حزب سبعة: موقفنا واضح من الحرب السورية ومن سلاح حزب الله‎

"حزب سبعة" يسعى إلى خوض الانتخابات النيابية في وجه كل الأحزاب التقليدية..

قوى عديدة مستقلة جديدة تتهيأ لخوض الإنتخابات النيابية التي سوف تجري في السادس من أيار المقبل، وذلك لهدف أساسي وهو التغيير ومواجهة السلطة الحالية بما حملته من فساد وصفقات، وتوريث سياسي.

وفي سياق الأحزاب المدنية المستقلة التي تسعى للانخراط في الانتخابات القادمة، برز مؤخراً “حزب سبعة” الذي يعرّف نفسه كحزب عصري جديد وغير تقليدي، إلا أنّ هذا الحزب شكّل جدلاً لدى المواطن اللبناني الذي طرح العديد من التساؤلات حوله.

موقع “جنوبية” وفي متابعة منه لملف الأحزاب المستقلة التي تقدم نفسها في صورة تغييرية، حاورت الإعلامي مالك المولوي، وهو رئيس مجلس قضاء طرابلس في حزب سبعة، الذي أكّد لموقعنا أنّ “مبادئ “حزب سبعة” الأساسية هي الدولة المدنية حيث يكون جميع المواطنين متساوين بغض النظر عن الطائفة والدين والجنس واللون، أما القضية الأساسية فهي السماح للمواطن بالعيش بكرامة داخل الوطن دون الحاجة إلى وزير أو نائب أو زعيم لتلبية حاجاته، ودون أن يضطر إلى الذهاب إلى السفارات لطلب الهجرة”.

مضيفاً “نحن نرى أن هذه الطبقة السياسية هي طبقة فاشلة، لذا يجب خلق طبقة سياسية جديدة، إذ بات أمراً ضرورياً إعادة الامل للمواطن”.

ولفت المولوي إلى أنّ “حزب سبعة تأسس بعد أن تبيَن أن الشعب اللبناني يحتاج إلى هذا نوع من الأحزاب العابر للطوائف وللمناطق، هناك الكثير من الاحزاب التي تدعي انها عابرة للطوائف ولكنّها عابرة بالشكل وليس بالمضمون، فخطابهم يبرز أنّهم أحزاب طائفية ومذهبية بإمتياز، كما هناك أيضاً أحزاب أيديولوجية مرتهنة للخارج”.

مؤكداً أنّهم في حزب سبعة “يعملون على خلق منصة سياسية مُنظمة مبنية على الشفافية والمُحاسبة والمساءلة بجميع المناصب الموجودة في الدولة مع رفض الإرتهان إلى الخارج والمتاجرة بالعواطف الدينية، هذا عدا على العمل من أجل إلغاء التوريث السياسي وقيام آليات ديمقراطية مُحترمة خصوصاً انّ معظم النواب يعتقدون أنّ المقاعد النيابية هي مُلكية خاصة وأكبر الدلائل هو أنّ عدداً كبيراً من النواب يُجهزون أبناءهم للنيابة”.

هذا وأشار المولوي إلى أنّهم ليسوا مع إلغاء اتفاق الطائف وإنّما مع إجراء بعض التعديلات عليه، كتطبيق اللامركزية الإدارية التي أصبحت أمراً ضرورياً لتسهيل عمل البلديات والعمل الإداري الروتيني القاتل في بعض الأقضية والمحافظات، إضافة إلى إلغاء الطائفية السياسية، وتعديل صلاحيات رئيس الجمهورية ونزع السلاح من جميع الميليشيات ان كانت لبنانية أو غير لبنانية.

وفيما يتعلق بسلاح حزب الله والموقف منه، يقول المولوي ” نحن نُقدر ونحترم دماء جميع الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن لبنان سواء من حزب الله أو الإسلاميين أو القوميين أو الإشتراكيين أو الشيوعيين، إلا أننا نرى أنّ قرار السلم والحرب يجب أن يكون بيَد الدولة اللبنانية فقط، لذا فنحن مع السيادة وحصر السلاح بالدولة وتقوية الجيش والأجهزة الأمنية للتتمكن من تأدية دورها”.

مردفاً “لكننا وإلى حين تحقيق ذلك أي حين تصبح الدولة قادرة على بسط الأمن على كامل الأراضي اللبنانية، نؤيد الإستراتيجية الدفاعية المؤقتة”.

إقرأ أيضاً: جاد داغر: «حزب سبعة» سياسي وسيكون لدينا مرشحون

وفي سياق الحديث عن الثورات العربية شدد المولوي أنّهم يُعارضون كل الأنظمة الإستبدادية والقمعية في العالم، وأنّهم يعتبرون النظام السوري نظاماً قمعياً إستبدادياً، مضيفاً “نحن ضد كل الأطراف التي ألحقت الأذى بالشعب السوري ونحن نعتبر أن الشعب السوري تلقى الأذى من جهتين من داعش وحلفائها ومن النظام السوري وحلفائه”.

