الفلتان الأمني في البقاع: أين تكمن القطبة المخفيّة؟

كيف يفسّر كل من الإعلاميّين البقاعييّن علي حجازي، وحسين شمص، الأحداث الأمنيّة المتتالية في البقاع. هل من علاقة للفوضى الأمنية هذه بالحدود الفالتة مع سوريا، اضافة الى المخدرات والسلاح او بمخطط ما يُرسم؟

سلسلة أحداث أمنيّة حصلت دفعة واحدة في منطقة البقاع، لفتت الانظار الى هذه المنطقة التي  يقال انها دوما “خارجة على القانون” جرّاء عدد من الحوادث الأليمة التي تسيئ الى اهلها وتشوّه صورتها.

ففي اتصال مع الإعلامي والناشط السياسي والإجتماعي في منطقة بعلبك- الهرمل حسين شمص، لمعرفة السرّ الذي جعل هذه الاحداث المتسارعة أمنيّا تتوالى في منطقة مفتوحة على حدود بمساحة  370 كم.

يرى حسين شمص انه “لا يمكننا التبّصر في هذا الموضوع، ومن يعمل على هذا الموضوع هم أدمغة تعرف عقليات الناس والتركيبات الاجتماعية. ويمكننا ان نرى بعد فترة نتائج وخطوات ما. هذه المشاكل بدأت تظهر الان، علما انه من المفروض ان تظهر خلال الانتخابات، ولكن اللافت انها انتشرت بعد الانتخابات، وفي مناطق متعددة. من بعيد هناك عقل وأدمغة يعملان على هذا الموضوع. فهل الهدف هو إلهاء الناس عن الانماء، وهل هو من اجل فرض الحديث عن الأمن بين الناس، او السبب هو فوضى منظّمة لغاية معينة؟”.

إقرأ ايضا: انتهت الانتخابات وعاد الفلتان الأمني مجدداً إلى بعلبك!

ويتابع شمص، قائلا “الخطة الأمنيّة  الموعودة موجودة ومنسقّة مع الاحزاب، وهي تقوم على انتشار جديد للقوى الأمنية بالبقاع وادخال قوى جديدة بدل القديمة، ولكن هذا ليس هو الحل النهائي. فهناك من يعتبر ان الموضوع الأمني على صلة بخطوط التهريب التي يمكن ضبطها. فليسمحوا للجيش بذلك، لانه في كل بلاد العالم هناك خطوط تهريب، والأشهر هي التي يتقع بين المكسيك والولايات المتحدة الاميركية. ويمكن الحدّ من التهريب عبر انتشار الجيش على المعابر الأساسية”.

ويعتقد الناشط الاجتماعي والسياسي حسين شمص، “ان ثمة تنسيق بين احزاب المنطقة، فالمطلوبون هم اصلا مخبرون، ولا ارى أيّ حلّ جذري للمشكلة، لأن العسكر والأمن يخنقان الناس، التي اصلا هي غير مرتاحة، وتحتاج الى إنماء، اذ لا مؤسسات صحية، ولا اجتماعية، ولا جامعات ولا مستشفيات، ولا مصانع او مكتبات، فالحرمان يلّف البقاع”.
ويلفت الى ان “السيد موسى الصدر عمل جاهدا على تأمين طرق وحلول وعلاج لما يحصل في البقاع”.

وتساءل “هل هناك من يحاول عسكرة البقاع، ويود تصويره على صورة قندهار. وأنا اضع مسلسل “الهيبة” ضمن السياق نفسه، حيث صارت الناس تقلّد البطل، وتعتبره إنموذجا، وان كان ينقل واقعا الا انه يضخّم الصورة، ويؤثر على صورة أهل البقاع بشكل سيئ”.

وختم، حسين شمص، بالقول “ارجو ألا يتحوّل البقاع الى ثكنة عسكرية، وانا اعتبر ان الايام المقبلة ستشكف ما هو مخبئ”.

في حين اعتبر، الإعلامي والناشط السياسي، علي حجازي، ان “مشكلة الأمن في بعلبك مشكلة مزمنة، لكن ان ما يحصل هو تسليط الضوء عليها بشكل كبير. وحجم السعيّ لإيجاد حلّ لموضوع التفلت الأمنيّ لا يزال قليل. فمشكلة آل شومان قديمة، وسابقا كانت الصرخة لا تصل، لكن بسبب ضغط الناس والضغط السياسي صار الوضع الأمني أولوية. لذا أخذ الموضوع حجما اكبر من واقعه في الاعلام. والى الان لم نلمس أي حلّ جديّ، فلا تزال الاجراءات إستعراضية”.

ويتابع حجازي، بالقول “يتبّين من الاحداث ان السلطات لا تريد العفو العام، ولا ضبط الأمن، وانا كمواطن بقاعي اعاني من الإشكالات الأمنيّة، لأننا في منطقة السمك الكبير فيها يأكل السمك الصغير، علما انه هناك مسؤولين كبار في السلطة يُغطون المخالفين، وثمة معلومات ان أخطر المطلوبين من البقاع باتوا خارج لبنان”.

ويختم، علي حجازي، ليقول “الخطة الأمنيّة المرتكزة على الحواجز والدوريات ليست بخطة أمنية، بل انها خطة استعراضية. والخطة الأمنيّة هي عفو عام وإلقاء القبض على الخارجين على القانون، وليس معالجة الخلل بمقنعّين ودوريات. والأمن يسير بمداهمات دون اخبار المطلوبين مسّبقا بالعملية”.

إقرأ ايضا: المفتي زغيب: الجميع يتحمل مسؤولية الفلتان الأمنيّ في البقاع

فكيف ستحل مسألة التفلت الأمني في البقاع حفاظا على أرزاق واملاك الناس، خاصة ان التهريب وتجارة السلاح والاعتداءات باتت صورة ملازمة للبعض من عشائر المنطقة في ظل موسم سياحي قادم!

السابق
الإمارات تمنح الإقامة لمدة عام لرعايا الدول التي تعاني من حروب وكوارث
التالي
إحسان عطايا لـ«جنوبية»: الطائرة الورقيّة الحارقة رد سلميّ على جرائم اسرائيل