بقيت “الهزة التنظيمية” في تيار المستقبل، من استقالة مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري من مهامه ومسارعة رئيس التيار لتعيين محمّد منيمنة في المنصب الشاغر بالوكالة، وكذلك إعفاء المنسق العام للانتخابات وسام الحريري من مسؤولياته بعد الاطلاع على “مجريات الحراك الانتخابي في كافة الدوائر” واعفاء مدير المتابعة في مكتب الرئيس ماهر أبو الخدود من مهامه.
إقرأ ايضًا: «حزب الله» وإنتصاره الانتخابي الوهمي: ما ربحه من الحريري خسره من «القوات اللبنانية»!
إلى الإعلان عن حل هيئة شؤون الانتخابات والماكينة الانتخابية اللوجستية بصورة عامة ومن بينها: منسقية بيروت، منسقية البقاع الغربي وراشيا، منسقية البقاع الأوسط، منسقية الكورة، ومنسقية زغرتا، في مواجهة الاهتمام السياسي، وسط أسئلة تتعلق بانعكاسها على “التيار الازرق” وعلى التسوية السياسية ككل، وإن بدت بحسب ” اللواء ” وكأنها اجراء داخلي، تنظيمي له علاقة بالتهاون في المهمات الانتخابية الأمر الذي أدى إلى خسارة عدد من النواب وفقاً لمصادر مطلعة وهو الأمر الذي جرت متابعته في عواصم دولية وإقليمية، تتركز على الأسباب التي أدّت الى نقصان عدد الكتلة على نحو ما حصل.
وبدا واضحاً لـ “النهار” أن الرئيس الحريري قد أطلق آليات غير مسبوقة في المحاسبة الداخلية لن تقف عند أي اعتبار قبل استنفاد أهدافها في تنقية التيار وتثبيت آلية المحاسبة فيه. وهو الأمر الذي تؤكده المعطيات التي تتوقع المضي في هذه العملية وعدم توقفها قبل استمكال اجراءات الاعفاءات التي تشمل مسؤولين في هيئات ومنسقيات ومسؤولين تنظيميين بارزين.
لكن هذه المعايير لا تنطبق على استقالة مدير مكتب الحريري نادر الحريري والتي تندرج في خانة خاصة ومختلفة تعود أساساً الى رغبته في ترك العمل السياسي منذ نشوء أزمة استقالة الرئيس الحريري. إلا أن الأوساط السياسية تعاملت مع خروج نادر الحريري من حلقة المستشارين الأساسيين لرئيس الوزراء باعتباره تطوراً استثنائياً لا ينفصل عن تداعيات الانتخابات وكذلك آفاق العلاقات المقبلة للرئيس الحريري العائد حتماً الى رئاسة الوزراء ان على الصعيد الداخلي أو على الصعيدين الخارجي والخليجي بما يؤذن بترتيبات ستتكشف طبيعتها ودوافعها لاحقا.
وفي الوقت الذي تعدَّدت القراءات والتفسيرات لهذه “النفضة” في”المستقبل” قالت مصادرُ مطّلعة في “التيار” لـ”الجمهورية” إنّ لكلّ مَن طاولته أسباباً إدارية ومالية وانتخابية.
وأضافت: “بمعزل عن القرار الذي اتّخَذه نادر الحريري بالاستقالة التي تقدَّم بها منتصفَ الأسبوع الماضي وانتظر جواباً حتى مساء أمس الاوّل قبل أن يغادر الى باريس، فإنّ القرارات الأخرى لا تحتمل كثيراً من التفسير. فهي محصورة بقراءة الرئيس الحريري لنتائج الانتخابات بعد إقفال صناديق الاقتراع، ما دفعَه إلى محاسبة المسؤولين عمّا آلت إليه هذه النتائج”.
وقالت إنّ الحريري “سأل ماكينته الانتخابية: لماذا لم نسجّل نسبةً عالية من المشاركة في الانتخابات كما كانت مقدَّرة مسبَقاً؟ ومَن هو المسؤول عن بقاء الناس في منازلهم؟ وأين ذهبَت أصوات الكتل السنّية الموالية الكبيرة في أكثر من دائرة انتخابية، بدءاً من دائرة بيروت الثانية قبل الأولى؟
وأين هي الأرقام التي تحدّثتم عنها قبل فتحِ صناديق الاقتراع في دائرة الشمال الثانية، أي في البترون والكورة وزغرتا؟ ولمن انتخبَت هذه القاعدة؟ والأمر نفسُه حصَل في زحلة والبقاع الغربي؟ ولماذا تظاهرَ في أكثر من منطقة المندوبون المكلّفون تمثيلَ لوائح “المستقبل” على أقلام الاقتراع ومحيطها لنيل حقوقِهم وبدل أتعابهم؟ وأين هي المخصّصات المحِقّة لهم؟”.
وأضافت المصادر: “على هذه الأسُس وبعد تحديد المسؤوليات، انتهى الرئيس الحريري الى حلّ المنسّقيات الانتخابية وعزلِ المسؤولين عن إدارتها مباشرةً أو أولئك الذين تحمّلوا مسؤوليات محدّدة في أثناء التحضيرات للانتخابات. ولذلك فإنّ أيَّ تفسير آخر لا يحتمل أن يؤخَذ على محمل الجد”.
من جهة ثانية، قالت “الشرق” أن قطار استحقاقات ما بعد الانتخابات النيابية، بات على سكة الاقلاع والحلول، استعدادا للمحطات الدستورية المتمثلة اولا بإنتهاء ولاية مجلس النواب في العشرين من الجاري، وبدء ولاية المجلس الجديد بالدعوة الى جلسة يرأسها كبير السن النائب ميشال المر، لانتخاب رئيس ونائب رئيس وهيئة مكتب المجلس..
إقرأ ايضًا: استقالة نادر الحريري وحل المنسقيات: تيار المستقبل نحو «مستقبل» جديد!
واذ حسم قرار التجديد للرئيس نبيه بري، فإن الاتصالات لم تصل بعد الى حسم اسم من سيكون نائبا لرئيس مجلس النواب، وهو من الطائفة الارثوذكسية … لتبدأ مع ذلك مسيرة الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية من سيكون رئيسا للحكومة المقبلة، وان كانت اسهم
الرئيس الحريري هي المتقدمة لغياب شخصية سنية موازية … وسط اسئلة وتساؤلات حول ما اذا كان هناك معركة ام اتفاق … وهل سيكون هناك “موالاة” و “معارضة”، من اجل اعادة دور التشريع والرقابة والمساءلة والمحاسبة لمجلس النواب،.. خصوصا، وان التباينات، بل الخلافات بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” خرجت الى العلن، وعلى نحو اكبر مما كان يتصور عديدون.
مصادر مقربة من الرئيس عون، اكد لـ “الشرق” اهمية وجود معارضة.. فهي “واجبة الوجوب” مع التشديد على الاسراع بتشكيل الحكومة بالنظر الى الضرورات الداخلية والخارجية…