وبالعودة إلى الفساد وكيفية محاربته أوضح المولوي أنّ لديهم في حزب سبعة خطة استراتيجية سريعة وهي محكمة خاصة بالفساد، لديها القدرة والأهلية لإصدار حكمها خلال أسبوع بحق كل شخص إرتكب صفقة أو فساد أو هدر.

متابعاً ” نحن في حزب سبعة لدينا فلسفة خاصة، ويمكن أن تكون خطة استراتيجية طويلة الأمدَ والتي هي فلسفة مؤسسات الظلَ على كل الاراضي اللبنانية، ونحن حين قلنا أننا حزب غير تقليدي، قصدنا ذلك بالشكل وبالمضمون إذ ليس لدينا لا مكتباً سياسياً ولا مكتباً تنظيمياً ولا مجلس شورى إنّما لدينا مؤسسات الظلَ والمجلس التحكيمي.

وأكد المولوي أنه عبر هذه الطريقة يتم خلق الوعي والمساءلة والمحاسبة والشفافية لدى المواطن، وصولاً لمرحلة يشعر خلالها كل موظف في الدولة اللبنانية أن هناك من يراقبه.

هذا وأوضح المولوي أنّهم يتجهزون لخوض الانتخابات النيابية في معظم الدوائر اللبنانية، مشيراً إلى أنّ خصمهم هم جميع الأحزاب التقليدية التي لم يرَ منها الشعب اللبناني إلا الويلات، أما الحلفاء، فهم بالدرجة الاولى المجتمع المدني غير المسيس، وبالدرجة الثانية الشخصيات المستقلة والغير تابعة لأي حزب أو متورطة بأي صفقة.

وبحسب المولوي فإنّ الفرق شاسع جداً بين حزب سبعة والسلطة الحالية، لأنّ “حزب سبعة ليس لديه زعيم أو توريث سياسي، وكل شخص في “سبعة” يتولى مسؤولية قيادية يبقى في منصبة لدورتين فقط أي لـ 6 سنوات، هذا عدا عن وجود هيكلية مُنظمة تعمل على خلق قيادات شبابة وجديدة، وهذه الهيكلية تمنع جنوح الأحزاب لأنها هيكلية ذكية، إضافة لكون نظام سبعة الداخلي مبني على شكل مؤسسات وبالتالي المؤسسات هي التي تدير سبعة وليس شخصاً محدداً”.

وفي إجابة عن سؤال التمويل، والشبهات التي حيكت حول هذا الامر، لفت المولوي إلى أنّ اللبنانيين لم يتعوّدوا على ظهور احزاب ممولة من المواطن، موضحاً أنّ معظم الأحزاب السياسية في العالم تمويلها من المواطنين، وأنّهم كحزب سبعة يمولّهم المواطن، كما أنّ نظامهم الداخلي يمنع اخذ أي ليرة من أيّ مواطن غير لبناني أو أيّ مؤسسات غير لبنانية، مشيراً إلى أنّه من بين أعضاء ومنتسبي “سبعة” هناك طبقة ميسورة الحال، وأنّه في الأونة الأخيرة تمّ فتح “هبة” من أجل دعم “سبعة”، جاء عبرها مبلغ لا بأس به.

إقرأ أيضاً: حزب سبعة ينتشر بحملة «ابتسامة وطن»

وشدد المولوي في حديثه إلى أنّ كل ما يتم إشاعته حول “سبعة” هو كلام فارغ لأنّ الأحزاب التقليدية بدأت تشعر بالخطر، لاسيما وأنّ “سبعة” – بحسب كلامه – بدأت تشكل حالة تغييرية، حيث حققت انتشاراً على كل الاراضي اللبنانية، عدا عن القدرة الإعلامية والإعلانية والتسويقية التي يحظى بها الحزب والتي تخوّله على مواجهة أكبر حزب تقليدي في لبنان.

هذا وتوقف المولوي في الختام عند الانتخابات النيابية في طرابلس، لافتاً إلى أنّه تحدث منذ 3 أشهر عن وحدة المجتمع المدني وأنّه كان حريصاً على هذا الموضوع، وقد تواصل مع الجميع من أجل تشكيل لائحة موحدة تواجه السلطة وتحقق الخرق، إلا أنّه لم يكن هناك من تجاوب، ونحن في سبعة ملتزمون مع تحالف وطني المركزي وقادرون على تشكيل لائحة وازنة ومميزة من ١١ مرشح، ونقوم بذلك حاليا بالتنسيق مع بعض القيادات الناشطة في طرابلس.

السابق
إيران والحاجة إلى حرب…
التالي
ورثة الطوائف في الانتخابات اللبنانية