ساترفيلد عاد.. ولبنان يرفض الشراكة النفطية مع اسرائيل

دايفيد ساترفيلد
عاد الموفد الاميركي دايفيد ساترفيلد الى بيروت، وعادت معه علامات الاستفهام لتخيّم في أجواء الحدود البحرية الجنوبية، خصوصاً انّ اي إشارات ايجابية لم تتسرّب عن لقاءات المسؤول الاميركي العائد من اسرائيل، حول ردّ تل ابيب على الموقف اللبناني الرافض للشراكة الاسرائيلية في النفط اللبناني.

عاد أمس نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد الى بيروت من اسرائيل في اطار الوساطة المكوكية التي يتولاها بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي في شأن الحدود البحرية وملكية البلوك 9.واجتمع على التوالي بكل من وزير الخارجية جبران باسيل وقائد الجيش العماد جوزف عون والرئيس الحريري.

إقرأ ايضًا: هذا هو «خط هوف» لترسيم الحدود… ولهذا يرفضه لبنان
ووسط تكتم لبناني واميركي على طبيعة الطروحات التي عاد بها ساترفيلد الى بيروت حول النزاع الحدودي البري والبحري، نسبت وكالة “رويترز” الى مصدر كبير في الحكومة اللبنانية أن جعبة ساترفيلد خلت من أي خطط جديدة وأن المحادثات لا تزال تدور حول “خط هوف” في إشارة إلى خط ترسيم للحدود البحرية اقترحه الدبلوماسي الأميركي فريدريك هوف عام 2012 ويتضمن حصول لبنان على نحو ثلثي مساحة مثلث مائي متنازع عليه مساحته نحو 860 كيلومتراً مربعاً ومنح نحو الثلث لإسرائيل. وقال مصدر في وزارة الخارجية إن ساترفيلد ناقش مسألة المنطقة محل النزاع وكيفية حفاظ لبنان على حقوقه وعدم تأثر عمليات الاستكشاف والتنقيب.

وقالت “وكالة الانباء المركزية” نقلاً عن أوساط الخارجية أن البحث تركز على قاعدة الحفاظ على حقوق لبنان، وأن باسيل لم يطرح اي تنازل، بل ان الحديث تناول كل ما يحفظ حقوق لبنان وحرصه على ألا تتأثر عمليات التنقيب. وفي ما خص البلوك 9، أوضحت أن لبنان أكد موقفه الثابت أن لا تنازل او اعادة نظر فيه. وأضافت ان الديبلوماسي الاميركي عاد بطرح جديد من تل أبيب، الا انها اشارت الى انه “لا يمكننا الحديث عن تقدم او تراجع “.

وغادر ساترفيلد لبنان ليلا وترددت معلومات انه توجه الى جنيف. وقالت السفارة الأميركية في لبنان إن ساترفيلد “يواصل الحوار” في شأن قضايا إقليمية ومساعدة لبنان على تنمية موارده بالاتفاق مع جيرانه.

أكدت مصادر مواكبة لحركة ساترفيلد لـ”الجمهورية” ان الموفد الاميركي لم يحمل في جعبته ما يمكن اعتباره تراجعاً عن الطرح الذي عرضه على المسؤولين اللبنانيين قبل انتقاله الى اسرائيل، في وقت كانت تصريحات المسؤولين الاسرائيليين ما زالت تعزف على ذات الموقف الذي عبّر عنه وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان حول ملكية البلوك رقم 9. الأمر الذي يبقي النفط اللبناني في هذه المنطقة معلّقاً على حبل التعقيدات الاسرائيلية ومحاولات السطو عليه.

ومن هنا، كان تأكيد قائد الجيش العماد جوزف عون لساترفيلد “موقف الجيش المتمسّك بسيادة لبنان الكاملة على أراضيه ومياهه الإقليمية والاقتصادية”، وكذلك كان موقف وزير الخارجية الذي قالت اوساط قريبة منه لـ”الجمهورية” انه اكد للمسؤول الاميركي تمسّك لبنان بموقفه الثابت من البلوك رقم 9، وحقه فيه، رافضاً التنازل عن هذا الحق او إعادة النظر فيه. وانّ لبنان متمسّك بالاحداثيات التي قدمها. واذ أشارت الاوساط الى ان لا نقاش على البلوك 9 من قبل لبنان، لفتت الى انّ البحث تطرّق الى المناطق المتنازَع عليها، والتي سيحاول لبنان جاهداً تحصيل اكبر قدر من المكتسبات. فيما فَضّلت مصادر السراي الحكومي عدم الدخول في تفاصيل اللقاء بين الحريري وساترفيلد او اكتفت بالقول: “لنحتفظ بالتفاصيل في عهدة المسؤولين اللبنانين”.

