هل تكون ادانة «الهولوكوست» تنازلا جديدا من رابطة العالم الاسلامي؟

الهولوكوست
رجال الدين غالبا ما يبررون للسياسيين مواقفهم، فهل يأتي تصريح "رابطة العالم الاسلامي" بادانة "الهولوكوست" بعد اكثر من 77 عاما على حدوثها 1941، والتي راح ضحيتها على حسب ما نقل الصهاينة خمسة ملايين يهودي، تنازلا جديدا من التنازلات التي مهدت للاعتراف الاميركي بالقدس عاصمة لفلسطين؟

رحبت إسرائيل باستنكار الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي في السعودية، بكل “المحاولات إنكار جريمة الهولوكوست المثيرة للجدل أو التقليل من شأنها”. وردت “إسرائيل” بالاعراب “عن تقديرها العميق لمثل هذه التصريحات من جانب فضيلة الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى”.

وتمثّل رابطة العالم الإسلامي منظمة لعلماء المذهب الوهابي، وتتخذ من مكة مقرا لها، وهي ممولة الحكومة السعودية بشكل كبير. حيث يعتبر الشيخ العيسى مقرّبا من السلطات السعودية، كونه شغل منصب وزير العدل في السعودية بين العام 2009 والعام 2015. وتأتي رسالة الشيخ العيسى ملفتة بسبب تداول معلومات عن تقارب سعودي – اسرائيلي في عدد من وسائل الاعلام العربية والغربية.

اقرأ أيضاً: ما هي التبعات المحتملة لإعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل؟

في هذا الاطار، أكد قيادي إسلامي ممانع، طلب عدم الكشف عن اسمه، “يبدو ان ما يقال عن صفقة القرن والتطبيع مع الكيان الغاصب لها اشارات واضحة بدءا من كلام الاعلام وتسريباته عن اللقاءات، وصولا الى الادانة فأن صح الخبر فهو يظهر ازدواجية المعايير لدى النظام السعودي الذي يستفيد من هذه المؤسسات في الشأن السياسي”. ويختم المصدر الاسلامي، القيادي المعارض للسياسة السعودية، بالقول “اساسا ان الهولوكوست هي اكذوبة، بالغوا فيها، وكبروها للاستفادة منها سياسيا”.

من جانب آخر، يُعلق المحلل السياسي، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح، جمال أشمر، على هذا الترحيب بالقول “كل من يحكي عن موضوع القدس فانه يتقرّب بذلك لكل من يُسيء للقدس، وأي موقف سيرتد سلبا عليهم، فالقدس لها مكانتها الدينية والسياسية التي ستجعل من الفلسطينيين في مقدمة من يدافع عنها”.

القدس

ويضيف أشمر”وفي موضوع “الهولوكوست” نحن نرفض كل ما يرتكب من مجازر ضد آي شعب، ولكن في الوقت عينه نحن ضد الإنتقائية، وضد أية محرقة ترتكب لأي شعب، وإن ارتكب ضد الشعب اليهودي فهذا لا يبرر ارتكاب محارق ضد شعوب أخرى كالشعب الفلسطيني. اما “رابطة العالم الاسلامي” أقول لهم إن إدانة المحرقة شيء، وموضوع القدس شيء آخر، ولا يحق لهم كرابطة التغاضيّ عن قضية القدس. وهذا يمسّ المقدسات الاسلامية، وهم كرابطة معنيون بالامر، كونهم مسلمين، ومن جهة ثانية الديانات السماوية كلها تدعو الى العدل والحرية والمساواة واحترام عقائد الشعوب، وهم بذلك يرتكبون اخطاء كونهم يميزون بين قضيتين إنسانيتين، ولا يحق لهم في معرض استنكار محرقة “الهولوكوست”عدم استنكار ضم القدس لاسرائيل”.

اقرأ أيضاً: ماذا يعنيّ إعلان القدس كعاصمة لـ«إسرائيل»؟

فهل ان السياسة هي المدخل لحلّ القضية الفلسطينية كما كانت السياسة هي الحل للمسألة اليهودية؟ وكيف يطبّع العرب مع اسرائيل وهي التي لم تعترف حتى اليوم بحق الشعب الفلسطيني بأرضه؟ اضافة الى وضع اليد على المقدسات الاسلامية – المسيحية، وآخرها جعل القدس كعاصمة أبدية لإسرائيل؟

السابق
بالفيديو: في أوّل ظهور إعلامي ماذا قالت مسربة الفيديو؟!
التالي
سوتشي ورأس النظام