مشاعات «إرزيّ» بين وضع أيديّ الأحزاب عليها أو جرفها؟

تجتاح ضفاف نهرها جرافات الأمر الواقع وتقيم الخيم دون اي محاسبة من المحافظ او القائمقام.. فكيف يرد رئيس بلدية إرزيّ عباس قانصو؟

«إرزيّ» إحدى القرى اللبنانية في قضاء صيدا بمحافظة الجنوب، وتبعد حوالي 76 كلم عن بيروت، ترتاح على ضفة الليطاني مما يؤهلها لان تكون مطرح استراحة للعديد من اهالي المنطقة. لكن بسبب عمليات الجرف اختفت الاماكن، على قلتها، التي يمكن لأهلها التنزه فيها.

إقرأ ايضا: استكمالاً لعملية نهب المشاعات في الجنوب نقل ملكية مشاعات القرى المسيحية

نهر الليطاني

وبعد أن عرضت “جنوبيّة” للمشكلة منذ حوالي العام تقريبا، وبعد ان اشتكى مواطنون من وضع اليد على المشاعات النهرّية في كل من بلدتي برج رحال وإرزيّ المحاذيتان لنهر الليطاني. اتصل، اليوم، أحد فعاليات البلدة، وعرض للمشكلة التي تطورت من جديد، من خلال قوله انه “بعد جرف الخيم القديمة التي كنا قد أبلغنا عنها، اليوم يقوم عدد من العناصر الحزبية بوضع خيم جديدة مع بداية فصل الصيف، باسم حركة “أمل” في ظل حراسة على المكان المطّل على النهر”.

ويتابع، المصدر المطلّع، قائلا “عام 2003 طاف نهر الليطاني، فتم جرف الاراضي المحيطة به تحت عنوان انها مشاعات، وانهم يزيلون الرمول والأتربة. واليوم، جاءوا بجرافات بهدف تسوية الأرض. وهذه الأرض هي عبارة عن مشاعات ومن ضمن حرم النهر. اما الذين قاموا بذلك فهم عناصر من بلدية “إرزي””.

ويتابع المصدر، بالقول “النهر أخفض من الارض لجهة بلدة برج رحال، لذا أقاموا الخيم، وشقّوا الطرقات حيث وصلوا بالجرف الى مشروع الليطاني او ما يعرف بالمشروع الأخضر. وصارت المساحة كلها مُسيطرعليها وتحت يدهم، حيث خسر الرعاة الاراضي التي كانوا يرعون فيها”.

ويلفت الى ان “حزب الله، وفي المكان نفسه، قام  ايضا بالتوسعة في محيط المخيم الكشفي الذي يقيمه سنويا، فأضاف مساحات واقام “قعدات” تمنع أي شخص الدخول الى المنطقة الا عبرهم، وعن طريقهم، وصارت بالتالي ملكيّة خاصة”.

ويؤكد، المصدر، ان “هذه المشاعات تقع بين أحراج برج رحال، والقاسمية في أرض مشتركة والنهر يفصل عقاريا بينهما أي بين بلدية برج رحال وبلدية إرزيّ، حيث صارت الاراضي قرب النهر، بجنب القاسمية، أراضي مملوكة، وعلى جنب النهر هي أرض مشاعات، فأتى الفريقين ووضعوا أيديهم عليها باسم بلدية إرزي”.

وبحسب، المصدر، فان “بلدية ارزي نفت أي علاقة لها بالأمر، علما ان حزب الله وضع يده على الأرض وصولا الى أرض المخيم الكشفي الذي تحوّل الى غابة واقاموا عليه الخيم. وثمة عائلتين، احدهما هي عائلة رابط البلدة، مقيمة هناك بشكل مستمر بحيث ان الارض باتت “قعدة” خاصة”.

ويناشد، المصدر المطلّع، القائمقام والمحافظ ووزارة الداخلية للتدخل واعادة الامور الى سابق عهدها، لأن مسؤول السير في سرية درك صور يجلس معهم داخل الخيمة، والجرافة أمامه.

من جهة مقابلة، يقول رئيس بلدية إرزيّ، عباس قانصو، ردا على الاسئلة التي وجهها له موقع “جنوبية” حول حقيقة الأمر، فيقول انه “لا علاقة لحركة أمل ولا لحزب الله بالموضوع، ولا بهذا المكان. والمكان يقع تحت ما يُسمى “فالق النهر”.

ويضيف قانصو “وفي التفاصيل، هناك مجموعة شباب من برج رحال يقصدون المكان كعائلة، حيث يجلسون في المنطقة بهدف التنزه، ويمكن لأيّ مواطن الدخول والتنزه، لان الموقع مكان عام”.

ونفى رئيس بلدية إرزيّ عباس قانصو “أي وجود لأية سيطرة، والمسألة ليست سوى عبارة عن خيمة. ولا تعدو كونها قعدة فردية، وليست بعامة”.

إقرأ ايضا: أحراج الريحان في مرمى الكسارات والمرامل… والبلدية تنفي مسؤوليتها

ويلفت الى انه “هناك مكان مخصص كمكان لمخيم كشفي لحركة أمل، وليس بهدف الربح، وهم يفكون الخيم عندما تنتهي الصيفية، وهذا المكان الذي تتحدثين عنه هو ضمن أراضي أرزيّ. وهي ليست بأرض مشاع، بل تابعة لضفة النهر”.

فمن هو المُحق في هذا الملف: المواطنون ام البلدية؟ وأين يقف المعنيون بالأمر من  تصرف طرفي “الثنائية الشيعية” في قضية على ما يبدو ان المواطن الجنوبي هو الوحيد الخاسر فيها في ظل خسارته للسباحة في مياه النهر التي تم تلويثها من الرمول ومياه الصرف الصحي؟.

السابق
المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية ينفي صدور أي تعميم في موضوع المستشفيات
التالي
المحافظ المولى يُصدر قرارا بإقفال مراكز غسل الرمول.. وأهالي الريحان يتبرّأون