تحالفات السلطة تفوز في انتخابات نقابة المهندسين: حزب الله والقوات معاً ضد «نقابتي»

السلطة بأكملها اجتمعت لمواجهة لائحة "نقابتي للمهندس والمهندسة"، هذه اللائحة التي سبق لها وأوصلت المهندس جاد تابت لرئاسة نقابة المهندسين.

حزب الله، القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر، حركة أمل، الحزب التقدمي الاشتراكي، مجموعة من التناقضات السياسية لم تلتقِ لمصلحة الوطن، وإنّما اصطفت في مواجهة الجماعات المستقلة التي توحدت تحت عنوان “نقابتي”.

مما دفع المرشح على لائحة نقابتي المهندس المعماري سني جمل إلى القول  “اسرائيل لم توحد الأحزاب نحن وحدناهم”، وذلك خلال التغطية التلفزيونية لهذه المعركة.

توّحد الأحزاب السياسية المتناحرة خطابياً في مواجهة الجماعات المستقلة، أدّى إلى معركة انتخابية غير متكافئة يوم أمس الأحد 4 آذار، فكانت السطوة في هذه المرحلة لحيتان السياسة، إن على صعيد اللوائح في أكثر الفروع الهندسية، أو على صعيد انتخابات مجلس المندوبين حيث حصلت السلطة على أكثر من 200 مقعد من اصل 233، فيما لم تحصل “نقابتي” إلا على 18 مقعداً.

أقوى المعارك الانتخابية أمس، كانت في فرع المعمارين، حيث فازت لائحة الأحزاب كاملة، ليؤكد المهندس المعماري حبيب صادق لـ”جنوبية”، وهو أحد المشرحين الذين لم يحالفهم الحظ على لائحة “نقابتي” أنّهم هدفوا في لوائحهم إلى “اعتماد ترشيحات عابرة للطوائف وللمناطق، باسم الجسم المعماري لكونه جسم حر وليس مطوّفاً”. لافتاً إلى أنّ “الهدف لم يكن إيصال مرشحين بقدر ما كان إيصال موقف يؤكد أنّ هؤلاء المهندسين قد استطاعوا أن يكونوا خارج الاستقطاب، وأن يشكلوا لهذه الغاية لائحة تحت عنوان “نقابتي” تتألف من ديمقراطيين وحزبيين من كل المناطق والجامعات”.

يتابع صادق “ما يسمى بقوى السلطة، أو قوى الأمر الواقع، أجمعت على التحالف ضدنا، والمعيب سياسياً في هذا الأمر أنّه كان هناك خطوط اشتباك سواء بين القوات وحزب الله أو بين الحزب والمستقبل أو بين العونيين وحركة أمل والتي وصلت إلى الشوارع، وفجأة تمّ بناء حلفاً مقدساً بينهم جميعاً هدفه الأساسي أن يقف في وجه هذه الحالة”.

ليوصف حالهم بالقول “نحن كنا في وسط البحر في قارب وفي محيطنا كان هناك حاملات طائرات وغواصات لا مبرر لها أن تكون سوية، هذا هو التهافت السياسي وهذه هي هزلية المشهد”.

إقرأ أيضاً: نقابة المهندسين ودورها في السياسات العامة في التجدد الديموقراطي

يشدد صادق على أنّ السلطة قد هزمت، هذه السلطة التي كسرت لهم الفكرة ربما ولكنها لم تنتصر عليهم، موضحاً “نحن مجموعة من الناس التي تشكل شبكات، نحن لسنا مشروع قضية وإنّما نتفق على عدة قضايا منها تحرير هذا الجسم الهندسي من هيمنة الطوائف والأحزاب، للأسف اليوم كسروا لنا هذا الهدف الذي هو إرسال رسالة من جسم حر يؤكد بها على حريته، ولكنهم لم يهزمونا بعدد الأصوات إذ حصلت لائحتنا استناداً لأعلى تصويت تمّ تسجيله، على 588 صوت من أصل 1200 فيما هم حصلوا على 700”.

يشير المهندس المعماري حبيب صادق إلى أنّ هذه المواجهة تزيد من إصرارهم، لكونها تؤكد أنّ الأحزاب السياسية ليس بمقدورها إلا التلاحم مع بعضها لبقائها في سلطتها المبنية على التحاصص والمكاسب، معلقاً: “كل الطوائف كانت يوم أمس في مواجهة طائفة الوطن”.

ليخلص في الختام إلى التأكيد أنّ المرحلة الثانية من الانتخابات التي ستجري في 15 نيسان لن تكون سهلة عليهم في حال استمر هذا التحالف السياسي.

إقرأ أيضاً: جاد تابت ينتصر على التحالف الخماسي في انتخابات نقابة المهندسين

هذا وكانت “نقابتي للمهندسة والمهندس”، قد جددت إلتزامها بمتابعة المسيرة لإعادة معنى العمل النقابي المستقل، وذلك في تدوينة نشرتها عبر صفحتها الخاصة فيسبوك جاء فيها:
“في نهاية المرحلة الأولى من الإنتخابات في نقابة المهندسين، تجدد “نقابتي للمهندسة والمهندس” إلتزامها بمتابعة المسيرة لإعادة معنى العمل النقابي المستقل في بيئة إستولت عليها المحاصصات الحزبية. لدرجة أننا سؤلنا طوال النهار من أخصامنا “ليش ما قلتوا قديش بدكم حصتكم؟”. لم يفهموا بعد أننا لا نريد حصتنا. نريد فقط أن تعود النقابة بيتاً لكل مهندسة ومهندس بدلاً ان تكون حصة في أرصدة الأحزاب.
في نهاية المرحلة الأولى، تهنئ “نقابتي” كل من شارك في هذه الإنتخابات وتحيي متطوعيها ومرشحيها والناخبين الذين أدلوا بأصواتهم لصالح مرشحيها. ويسرها ان تعلن ان بالرغم من تكتل كافة أحزاب لبنان الطائفية دون إستثناء، نجحنا في إيصال حوالي ربع (18) مرشحينا إلى هيئة المندوبين. في المقابل، لم توفق لإئحتنا الخماسية عن فرع المعماريين ولا مرشحينا عن فرع القطاع العام. إلا أن الأصوات التي حصل عليها مرشحو “نقابتي” في فرع المعماريين (أكثر من 40%) وفي فرع القطاع العام (حوالي 25%) تمثل أرقاماً لا يحلم أي حزب من أحزاب المحاصصة المتكتلة ضدنا بتحقيقها.
إنتهت المرحلة الأولى والعمل مستمر حتى موعد المرحلة الثانية أي في 15 نيسان… ولكن أيضاً بعد هذا التاريخ. العمل مستمر معكم/ن لنكمل المشوار حتى إستعادة النقابة إلى أصحابها الشرعيين وحتى إصلاح الإعوجاجات المتراكمة التي فرضتها محاصصة الأحزاب على نقابتنا.”.

السابق
عماد الحوت: الجماعة الإسلامية حجزت مقعدها في بيروت
التالي
فضل الله: القانون النسبيّ أهم وأعدل قانون توصلنا إليه