محاولات لحصر خلاف «أمل – التيار» خشية انفجاره في الشارع

لم يسجل اي تطور ايجابي لاحتواء الازمة السياسية، لا بل ان المواقف المتوالية زادت من التباعد بين الرئاستين الاولى والثانية وبين حركة امل والتيار الوطني الحر. وتهدد الازمة التي وصلت تداعياتها الى إطلاق نار في الحدث وإلى مطار بيروت امس،كما طالت العمل الحكومي وعطلت بعض اعمال اللجان في مجلس النواب.

رأت “الجمهورية”  أن الهزات الإرتدادية الناجمة عن الهزّة السياسية التي تسبّبَ بها تسريب كلام الوزير جبران باسيل بحقّ رئيس مجلس النواب نبيه بري تتوالى ، وأثارت في الأفق غباراً رمادياً يحجب الرؤية عن السقف الذي سترتفع إليه والمدى الذي سيَبلغه هذا الاشتباك بين “التيار الوطني الحر” وحركة “أمل”، بعدما أخذ منحى خطيراً ليل أمس في بلدة الحدث نتيجة إطلاق شبّان يَحملون أعلام “أمل” النارَ في الهواء، ما استدعى استنفاراً لشبّان البلدة وانتشاراً مسلّحاً لأهاليها ما لبث أن اختفى مع انتشار الجيش بكثافة.

إقرأ ايضًا: بيانا بعبدا و«التيار الحر» لم يرضيا «أمل».. والشغب يمتد إلى جزين

فقد عاشت بلدة الحدث في قضاء بعبدا ليلاً أمنياً صعباً، حيث سُجّل ما يُشبه الهجوم السّيار قامت به سيارات مدنيّة يرافقها عدد من الدرّاجات النارية في اتّجاه ساحة الحدث، في محيط “فرنسبنك” – ساحة الحداد، أطلق مَن فيها النارَ في الهواء ولاذوا بالفرار، ما أدّى إلى حالٍ مِن الغليان في المنطقة، فنزلَ عدد كبير من الشبّان إلى الشارع مع ظهور مسلّح. لولا الاتصالات السياسية والأمنية التي جرت لمنع تفاقم الوضع، وإعلان مصادر في “امل” انها طلبت من القوى الأمنية التحرّك لمنع أي احتكاك، نافية ان يكون هؤلاء من انصارها فيما وصف النائب “العوني” آلان عون الوضع “بالخطير”.

وأشارت “الديار” إلى أن موقف رئيس الجمهورية واضح في قصر بعبدا وان اعلى سقف عنده هو طلب تسامح الجميع، ولا اعتذار من قبل الوزير جان باسيل، لا للرئيس نبيه بري ولا امام اللبنانيين. وان العماد ميشال عون كرئيس جمهورية يطبق الدستور حرفيا وهو ابن 42 سنة ابن مؤسسة الجيش والقانون والانضباط ووصل الى الحكم كابن مؤسسة رسمية عسكرية منظمة بامتياز في حين ان الذين يواجهونه ويتكلمون عن الدستور جاؤوا من ثقافة الميليشيات ورئاسة الميليشيات وحروبها الى السلطة. وهنالك فرق كبير بين ثقافة من يصل الى الحكم وهو ابن المؤسسات وتطبيق القوانين وبين من يصل الى الحكم وهو ابن وتنشئة الميليشيات وممارساتها الى الحكم ولو امضى فترة طويلة في المسؤولية لان التنشئة من الاساس هي ميليشيوية، ومنذ متى كانت الميليشيا تعرف بالدستور والقوانين.

ووسط توقعات بأن تؤثر حدة الأزمة الداخلية في عمل الحكومة والبرلمان، نفى بري “كل كلام يشاع حول استقالة الحكومة”، ونقل عنه نواب قوله إن “عمل الحكومة قد يتعثر بسبب التشنج السياسي”. والجديد أمس، قول بري إنه “يقدم اعتذاراً إلى كل اللبنانيين الذين لحق بهم أذى على الأرض”، في إشارة منه إلى تظاهرات مناصرين له قطعوا الطرقات ورفعوا شعارات نابية. وأكد أنه “لا هو ولا حركة “أمل” لهما علاقة بما حصل على الأرض”.

ولفتت “الأنوار” أنه مع استمرار المواقف على حالها، تواصلت تداعيات الازمة وسجلت اعتصامات ووقفات تضامن مع الرئيس نبيه بري. فقد نفذ اتحاد النقل الجوي في لبنان وقفة تضامنية مع بري، امام مبنى الجمارك في المطار، ثم توجه المشاركون الى امام قاعة الوصول وقاموا باعتصام رافعين اعلام حركة امل. وأعلن الاتحاد تضامنه مع بري وقال اذا تطورت الامور سنلجأ لموقف حازم وحاسم باعلان العصيان في المطار حتى رحيل الوزير الساعي للفتنة.

وعصر امس نفذ مناصرو حركة أمل وقفة رمزية تضامنا مع الرئيس نبيه بري أمام وزارة التربية والتعليم العالي في الأونيسكو. وقد انضم الى المعتصمين الوزير مروان حمادة والنائب علي خريس. وقالت الوكالة الوطنية للاعلام أن شقيقة رئيس مجلس النواب الدكتورة هنادي بري والمديرة العامة للتعليم المهني والتقني سلام يونس، انضمتا إلى الوقفة الرمزية أمام وزارة التربية.

كما نظمت شعبة حركة أمل في معهد النبطية المهني الفني العالي، وقفة تضامنية مع الرئيس بري، فيما تداعت اتحادات بلديات وروابط مخاتير صور وبنت جبيل والقلعة وجبل عامل إلى وقفة تضامنية مع رئيس مجلس النواب، في مدينة صور عند مستديرة ساحة العلم اللبناني.
إقرأ ايضًا: «التسامح» سقف بيان رئيس الجمهورية… ولكن ماذا عن تصعيد محطة الـotv؟

وبدا لـ ” النهار” أن التوتر السياسي مثقلاً على الوضع السياسي في ظل جمود عمل المؤسسات الدستورية مع الاعلان ان لا جلسة محتملة الوزراء اليوم وفي ظل ضيق هامش تحركات رأب الصدع في انتظار برودة المواقف واعطاء فرصة لتنفيس الاحتقان بعض الشيء، علما أن أي احتمال لتنفيس الاحتقان بدا مستبعداً مع استمرار انصار حركة “أمل” في التحركات والاعتصامات والتظاهرات واتجاه الانظار الى مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي يصر الوزير باسيل على افتتاحه غداً الجمعة. وفي انتظار معرفة الاتجاهات التي ستسفر عنها الايام المقبلة، من الصعب انطلاق أي وساطة، علماً انه سبق لزوار كل من رئيسي الجمهورية ومجلس النواب الحض على اصدار مواقف تهدئة تخفف التصعيد السياسي وعلى الارض.

السابق
أحد أعضاء حركة أمل: حزب الله لا يضع لنا الخطوط الحمراء.. نحن من نرسمها!
التالي
مناصرو الحركة يسخرون من صهر الرئيس: #نكته_عن_جبران_باسيل