لعب الأكراد دوراً بارزا في مواجهة الإرهاب. حيث نجحوا في ضرب الإرهابيّين ضربات قاسية في سوريا بدعم أميركي واضح، وهم الذين وضعوا نصب أعينهم هدفا واحدا هو الاستقلال عن النظام، وتأسيس دولتهم المستقلة.
إقرأ ايضا: «روجافا» الفيدرالية الكردية.. قادمة في سوريا!
لكن ما يفاجئ هو المعركة التي وقعت أمس بينهم وبين الجيش السوري بدفع من واشنطن التي ساهمت في تأجيج الصراع عبر اسقاطها مقاتلة سوخوي حربية سورية، دعما للأكراد، بحسب ما نقل موقع (الوقت)، وفي محاولة لاعادة اشعال النار مع الجيش السوري، وكل ذلك في سبيل تأخير الوفاء بوعودها فيما يخصّ تسهيل اقامة دولة كردية في شمال شرق سوريا.
وكانت “نيويورك تايمز” قد كتبت أن محافظة الرقة ليست المعركة الكبرى في سوريا. فهذه الحرب التي تديرها واشنطن عبر استخدام الأكراد ضدّ مختلف الجهات، تؤخر حسم معركة الرقة، بهدف تأخير اعلان موت “داعش”.
ولا يناسب الأكراد حاليّا اقامة دولتهم المنتظرة، بعيدا عن التنسيق مع دول الجوار، وهي على خلاف مع النظام. فلسيت المرة الاولى التي تؤجل واشنطن تنفيذ وعودها للاكراد، خاصّة أن الجميع يردد انها اعتادت التخليّ عن حلفائها.
اذ لا تزال ترغبات الاكراد بالانفصال في آخر سلم اهتمامات واشنطن. ويبدو موقف تركيا المناهض للكرد هو العقبة الاساس التي قد تقدم على الدخول الى الاراضي السورية واحتلال مناطق الكرد، مما قد يؤجج الصراعات العرقية بالمنطقة في ظل اشتعال الحرب السورية السورية منذ 2011.
فنجاح المشروع الكردي يقوم على بندين، اولها مكافحة الإرهاب، وثانيها عدم لعب دور حصان الطروادة بالنسبة لواشنطن. من جهة أخرى، يقف النظام السوري بوجه تقسيم سوريا الى مناطقن بحسب العرق او الدين بكل قوة.
مع العلم ان عدد اكراد سوريا يتراوح ما بين مليون ومليوني نسمة، وفي العراق يصل الى حوالي 5 ملايين نسمة، وفي تركيا ما بين 20 الى 25 مليون نسمة. اما في ايران فيبلغ عددهم 6 ملايين. ويطلقون على هذه الفيدرالية المؤمل قيامها بين هذه الدول الاربع مجتمعة اسم “روجافا”.
لكن اكراد سوريا تنازلوا عن الاسم واتخذوا اسم (شمال سوريا الفيدرالية)، والتي ستضم حكما مناطق الرقة ودير الزور، بحسب ما صرّح الخبير في الشأن الكردي عباس الحسيني لموقع “جنوبية”.
وفيما يخص الادارة الذاتية، يرى الاكراد انها قادمة عبر ما يسمى “الفدرلة”، وهو نظام يحميّ المكونات الإثنية. وثمة انقسام بين مكونين كرديين اساسيين في كردستان العراق وفيدرالية شمال سوريا، مما يعني ان هناك انقساما داخل القومية الكردية الواحدة، بسبب الخلاف الفكري والعقائدي بين كل من عبدالله أوجلان ومسعود البارزاني.
وينتظر الكرد الظروف المؤاتية لحلّ أزمتهم التاريخية، من خلال تمرير مشروعهم عبر تقاطع مصالح بينهم وبين روسيا من جهة، وبينهم وبين أميركا من جهة أخرى.
إقرأ ايضا: التقسيم هو الحل الأفضل لإحلال السلام في سوريا
ومشكلة الاكراد مع النظام السوري هو منعهم من التحدث بلغتهم، والاحتفال بأعيادهم القومية، وتسمية ابنائهم بالأسماء الكردية، بمعنى تغييب التراث الكردي كاملا.