من هنا دخلت الإمارات لبنان.. من أين دخلتم أنتم؟

من الصعب جداً لا بل من المعيب إجراء مقارنة بين السفير الشامسي ودوره الإنساني قبل الدبلوماسي الذي يقوم به في لبنان، وبين سفراء دول لا تنشر سوى ثقافة الموت وسياسة التحريض ونشر الرعب بين الآمنين

هي ليست المرة الأولى التي تُحاول فيها وسيلة إعلامية مدعومة من محور “الممانعة”، تشويه الحقائق وركوب موجة الفبركات والأضاليل لأسباب لم تعد خافية على أحد، هدفها تشويه سمعة دول أسهمت وما زالت، في الوقوف إلى جانب لبنان في كافة الأيام الصعبة، والإيقاع بينها وبين سياسيين لبنانيين كان وما زال همهم الأول، النأي بلبنان عن الحرائق المشتعلة في المنطقة، وتعويمه سياسياً واقتصادياً، واستعادة الأمن والأمان فيه، بعدما كان فقدهم بفعل إنغماس البعض في حروب الأخرين، وجر أبنائه إلى الموت، إمّا ترغيباً، وإمّا ترهيباً، وإمّا من خلال اللعب على الغرائز المذهبية.

إقر أيضا: استحضار السقيفة ونبش الفتنة المذهبية كرمى لعيون انتخابات البقاع

“أخبار” ملفقة من هنا، و”أخبار” مدفوعة الأجر للنشر من هناك، تغيب عنها المصداقية منذ أن رهنت نفسها لمحور هو في الأصل يبيع ويشتري في بلاد الغير، ويُغرق الدول بالموت والقتل والتشريد والتهجير، ويُشعلها بحروب تعود عليه بالمنفعة، ولو على حساب أبناء جلدته. أخر هذه التلفيقات الممزوجة بالسموم، محاولتها الإيقاع بين رئيس الحكومة سعد الحريري، والسفير الإماراتي في لبنان حمد سعيد الشامسي، مع العلم أنه في مراجعة دقيقة لدور الرجلين في السياسة الحديثة في المنطقة وفي لبنان على وجه الخصوص، يتبين للقاصي والداني، حجم الإنجازات التي قاما بها سواء في السياسة او الاقتصاد، بالإضافة إلى طريق التوافق الذي سارا عليه وهو طريق يجمع ولا يفرق ومشهود له بالإصالة العربية، تُزينه الشهامة وتبرز على جوانبه، إضاءات ناصعة لا يُمكن أن يهتدي المرء من خلالها إلا إلى منبع الكرامة والصدق والإخلاص والحق.

من الصعب جداً لا بل من المعيب إجراء مقارنة بين السفير الشامسي ودوره الإنساني قبل الدبلوماسي الذي يقوم به في لبنان، وبين سفراء دول لا تنشر سوى ثقافة الموت وسياسة التحريض ونشر الرعب بين الآمنين، واستعمال لغة العنف والدم كبديل عن الحوار ولتثبيت مشاريع لم يُنزل الله بها من سلطان. للسفير الشامسي، حكاية بيضاء تتناقل من بلدة لبنانية إلى اخرى، ومن منزل إلى أخر. لم يسأل خلال جولاته عن مذهب أهالي هذه القرية، ولا عن التأييد السياسي لتلك البلدة. سعى إلى تقريب وجهات النظر، فاعتمد الحوار مبدءاً، ساهم في رفع الحرمان حيث تمكّنت رحاله من الوصول.

السفير الشامسي، من طينة رجال واجهوا السهام في صدرورهم وترجموها مساعدات ومكرمات بدل الرصاص والموت، وصل إلى لبنان كإبن بار لدولة الإمارات، فكان نعم الحاملين لراية بلادهم ونعم الصابرين على سهام الغدر والوشاية والتحريض التي تطالهم، وهي مستمرة حتى اليوم من جهات، آثرت على نفسها، حمل الكراهية والبغض واستخدامها أدنى الطرق، في سبيل تحقيق مشروعها العدواني.

إقرأ ايضا: عقاب صقر بين سفير الإمارات والبخاري

دخلت دولة الإمارات العربية لبنان، عن طريق الخدمات والتعليم والمساعدات الموسمية وحملات الاستجابة التي تتجدد في كل عام من اجل تقديم يد العون والمساعدة، وهي مستمرة في عملها الخيّر الهادف إلى مكافحة الفقر والجهل والامية وتعزيز حقوق الانسان وتكريس مبادئه دون تمييز وذلك التزاما بتوجيهات قيادة الدولة، فهل لتلك “الأخبار” الملفقة أن تُشير لنا بأصبعها على الطريق الذي دخلت من خلالها الدولة الداعمة لها، إلى لبنان؟.

السابق
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 18 نيسان 2018
التالي
إجلاء 500 نازح سوري من مناطق شبعا ‏وحاصبيا