المشنوق خارج «المستقبل»: هل ينطبق عليه فصل النيابة عن الوزارة؟

هل انتهت علاقة المشنوق بتيار "المستقبل" على أبواب تأليف الحكومة الجديدة؟ وهل بات خارج "كتلة المستقبل"، وبالتالي هل ينطبق عليه مبدأ فصل النيابة عن الوزارة؟

يحزم الوزارء في حكومة تصريف الأعمال حقائبهم تحضيرا للرحيل، وخلال أسابيع أو ربما أيام، سيبتعد الوزير نهاد المشنوق عن وزارة الداخلية. هي استراحة المحارب التي سيتخذها المشنوق، الذي قال لـ”الجمهورية” اليوم إنّه يريد بعض الأشهر من الراحة، لكن هذا الرحيل سيكون بقرار مبدئي من قبل رئيس تيار “المستقبل”سعد الحريري الذي قرّر فصل النيابة عن الوزارة داخل تيار المستقبل.

إقرأ ايضًا: كيف علق الحريري على موقف المشنوق من فصل النيابة عن الوزارة؟

وتتساءل أوساط المشنوق عن سرّ هذا القرار الذي لا ينطبق على من أصدره، خصوصا ان رئيس كتلة المستقبل “النائب” سعد الحريري كلّف بتشكيل الحكومة، وسيكون له “صوت” داخل مجلس الوزراء، أي يكون بمثابة “وزير”، مؤكدة تلك الاوساط ان هناك نوايا مبيتة، وان هذا القرار انما اتخذ حصرا لاستبعاد المشنوق عن التوزير.

ففي حديث صحافي اليوم فجّر المشنوق قنبلة وأعلن صراحة أنه حالة “حريرية مستقلة” كاشفا أنّه “سوف يتخذ قراره بالبقاء على وضعه الحالي تنظيمياً في “المستقبل” بعد عودته من إجازة لأشهر”، وتابع: “قد يرفضون هم وجودي، ويعتبرون خياري بالابتعاد لفترة غير لائق بحقهم”، مؤكدا: “لن أخرج من الحريرية السياسية إلاّ اذا استُبعدت”.

كل هذه “الأجوبة” تطرح الكثير من “الأسئلة”:

هل يراجع الحريري قراره؟ وهل ما زال مبدأ فصل النيابة عن الوزارة ينطبق على المشنوق بعد إعلانه أنه “حالة حريرية مستقلة”؟ أي أنّه “خارج” كتلة المستقبل النيابية، التي للحريري حقّ استبعاد نوابها عن التمثيل الوزاري.

يبدو أنّ المشنوق لديه مآخذ على الرئيس الحريري، وبحسب اوساط وزير الداخلية فان الحريري يعرف أنّ فكرة الانشقاق عنه غير واردة، وهذا ما يؤشر ربما الى بعض المواقف السياسية الداخلية المستقلة التي اتخذها المشنوق، بالرغم من تأكيد الأخير انه لن يخرج من تحت “عباءة” زعيم المستقبل بدليل حرصه على نقل صورة إيجابية عن الرئيس الحريري مؤخرا. فرغم الخلاف القائم ورغم إقصائه وزارياً، أشاد به وبدوره في عملية التأليف الحكومي “والصلابة غير المسبوقة التي عكسها في تمسّكه بصلاحياته”.

إقرأ ايضًا: بعد «فصل النيابة عن الوزارة»: نار تحت الرماد بين الحريري والمشنوق

وكان أكّد المشنوق ان: « الخلاف مع الرئيس الحريري له بُعد شخصي وآخر سياسي، والشخصي حلّ  في معظمه، نافيا أن يكون السبب له علاقة بالإنتخابات»، وأشار في الوقت نفسه أنه  «لن يتّخذ قراراً في أي اتجاه من دون التشاور مع الرئيس الحريري»، وهو ما أعاد التشديد عليه اليوم بعد لقائه مع مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان. لكنّه صوّب في الوقت نفسه على ماكينة “المستقبل” وإتهمها بأنها طعنته بظهره، كاشفا أنه  استعَان بشركة متخصّصة قامت بدراسة جدية لنتائج لانتخابات، وكشفت بوضوح مكامن الخلل».

وعلى الرغم من إعتبار الأوساط المتابعة ان استهداف المشنوق جاء بسبب المواقف التي أعلنها أثناء أزمة إستقالة الحريري والتي ترجمت آنذاك بوجه السعودية، حاول المشنوق دحض هذه الفرضية مع تأكيده على أن “علاقته مع السعودية طبيعية، ومسألة أزمة الحريري لم تؤثر فيها. وموقفه كان موجّهاً في وجه بهاء الحريري». وهو ناشد اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لمساعدة مدارس المقاصد في أزمتها المالية واصفا الملك بأنه “ضمير الإعتدال العربي”.

السابق
جنبلاط يدعو لإيقاف المتاجرة العنصرية الرخيصة
التالي
الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على شركة سياحية إيرانية