لقاء النائبات بالشباب.. مهرجان انتخابي «مؤجّل»

نائبات مجلس النواب اللبناني
في خطوة لافتة وإيجابية نظم سمارت سنتر وبدعم من مؤسسة كوفراد اديناور لقاء حوارياً مع النائبات اللبنانيات عناية عز الدين، بهية الحريري، بولا يعقوبيان، د. ديما جمالي ورولا الطبش لمناقشة برامجهن الوطنية مع طلاب وطالبات من نوادي المناظرة من جامعات مختلفة في لبنان، وذلك صباح الجمعة الواقع فيه 22 حزيران 2018 في قاعة مكتبة مجلس النواب اللبناني. أدار الحوار د. فاديا كيوان التي رحبت بالحضور وأكدت على أهمية انعقاد مثل هذه الحوارات.

تحدثت أولاً النائبة بهية الحريري وهي عضو في مجلس النواب منذ عام 1992. وقالت: عندما بدأت عام 1992 كانت كل القضايا تشكل أولوية، لكن تحضيراً لانتخابات عام 2009، نظمت ورش عمل قطاعية وأرسيت قواعد برنامج كتبه الناس، وفي عام 2018 اعتمدت مبدأ التشاور الاجتماعي والتشارك في صناعة القرار حيث قام الشباب بوضع البرنامج الانتخابي وتيسير العملية التشاورية باستخدام آليات متعددة لضمان مشاركة شرائح واسعة من المجتمع في تحديد أولوياته، كما تم اعتماد الاستبيانات واستطلاعات الرأي مع شرائح واسعة من الشباب والتي تم تحليلها علمياً.

اقرأ أيضاً: الهرمل محرومة تربوياً: لا مدارس ولا مقاعد للطلاب!

فقد نظمت العديد من ورش العمل التفاعلية مع مختلف القطاعات والتي تفاعل فيها خبراء المدينة مع شاباتها وشبابها، وتم خلالها مراجعة واقع المدينة وأهدافها والآليات العملية لتحقيق هذه الأهداف وذلك تحت شعار”عنا بصيدا.. وبدنا لصيدا”.
ويحتوي البرنامج على أهداف تنموية مقسمة على ستة وحاور حيث كل محور يتضمن مجموعة من الأهداف والمشاريع. الأهداف التنموية للبرنامج الانتخابي ضمن المحاور الستة هي على الشكل التالي:
• فرص العمل.
• النفط والغاز والبنى التحتية والخدمات.
• تطوير المستوى الصحي.
• الاستدامة البيئية.
• التنمية الثقافية والسياحية.
• والتعليم والتمكين وتنمية القدرات الإبداعية.
تلتها النائبة بولا يعقوبيان التي حددت أولوياتها بموضعي البيئة والمرأة. وأوضحت ذلك قائلة: حول البيئة سأعمل على متابعة أزمة النفايات والنكبة البيئية المستمرة في لبنان عموماً وفي مكب برج حمود خصوصاً، من خلال الضغط على الحكومة الجديدة والسلطة السياسية لاعتماد حلول بيئية مستدامة ومراقبة تنفيذ الخطط المعتمدة ومحاسبة المقصرين.
وفي موضوع المرأة وحقوق الإنسان، قالت يعقوبيان: سأسعى إلى العمل على معالجة قضايا العنف الأسري والاغتصاب والتحرش الجنسي.
والسعي لإقرار قانون مدني للأحوال الشخصية والزواج المدني كخيار للراغبين فيه، بالإضافة إلى الضغط باتجاه إعطاء الأم اللبنانية الجنسية لأولادها.
كذلك حث الأحزاب والكتل النيابية على ترشيح نساء في الانتخابات البرلمانية وتوزير نساء في الحكومات وإشراك أكبر للمرأة في الحياة السياسية من خلال إقرار كوتا مرحلية جندرية.
والعمل على ملفات وقضايا مرتبطة بحقوق الإنسان وبالحريات وبخاصة حرية الإعلام والحد من الرقابة على الانترنت والأعمال الفنية وغيرها.
وأضافت: سأسعى إلى تأسيس نواة معارضة حقيقية، لا تبحث عن حصة لها في تقاسم الجبنة، بل تعارض بفعالية، إلى أن يقوم من هم في مركز القرار بتحسين آدائهم. مع الإشارة إلى ان العمل في المعارضة لن يقتصر على مخالفة السلطة، بل على طرح حلول بديلة قابلة للتطبيق.
أما النائبة عناية عز الدين فقالت يجب القيام بمحاولات إصلاحية، ولا ننتظر تغيير النظام كي نطور المجتمع، ودعت إلى قيام برلمان ظل لمراقبة الموازنات ومكافحة الفساد وأكدت التزامها بالبرنامج الانتخابي لحركة أمل التي تسعى إلى شمولية وحول الخدمات الصحية ومكافحة الفساد والهدر وغيرها، بالإضافة إلى الاهتمام بالوضع البيئي (نفايات، بالإضافة إلى محطات صرف صحي إلى جانب مشاريع تنموية لمنطقة صور ورأت ضرورة تحسين الخدمات للمواطنين من خلال التكنولوجيا.
من جهة أخرى طرحت النائبة ديما جمالي أهمية الالتزام، بأهداف التنمية المستدامة حتى عام 2030 والتي تحمل 17 هدفاً منها محاربة الفقر والجوع، جودة التعليم، استنهاض الاقتصاد والاهتمام بقضايا المرأة وركزت على ضرورة المشاركة في القطاع العام والقطاع الخاص وأشادت بمؤتمر سيدر الذي سيتولى القطاع الخاص مسؤولية 40% منه.
واختتمت المداخلات النائبة رولى الطبش التي أشادت بدور الرئيس نبيه بري كمشجع للشباب وأكدت على ضرورة تطوير وزارة الدولة لشؤون المرأة إلى جانب مكافحة الفساد.
بعد المداخلات طرح الشباب أسئلة مباشرة تمحورت حول خفض سن الاقتراع، المرأة والجنسية، اللاجئين، أوضاع الجامعة اللبنانية.
بعدها توزع الشباب على طاولات ترأس كل منها نائبة من النائبات المشاركات باستثناء يعقوبيان التي تركت اللقاء لارتباط سابق.
يعقوباين تميزت عن غيرها بطرح مهمات محددة ستحاول القيام بها وأجابت في مداخلتها على سؤالي لماذا؟ وكيف؟ أما النائبات الأخريات فقد اكتفين بترداد مواد برنامجية شعارنية اقتصرت على وصف ما هو قائم وضرورة المواجهة من دون تحديد كيفية وآلية عملهن. واستمر البعض من النائبات في نقاش عام لا يصل إلى نتائج محددة، مثلاً إحدى الطلبات سألت إحدى النائبات عن موقفها من قانون أحوال شخصية مدني واختياري، استمرت النائبة بالنقاش لمدة عشرة دقائق من دون تقديم إجابة واضحة.
على الرغم من إيجابية الخطوة وضرورة تكرارها في أماكن مختلفة من المناطق اللبنانية لكن ما شهده المجلس النيابي لا يعدو أكثر من مهرجان انتخابي “مؤجّل”.

السابق
صفقة روسية_أميركية تطلق صفارة الهجوم على درعا
التالي
مجلة الدراسات الفلسطينية العدد 115، صيف 2018: «أمام بوابات غزة» تعلو راية المواجهة