حماوة درزية في بيروت والمقعد النيابي على محك الاعتراضات

وليد جنبلاط
لا يُمكن وصف العلاقة بين رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، وبين قسم كبير من أبناء طائفة الموحدين الدروز في بيروت، بالمستقرة ولا يُمكن وضعها تحت خانة الهدنة.

في الخفاء والعلن، ثمة تحركات ولقاءات للعديد من دروز بيروت لمواجهة قرار جنبلاط بترشيح النائب السابق فيصل الصايغ عن المقعد الدرزي في بيروت الثانية من دون ان يلحظ في اعتباراته منذ أول عملية انتخاب بعد اتفاق الطائف، أي اعتبار لأبناء بيروت لجهة ترشيح أحدهم لتولي هذا المنصب.
اليوم يزداد التباعد بين جنبلاط وقاعدته الشعبية المذهبية في بيروت، ف الأمور أو كل ما له علاقة بالمقعد الدرزي في بيروت، يشي بأن ثمة عدم رضى على تصرفات “البيك” تجاه أبناء جلدته “البيارتة” كونه يُصر على تهميشهم وصولاً إلى حد اعتبارهم مجرد حيثية في عمليات الاحصاء يُمكن أن تخدم زعامته، أو “رقم” يُضاف على لوائح الشطب في عاصمة لا ينفك يتباهى بعيشها المشترك وبطالبته بضرورة خروجها من التقوقع إلى رحاب الوطن. لكن إذ به يُمارس فيها وعلى جزء من أبناءها، سلطته السياسية ونفوذه وحرمانهم من حق مُكتسب وليس منّة منه كما يدعي أحد نوابه بأن هذا المقعد هو في الأصل تابع لمحافظة عاليه. وهنا لا بد من العودة بالذاكرة إلى زمن المعلم الشهيد كمال جنبلاط الذي كان وعد دروز بيروت بهذا المقعد نظراً لدورهم الوطني، وهذا أمر مذكور في كتابات المؤرخ الدكتور سليم هشي الذي يُعد من أبرز الشخصيات التي أرخت لتاريخ الدروز خصوصاً في بيروت.

إقرأ أيضاً: مصادر جنبلاط: للكف عن الإقتراحات والمزايدات السياسية العبثية

شخصيات تتحدث باسم النائب جنبلاط، كانت التقت باحدى الجمعيات الدرزية في بيروت منذ اسبوع تقريباً، وحذرتها بانه إذا استمرت بتنسيقها مع المجتمع المدني، فسوف يُلغي جنبلاط كل الاتفاقيات الشفهية التي كان ابرمها مع الجمعية ومنها تخصيص عائدات من الأوقاف الدرزية لصالح دروز بيروت. وهنا تؤكد المصادر أن جنبلاط ومن خلال المجلس المذهبي الدرزي كان وعد احدى الجمعيات الدرزية في بيروت، بتخصيص حصة من الأموال العائدة من الأوقاف الدرزية لا سيما دار الطائفة، على ان يُنفذ هذا الاتفاق بعد الانتخابات النيابية. وفي السياق يذكر أن أحد القضاة المشايخ من الطائفة الدرزية، كان كتب منذ فترة وجيزة مقالاً أكد فيه بأن دروز بيروت ليسوا قاصرين ولا يُريدون وصياً عليهم ليختار لهم ما يعتقده البعض أنه الصح. وعلى القاعدة نفسها، سار احد الفاعليات له علاقة بالرياضة عندما قال بالحرف الواحد لموفدين من جنبلاط “لنعتبر ان 99 في المئة من دروز بيروت لا يفهمون، علماً أن هذا الاعتقاد خاطئ ولا يمت للحقيقة بصلة، لكن الا يوجد منهم شخص واحد يُمكن ان يُثلهم في المجلس النيابي؟”.
الخلافات التي استفحلت مؤخراً بعد قرار جنبلاط بترشيح الصايغ، انسحبت بدورها على العائلات الدرزية في بيروت، إذ شهدت منذ أيام، أكثر من منطقة خلافات حادة بين أبناء العائلات لكن من دون ان يرف لجنبلاط جفن، بل على العكس هناك من أكد أن عدد من الاشخاص في بيروت، يُمارسون ثقافة الترهيب على العائلات في حال لم يمشوا بخيار جنبلاط في ترشيحه للصايغ الذي يبدو أنه لم يلقى حتى الساعة، قبولاً لدى أبناء بيروت عموماً، والعائلات الدرزية خصوصاً.
مصادر مؤكدة كانت كشفت الاسبوع الماضي، بأن ثمة توجه لدى الوزير طلال ارسلان بدعم الوزير السابق وئام وهاب في حال ترشح الأخير في الشوف، ورسالة ارسلان صبّت هذه المرة في مصلحة دروز بيروت بعد تأكيده للعديد منهم، بأنه يقف إلى جانبهم في معركتهم هذه وأن دعمه لوهاب هو مقابل دعم جنبلاط للصايغ. ويُصر ارسلان في مجالسه الخاصة والعامة، على مقولة أن طرح الصايغ هو لا اخلاقي.

إقرأ أيضاً: دروز بيروت لجنبلاط: معك يا «بيك».. وأنت؟

في المحصلة، ثمة تأكيدات بأن وضع الصايغ في حال حصول الانتخابات، لن يكون سهلاً على الاطلاق، فهناك موانع كثيرة قد تحول دون وصوله الى الندوة البرلمانية، تبدأ من الاعرتاض الدرزي مروراً بالاعتراض البيروتي، وصولا الى التركيبات والحسابات الانتخابية ومنها الصوت التفضيلي، والتي من الممكن جميعها، أن تقلب الأمور رأساً على عقب. ومن هنا، تؤكد فاعليات درزية بيروتية، أنه على جنبلاط أن يُعيد النظر في حساباته وأن يستمع ولو لمرة لأبناء جلدته، حتى ولو كانوا “بيارتة”.

السابق
أمل: نوابنا مقاومون
التالي
إسمع يا دولة الرئيس(22): الشيعة بين سقيفة 1992 وانتخابات 2018