بكل ما تحمله من سلبيات واضرار بيئية، اضف الى ارتفاع كلفتها مقارنة باعتماد الحلول الجذرية، و”التناتش” السياسي حول ما عرف بـ”صفقة البواخر”، وما اثارته من ازمة بين ادارة المناقصات والتفتيش المركزي، رست باخرة توليد الطاقة الثالثة المجانية بقدرة 200 ميغاوات على شاطئ الجية جنوبا، لتغادر بعدها الى كسروان شمالا بقدرة قادر هو رئيس بلدية الغازية محمد سميح غدار المحسوب على حركة امل ، بعد ادعائه ان تلك الباخرة تلوث بحر الجنوب، ليصبح الغرق بالعتمة هو قضاء وقدر الجنوبيين!

اقرأ أيضاً: مواقع التواصل الاجتماعي تسخر من طرد باخرة الكهرباء من الجنوب إلى كسروان

وباخرة الغازية هي الثالثة المجانية التي قدمها مشغلوها الاتراك، كعرض للحكومة اللبنانية من قبل شركة “كاردينيز” التركية لتوافق على التمديد للباخرتين الحاليتين “فاطمة غول” و”اورهان بيه” لمدة ثلاث سنوات بدلا من سنة واحدة.

لذا، اصدرت حركة امل بيانا حول الباخرة الثالثة المجانية اعتبرت فيه ان “تهمة ابعادنا للباخرة عن الزهراني تهمة لا ننكرها وشرف ندعيه”، وذلك بحجة ان وجود الباخرة ستعمل على تعطيل انشاء معمل جديد في الزهراني، كما ستساهم في اضرار بيئية!

ماذا يقول الصحافي علي الامين حول عملية ابعاد الباخرة عن الجنوب؟

الامين اكد لـ”جنوبية” ان “ملف الكهرباء في لبنان يشكل علامة سوداء على جبين كل الطبقة السياسية في البلد، وليس بإمكان احد ان يبرر او يبرأ اي من الذين يشاركون في السلطة لجهة ما وصلت اليه حال قطاع الكهرباء في لبنان، وبات من الواضح ان الفساد هو عنصر اساسي في استمرار ازمة انقطاع الكهرباء”.

واضاف الامين ان “ما جرى في الجنوب اخيرا لجهة ابعاد الباخرة التركية الثالثة المجانية، مهما قيل من اعذار ، هو مؤشر على نظام المصالح القائم على الفساد، ليس فقط بسبب رفض رسو هذه الباخرة في الزهراني والاستفادة منها في توليد الطاقة الكهربائية، فحسب بل من طريقة وأسلوب التعامل مع هذا الملف، اي الطاقة الكهربائية، بطريقة غير مفهومة وغير قانونية، وتعكس في جوهرها وجود مصالح قوية لأطراف لا تجد لها مصلحة في عودة التيار الكهربائي الى لبنان عموما. واصبحت في موقع الدفاع عن قطاع المولدات الخاصة بأغلبيتهم ان لم نقل كلهم، فهم يرتبطون بنظام حماية توفرها القوى الحزبية والسياسية داخل السلطة، واصبح من الصعب الاخلال بهذا القطاع باعتبار انه اصبح يدر على هؤلاء وعلى ازلام السلطة السياسية موارد مالية لا يمكن التخلي عنها من اجل مؤسسة كهرباء لبنان”.

علي الأمين

كما اشار الامين الى ان “الصمت على ما جرى في الزهراني وعدم الاعتراض من قبل المواطنين يؤكد على ان قوى السلطة، وخاصة على مستوى الجنوب، وتحديدا الثنائية الشيعية، باتت مطمئنة انها تستطيع فعل ما تشاء، وبإمكانها ان تستثمر المصالح العامة لحسابات ضيقة، وهي مطمئنة الى ان المواطنين المتضررين من هذا السلوك لن يعترضوا، وسوف يسلمون لأي قرار تتخذه هذه الثنائية”.

وختم الصحافي علي الامين” قد يبدو ان هذا الامر فيه نوع استسلام، لكن اعتقد ان الجنوب كعادته، كما كل لبنان هو اقرب لان يكون في موقع الذي يتحضر لمواجهة مع كل من تسبب ويتسبب بإفقاره واذلاله، وهو اذ يبدو انه يمهل، وهو يرى هذا التسويف بالحق الادنى من حقوقه، فإني على يقين ان الجنوبيين لن يهملوا هذا المس بكرامتهم قبل حقوقهم المادية”.

اقرأ أيضاً: بعد اكتمال المحاصصة: صفقة البواخر سوف تبصر النور قريبا

من جهة ثانية، مصدر مطلع افاد لـ”جنوبية” ان “الفساد وتوظيف السلطة السياسية لمصالح المسؤولين الخاصة، من الامور المسلم بها”، مؤكدا ان “صمت اللبنانيين هو نتيجة تدجينهم واخضاعهم من خلال تأمين الوظائف لهم”.

كما اشار المصدر الى ان هناك “محاولة لتغطية فساد الجهات الحزبية بعضها لبعض، بل اكثر من ذلك هناك صراع ضمني لتسجيل نقاط لفريق ضد الاخر لإظهار فساده”.

اما في ما خص باخرة الغازية، اعتبر المصدر ان “حزب الله هو شريك بالقرار، وازمة انقطاع الكهرباء تعني الجنوب وأهله، فلماذا الصمت في حين ان الاخير مطالب بإعطاء رأيه!”.

وختم المصدر” تغطية ابعاد الباخرة والسكوت عنها، امر مستهجن، واذا كان السبب في ذلك عدم القدرة على الاعتراض فالطامة اكبر!”.

السابق
التعصب الاسلامي المسيحي: ما هي اسباب عودته الى لبنان؟
التالي
تظاهرات في ايران تندد بتدخلاتها الخارجية في سوريا ولبنان