قضية الأكراد.. هل واشنطن على استعداد للخروج من سوريا؟

جرت في الأسبوع الماضي المحادثات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في هلسنكي عاصمة فنلندا. وناقش زعماء الدولتين العديد من القضايا أثناء اللقاء بما في ذلك المسألة السورية.

من المهم التأكيد على ما يتركز على الأحداث في جنوب غرب البلاد، وفي الوقت  نفسه يتطوّر الوضع إلى الأسوأ في شمال سوريا. وإن قضية الأكراد هو المسألة الرئيسة في هذه المنطقة. من الجدير بالذكر أن الأكراد لعبوا دوراً بارزاً في مكافحة الإرهاب في سوريا لكنهم الآن في وضع صعب للغاية في شمال شرق البلاد.

إقرأ يضا: هل تخذل واشنطن الأكراد في سوريا مجددا؟

فقد أصبح من الواضح في أوائل هذا العام أن الولايات المتحدة قد تخلت عن الأكراد في سوريا وتركت بمفردهم تجاه العدوان العسكري التركي. فبعد انطلاق العملية “غصن الزيتون” التركية توقفت الولايات المتحدة عن المساعدات المالية وإمدادات الأسلحة للوحدات الكردية المسلحة ودعمت الأتراك بذلك.

في الوقت الحاضر، نشهد خطوات مماثلة.  حيث أهملت الولايات المتحدة التحالف مع الأكراد مرة أخرى. وأعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” أن عناصر “وحدات حماية الشعب” الكردية أتموا انسحابهم من مدينة منبج شمال سوريا وذلك بموجب الاتفاق التركي – الأميركي.

من الواضح أن الأكراد السوريون لم يعودوا قادرين على الاعتماد على الولايات المتحدة كحليف مخلص لهم. ولم يهتم البيت الأبيض بمصير الحليف السابق الذي قد لعب دوره، ولم يعد مفيداً. بالإضافة إلى ذلك، لن يفسد الأميركيون العلاقات مع تركيا، وهي عضو في حلف الناتو، والتي تربطها عقود عسكرية بالمليارات.

في الوضع الحالي، ليس أمام الأكراد خيار آخر سوى التوقف عن التحالف مع أميركا والحصول على دعم من بشار الأسد وحلفائه. والآن الجيش السوري هو الضامن الوحيد لأمن الأكراد في المنطقة.

من الجدير الإشارة، إلى أن الحكومة السورية قد بدأت مفاوضات مع حزب الاتحاد الديموقراطي حول تقسيم النفوذ والنظام الإداري الجديد بعد الحرب في سوريا. ويجب أن تكون هذه الصفقة مربحة لكلا الطرفين. تستعيد دمشق السيطرة على شمال شرق البلاد، وتمنح الحكم الذاتي للأكراد، أما الأكراد فحصلوا على الحماية من العدوان التركي.

إقرأ ايضا: كركوك طارت من يد الأكراد… وأميركا صمتت

من المهم أن نفهم أن يدل الانسحاب التدريجي للولايات المتحدة من دعم الأكراد لصالح تحسين علاقات مع تركيا على استعداد واشنطن لتخلي عن محاولات للتأثير على الوضع السياسي في سوريا. تدرك واشنطن أن خططها في سوريا قد فشلت وقررت الحفاظ على نفوذها في المنطقة على الأقل من خلال العلاقات الثنائية مع تركيا. يأمل الأكراد أن يساعدهم الجيش السوري في منع التوسع التركي في الأراضي السورية والحفاظ على سلامة وسيادة البلاد.

السابق
«حركة التجدد» تستنكر استدعاء الدكتور عصام خليفة
التالي
عن «حزب الله» وسنّة لبنان