 

واذا كان ثمّة من استبشرَ خيراً من حركة ساترفيلد حيال الحدود النفطية البحرية، فإنّ المعلومات التي تلقّتها بعض المراجع اللبنانية، تفيد انّ ما في جعبة الموفد الاميركي، الذي قد ينتقل من بيروت الى جنيف اليوم، لا يَشي بأكثر من محاولة تجميلية للطرح الاميركي المرفوض من قبل لبنان، حيث ان ما تسمّى “وساطة اميركية” لم تخرج عن سياق الهدف الاساس منها، والرامي الى تثبيت الشراكة الاسرائيلية في النفط اللبناني، وهو امر مرفوض قطعاً من قبل لبنان.

وبحسب معلومات احد المراجع السياسية، فإنه على الرغم من الحماسة الاميركية والاستعجال لطَي هذا الملف، فإنّ ما يسمعه لبنان من الموفد الاميركي ليس سوى لغة هادئة ورغبة بالوصول الى حل يرضي الطرفين اللبناني والاسرائيلي، مع إشارة الى استعداد اسرائيل للتفاوض، الّا انّ هذه اللغة الهادئة ليست كافية لطمأنة لبنان، ذلك انّ الكلام الاميركي لا ينطلق من نظرة محايدة للمشكلة القائمة، بل ما زال ينظر من الزاوية التي تحقّق مصلحة اسرائيل على حساب لبنان. وفي خلاصة الامر، انّ ما يحمله ساترفيلد لا يفتح ثغرة في الجدار، ولا يؤدي الى نقلة نوعية تجعل الوصول الى الحلّ المرضي لكل الاطراف مُمكناً.

إقرأ ايضًا: تيلرسون في بيروت لتلقي أجوبة الحكومة على أسئلة ساترفيلد 

وعليه، يقول المرجع: “لبنان مُعتدى عليه في هذا الامر، وما عليه الّا التمسّك بموقفه، ورفض ما يمسّ سيادته في البر والبحر، وطبعاً في الجو. لبنان ليس في موقع الضعيف هنا، فلديه من القوة ما يمكّنه من انتزاع حقه، واذا كان الرئيس بري قد عكس الموقف اللبناني لجهة ترسيم الحدود البحرية عبر اللجنة الثلاثية المنبثقة عن تفاهم نيسان 1996 على غرار ما حصل بالنسبة الى الخط الازرق، فإضافة الى ذلك، أن يُصار الى اللجوء الى مظلة الامم المتحدة وتأكيد حق لبنان تحت رعايتها، وليس اللجوء الى مظلات أخرى لا تراعي الّا المصلحة الاسرائيلية.

وعلمت “اللواء” من مصادر مطلعة ان ساترفيلد أبلغ من التقاهم ان إسرائيل تراجعت عن المطالبة بـ40% من البلوك 9، إلى القبول بـ25% منه.  وكشفت ان الدبلوماسي الأميركي اقترح شمولية التفاوض بحيث يتناول البلوكات 8 و9 و10 دفعة واحدة.

وفيما ترددت معلومات بأن إسرائيل عادت فطالبت بحصة من البلوك 9 وهو ما يرفضه لبنان، أوضحت مصادر الخارجية أنه في ما خص البلوك 9، أكد لبنان موقفه الثابت بألا تنازل أو إعادة نظر فيه وأن لا نقاش على هذا البلوك، بل إن البحث يتناول المنطقة التي سبق أن حصل عليها الخلاف (المقصود بها مساحة الـ860 كلم مربع التي لا يقع البلوك 9 ضمنها وفق الخرائط اللبنانية).

السابق
«إيلاف» تكشف عن هوية الحج أبو فادي ناقل أسلحة «حزب الله» من سوريا
التالي
خاطفو الفتاة في برّ الياس يطالبون بفدية مالية كبيرة